رئيس «اليسار الديمقراطي»: مسعود بارزاني ربط دعمه لنا بـ«الوحدة»

قوى كردية سورية تتصارع على السلطة والنفوذ

مقاتل كردي من «لجان الحماية الشعبية» بحي الشيخ مقصود في حلب (أ.ف.ب)
TT

لا يبدو المشهد السياسي الكردي، سواء في سوريا أو العراق، على الرغم من هامش «استقلالية القرار» الذي يتمتع به الأكراد في كلا البلدين، في أحسن صوره في هذه الأيام. فبعد «محاذير» انتقال تداعيات الأزمة السورية «الداخلية» إلى الجارة، العراق، انقلبت الصورة اليوم وباتت الأزمة السياسية في بلاد الرافدين تؤثر، بشكل أو بآخر، على الوضع الداخلي السوري، وتحديدا المناطق ذات الكثافة السكانية الكردية التي بات «التصدع السياسي» و«الصراع على السلطة» سيد الموقف فيها، مثلما هو الحال في نظيرتها العراقية، ما دفع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إلى ربط دعمه للقوى الكردية السورية بتوحدها.

ويقول صالح كدو، رئيس حزب اليسار الديمقراطي الكردي السوري، في تصريح لـ« الشرق الأوسط» على هامش اجتماع حاسم تحت رعاية رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، إن «الخلافات بين أطراف المعارضة (الكردية) تفاقمت بشكل خطير، ما أدى إلى تعطيل عمل المجلس الوطني والهيئة العليا الكردية أيضا،» موضحا أنه «خلال لقاءنا ببارزاني تحدثنا بصراحة تامة وبشفافية حول مجمل تلك الخلافات التي تعيق تقدم مسيرة المعارضة الكردية، وخاصة الخلافات التي تعصف بأحزاب المجلس الوطني الكردي».

وحدد القيادي الكردي تلك الخلافات بقوله «إن المجلس يتكون من نحو 15 حزبا وتنظيما سياسيا، وعلى الرغم من أن هناك قواسم كثيرة مشتركة، وثوابت يلتزم بها الجميع، فإن خلافات تحول دون وحدة موقف المجلس. ومن أهم هذه الخلافات الخلاف حول الاتحاد السياسي الذي تشكل من أربعة أحزاب داخل المجلس، وهو التشكيل الذي فرق صفوف المعارضة الكردية، ولم يكن هناك أي مبرر معقول لتشكيل هذا الاتحاد، لأن المجلس الوطني الكردي كان وما زال بحد ذاته إطارا اتحاديا يجمع جميع القوى والأحزاب السياسية الكردية بسوريا، وهذا الكيان الجديد كان السبب الأساسي بتعميق الخلافات بين المجلس الوطني والهيئة الكردية العليا التي تقوم اليوم بالسيطرة وإدارة شؤون المناطق الكردية المحررة بسوريا».

وحول خلافات أحزاب المجلس الوطني الكردي مع الهيئة العليا الكردية، قال كدو «كانت الهيئة الكردية العليا قد تشكلت بموجب اتفاقية أربيل، وتألفت من مجلس شعب غرب كردستان والمجلس الوطني الكردي، ونص الاتفاق على تقاسم سلطة المناطق ذات الكثافة السكانية الكردية بالمناصفة، ولكن بسبب تعطل أعمال المجلس الوطني جراء الخلافات الداخلية وخروج 4 أحزاب منه وتشكيلها لاتحاد سياسي، ضعف دور هذا المجلس، وأخذ حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) يستأثر بالسلطة والنفوذ، وهنا شعرنا نحن أحزاب المجلس الوطني بالغبن والإقصاء والتهميش، خاصة أن هذا الحزب الذي يمتلك آلاف المقاتلين على الأرض ولديه قوات مدربة لحفظ الأمن وإدارة الخدمات وتنظيم الشؤون المالية، ما يجعله الحزب المسيطر على الميدان، ولذلك أردنا من خلال اجتماعنا بالرئيس بارزاني أن نعالج هذا الخلل بشكل ودي قبل أن تستفحل الأمور».

وعن أسباب غياب حزب «بي واي دي» عن لقاء بارزاني وما إذا كانت هناك أسباب معينة لذلك، قال رئيس حزب اليسار الديمقراطي الكردي السوري لـ«الشرق الأوسط» إن «سبب غيابهم كان الوضع الساخن والملتهب في محافظة حلب، وأطرافها، حيث تنتشر قواتهم في بعض المناطق هناك، ولكننا تلقينا اتصالات منهم بأنهم سوف يحضرون في غضون اليومين المقبلين للمشاركة في اجتماعاتنا اللاحقة لكي نضع حلا للخلافات القائمة بيننا وبينهم».

وحول ما إذا مارس الزعيم الكردي أي ضغوطات كما أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى تهديده بوقف الدعم السياسي والمعنوي للأحزاب الكردية، قال كدو «الرئيس بارزاني كان حريصا على وحدة الصف الكردي السوري، وهو مهندس اتفاقية أربيل التي يحرص على تنفيذها بحذافيرها لضمان وحدة الصف الكردي، وهو نصحنا بعدم إحداث أي شرخ بالعلاقات بين الأطراف الكردية، وجدد دعمه لنا بشرط أن نكون موحدين، وهذا ما سنعمل عليه باجتماعاتنا اللاحقة بعد وصول قادة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي».