قائد الجيش في باكستان مستاء من طريقة التعامل مع مشرف

الجنرال كياني يؤكد دعم المؤسسة العسكرية «الصادق» للانتخابات وتعزيز الديمقراطية

TT

لمح قائد الجيش الباكستاني إلى أن القوات المسلحة غير راضية عن الطريقة التي يعامل بها رئيس الدولة وقائد الجيش السابق برويز مشرف منذ عودته من المنفى. وجاء هذا الموقف بعد إصدار محكمة باكستانية الثلاثاء حظرا مدى الحياة على مشاركة الرئيس السابق في الانتخابات، مما يعرقل جهوده لاستعادة نفوذه عن طريق الفوز بمقعد في البرلمان. وتعد هذه أول مرة تصدر فيها محكمة في باكستان حكما على مواطن بعدم أهليته للمنافسة في الانتخابات مدى الحياة. وكان مشرف عاد الشهر الماضي بعد نحو أربعة أعوام أمضاها في المنفى الاختياري، للترشح في الانتخابات العامة المقررة في 11 مايو (أيار) الحالي، إلا أن اللجنة الانتخابية استبعدته بسبب دعاوى قضائية مرفوعة ضده. ورفضت المحكمة العليا في مدينة بيشاور طعن مشرف في قرار استبعاده.

وبينما وصفته الصحف الباكستانية بأنه إشارة مستترة إلى المتاعب القانونية لمشرف، قال قائد الجيش الجنرال أشفاق كياني: «في رأيي، المسألة ليست مجرد مسألة قصاص، وإنما مسألة وعي ومشاركة الجماهير التي يمكن أن تنهي حقا لعبة الغميضة بين الديمقراطية والديكتاتورية». وكان كياني يلقي كلمة بمناسبة يوم الشهيد بمقر قيادة الجيش. ونشرت الصحف الباكستانية أمس كلمته في صدر صفحاتها.

لكن قائد الجيش عبر في المقابل عن دعمه للانتخابات العامة المقبلة، التي ستكون المرة الأولى التي تكمل فيها حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا فترتها كاملة. وقال الجنرال كياني: «أؤكد لكم أننا ملتزمون، بصدق، مساعدة ودعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة وسلمية، مستعينين بأكبر قدراتنا مع التزام الإطار الدستوري. كما أؤكد لكم أن هذا الدعم يستهدف فقط تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون في البلاد».

وحكم الجيش باكستان أكثر من نصف سنوات استقلالها منذ 66 عاما من خلال انقلابات عسكرية أو من خلف الستار. وظل الجيش لفترات طويلة الجهة الرئيسة التي تحدد السياسات الأمنية والخارجية حتى مع وجود حكومات مدنية، إلا أن تدخل قادة الجيش في السياسة تراجع في الآونة الأخيرة، تاركين الحكومات المدنية تتحمل وزر الإخفاقات السياسية.

لكن علاقة كياني بالزعماء المدنيين غير مريحة، وأيضا مع المحكمة الدستورية العليا التي أثارت تساؤلات بشأن سجل الجيش في حقوق الإنسان. وأصدر كبير القضاة دوست محمد خان، أول من أمس، حكما بمنع مشرف مدى الحياة من المشاركة في الانتخابات وأن يصبح عضوا في البرلمان. وقال خان في حكمه: «الديكتاتور السابق أمر بوضع قضاة كبار وعائلاتهم قيد الإقامة الجبرية وألغى مرتين دستور البلاد». وخاض كبير القضاة افتخار تشودري مواجهة مع مشرف، الذي أقاله من منصبه عام 2007 بعد أن عارض تشودري مسعى الرئيس السابق للبقاء في السلطة. وعاد تشودري إلى منصبه بعد انتهاء المواجهة لصالحه.

ومنذ عودته من المنفى، وجد مشرف نفسه وسط مشاكل قانونية. وأصبح أول قائد للجيش الباكستاني يعتقل حين احتجزته الشرطة في مقرها يوم الجمعة الماضي وكسرت عرفا ساريا بعدم المساس بقيادات الجيش حتى بعد تقاعدهم.