الإمارات وبريطانيا توقعان مذكرتي تفاهم لدعم «حوار القيم» ومؤسسات التعليم

الشيخ خليفة بن زايد التقى كاميرون والأمير تشارلز وتوقع للزيارة نتائج مهمة

ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز خلال استقباله رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد في لندن أمس (رويترز)
TT

وقعت دولة الإمارات والحكومة البريطانية أمس، على مذكرتي تفاهم، بشأن إنشاء «حوار للقيم» و«منظومة المؤهلات» بخصوص مؤسسات التعليم، كما اتفقا على تعزيز التعاون بينهما ليشمل مجالات أوسع، في اليوم الثاني لزيارة رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى لندن، وخلال لقائه أمس، مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون وولي العهد الأمير تشارلز.

وحسب بيان صادر عن الخارجية البريطانية فإن المباحثات بين الشيخ خليفة وكاميرون تناولت سبل دعم العلاقات السياسية والاقتصادية وتطوير التعاون في مختلف المجالات خاصة السياسية والاقتصادية والاستثمارية. كما جرى استعراض وتبادل وجهات النظر حول التطورات والمستجدات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية المبذولة من مختلف الأطراف بهدف إعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد الشيخ خليفة حرص بلاده على تعزيز التواصل بين البلدين وتنسيق الجهود المشتركة لما يحقق المصالح المشتركة، وقال: «إن هذه الزيارة سيكون لها أعمق الأثر في نفسي.. وسيكون لها نتائج مهمة في تطور العلاقات بين بلدينا وشعبينا الصديقين»، فيما أشاد رئيس الوزراء البريطاني بمواقف دولة الإمارات الرامية إلى تحقيق السلام الشامل في المنطقة والدفع بمبادرات السلام في الكثير من مناطق التوتر بما يحقق السلام والأمن والاستقرار للشعوب ويفسح المجال واسعا أمام تحقيق تطلعاتها في العودة إلى التنمية والبناء.

وقال: إن «الإمارات من بين الدول في المنطقة التي يحتذى بها في تطبيق سياسات متوازنة وحكيمة على المسارين الداخلي والخارجي، تعتمد على إيجاد شراكات كثيرة ضمن منظومة دولية واحدة مما مكنها في إحداث نقلة حضارية غير مسبوقة بين شعوب دول المنطقة». وأبدى رئيس الوزراء البريطاني اهتمام بلاده في تعزيز قنوات التواصل عبر اللجان المشتركة بهدف إنشاء الكثير من المشاريع التنموية والاستثمارية بين البلدين.

واتفق الجانبان على تعزيز دور القنوات الحكومية الرسمية للبلدين والقطاع الخاص في توجيه المزيد من الاستثمارات وتعزيزها. والتقى رئيس الإمارات أيضا ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، حيث بحثا القضايا المشتركة. وقال الأمير تشارلز إن هذه الزيارة تعتبر محطة تاريخية مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين. وقام الشيخ خليفة بعد ذلك بزيارة إلى ويستمنستر آبي حيث وضع إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول.

الجدير بالذكر أن مذكرتي التفاهم اللتين تم توقعهما بواسطة وزيري الخارجية البريطاني ويليام هيغ والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد خلال لقاء جمعهما أمس بمقر الخارجية، تهدفان إلى «تعزيز التفاهم الثقافي والسياسي بين الجانبين في القضايا الدولية والإقليمية التي تؤثر على قيم البلدين والنظر في كيفية إمكانية تعاونهما لمعالجة تلك القضايا على نحو إيجابي»، حسب مصادر بريطانية وإماراتية رسمية. وأشارت المذكرة إلى أن تأسيس «حوار القيم» جاء كرغبة من الطرفين في العمل على شراكة وثيقة من أجل تقدير أفضل لوجهات نظر كل منهما للآخر وتعزيز التفاهم الثقافي والسياسي والاجتماعي بينهما والتزامهما بتعاون أكثر جوهرية.

