خامنئي يوصي بوقف المشاحنات الآيديولوجية قبل الانتخابات

جدل في الإعلام الإيراني حول عدد الأصوات التي حصل عليها نجاد في انتخابات 2009

علي خامنئي
TT

أوصى المرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي بوقف المشاحنات الآيديولوجية قبل الانتخابات، وذلك بعدم نشر المبادئ والتعاليم الآيديولوجية وتصريحات الوعاظ الدينيين، التي تثير الانقسامات وتدفع للتعصب، وجاء ذلك خلال لقائه بمجموعة من الخطباء الدينيين، حسبما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم أمس (الأربعاء). وقد تكون هذه محاولة لتخفيف حدة التوتر قبيل الانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد في الرابع عشر من يونيو (حزيران) المقبل.

وتعد الخطابة الدينية، أو «المدح»، أحد الطقوس الشيعية التقليدية التي يقوم خلالها شخص ورع برواية أحداث تاريخية عن معاناة آل البيت وأئمة الشيعة.

ومثل هذه التوصيات غير المعتادة من خامنئي الوعاظ لإيقافهم عن التحدث والمشاركة في المسائل السياسية والدينية، وصفت على أنها تناقضات ومصادر تفرقة، وهذا يبدي تضاربا واضحا مع توجهه السابق.

ويرى المتابعون أن هذه التوصيات تأتي في إطار استراتيجيته لضمان السيطرة ومراقبة الوعاظ الدينيين وخطبهم.

وأثناء قيادة خامنئي كان بشكل مباشر أو غير مباشر يدعم الوعاظ وأمثالهم ومشاركتهم في الحياة السياسية وتوجيههم خطابات للشعب.

وخلال الحملة الانتخابية الأولى للرئيس أحمدي نجاد عام 2005، أعلن كثير من الوعاظ عن دعمهم الكامل له، واصفين إياه بأنه رجل صالح وغير فاسد ويكرس حياته لخدمة مبادئ الثورة الإسلامية، غير أن كثيرا منهم قد انقلب عليه خلال السنوات الأربع الماضية بسبب دعمه الكبير لاسفنديار رحيم مشائي.

وعلى هذا الأساس، فإن آخر شيء يود المرشد الأعلى الإيراني رؤيته هو الأحقاد والضغائن السياسية والآيديولوجية، لا سيما وأن أي قلق أو عدم استقرار بسبب الخطاب السياسي خلال الانتخابات الرئاسية قد يؤدي إلى تعقيد محاولات التعامل مع المفاوضات النووية الإيرانية، والعقوبات الاقتصادية الغربية الصارمة، وقبل كل شيء، تمرد الرئيس أحمدي نجاد ومحاولاته الخروج على دائرته السياسية والدينية الأصلية.

وفي تطور مواز - وفي ضوء تهديدات أحمدي نجاد المتكررة بالكشف عن معلومات محرجة كجزء من صراعه مع معارضيه - نشرت صحف إيرانية أمس تقريرا غير مؤكد من مصدر مجهول ومقرب من أحمدي نجاد يكشف عن العدد الحقيقي للأصوات التي حصل عليها أحمدي نجاد في الانتخابات المثيرة للجدل عام 2009.

وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، نشر موقع «بازتاب» الإخباري الإيراني ما زعم بأنه كان مقتطف من تسجيل صوتي لمحادثة بين أحمدي نجاد ومسؤول بارز في لجنة الانتخابات، والذي يبلغ الرئيس بأن «أصواته الحقيقية نحو 16 مليون صوت».

ووفقا للتسجيل، أخبر نفس المسؤول الرئيس بأن قرارا قد اتخذ بالإعلان عن حصوله على 24 مليون صوتا حتى يفوز بشكل قاطع ويستبق ادعاءات المعارضة بتزوير الانتخابات.

وقال التقرير إن أحمدي نجاد قد اعترض على هذه الخطوة وطالب بالإعلان عن فوزه بالانتخابات على أساس العدد الفعلي للأصوات التي حصل عليها. ومن جهته، نفى مكتب أحمدي نجاد أمس وجود مثل هذا التسجيل.