وسيشرف على حوار القيم فريق عمل إماراتي ـ بريطاني يرأسه كل من الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي ونظيره البريطاني أليستير بيرت اللذين سيقومان معا بإقرار ومناقشة مقترحات الحوار من أجل العمل المشترك. وسيتم عقد الاجتماع الأول لحوار القيم في مايو (أيار) الحالي على أن يتم عقد اجتماعات للمتابعة بصفة دورية نصف سنوية.

كما تهدف منظومة المؤهلات، إلى مواءمة منظومات المؤهلات ومؤسسات التعليم والتدريب لإعداد الخطط اللازمة لضمان الجودة. والعمل معا لتحديد أوجه المقارنة العامة بين مستويات منظومات المؤهلات التي تعمل بها مؤسسات التعليم المعنية. وبموجب المذكرة فإن البلدين سيقومان بتبادل المعلومات المتعلقة بالمؤهلات التي تمنحها أو تصدقها مؤسسات التعليم في كلا البلدين ويعملان معا على وضع سياق محتوى البرامج التعليمية وإخطار بعضهما البعض حول الندوات والدورات والزيارات المتبادلة بين كلا البلدين والتشاور حولها إن أمكن.

وبحث الشيخ عبد الله بن زايد خلال لقائه مع هيغ سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين لتشمل مجالات أوسع. كما تم خلال اللقاء التأكيد على أهمية التواصل والتنسيق والتشاور والتعاون بما يخدم البلدين وبما يسهم في تعزيز العلاقات المتميزة بينهما. وتطرق اللقاء إلى الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة على مستوى المنطقة والشرق الأوسط في ضوء ما يشهده العالم العربي من تطورات سياسية.

وقال الشيخ عبد الله إن زيارة رئيس الدولة إلى لندن والمباحثات التي أجراها مع الملكة إليزابيث الثانية وتوقيع مذكرتي التفاهم التي تم التوصل إليهما «ستسهم في تحقيق الهدف الذي نسعى إليه برغبة صادقة وإرادة مشتركة نحو المضي بالعلاقات المتميزة إلى آفاق أرحب وأوسع والعمل على تطويرها والارتقاء بها في المرحلة المقبلة لبناء تعاون بين البلدين قوي ومتين يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الصديقين وقيادتيهما» حسب بيان صدر عقب المحادثات. وأشاد الشيخ عبد الله بما تشهده علاقات التعاون والصداقة التاريخية التي تربط دولة الإمارات والمملكة المتحدة من نمو وتطور في مختلف المجالات وعلى الأصعدة كافة. من جانبه أثنى الوزير البريطاني على العلاقة المتميزة التي تربط البلدين وتعاونهما البناء حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

واتفق الجانبان أمس على تقديم دعم مالي (نحو 3 ملايين دولار) «لدعم الصومال ومساعدته في التغلب على قضية العنف الجنسي». ويأتي الدعم قبل انعقاد مؤتمر لندن حول الصومال في السابع من مايو الحالي والذي سيناقش موضوع العنف الجنسي في الصومال. ولفت البيان إلى أن «هذا الموضوع يشكل أولوية لدى بريطانيا وتساعدها دولة الإمارات في التغلب عليه». وكانت الحكومة الصومالية قد أعلنت أنها تساعد النساء الصوماليات في التغلب على مشكلة العنف الجنسي. وسيعمل هذا الدعم، الذي يأتي مناصفة من دولة الإمارات وبريطانيا، على تدريب وبناء القدرات لمساعدة النساء في التغلب على هذه المشكلة ومساعدة فريق الخبراء من الأمم المتحدة أثناء زيارتهم للصومال في وقت متأخر من هذا العام. وقال الشيخ عبد الله «أشيد بقيادتي الإمارات وبريطانيا في تعاملهما مع هذه المشكلة غير المقبولة في مناطق النزاعات وعبر هذا الدعم فإن الإمارات تعبر عن سرورها لمساعدة حكومة الصومال في جهودها لتقوية وتنوير النساء». ومن جانبه قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ «عانت النساء بشدة من العنف الجنسي بسبب النزاعات»، معربا عن سروره بالتعاون الإماراتي البريطاني لمساعدة الحكومة الصومالية على تحسين حياة النساء.