المرصد السوري لـ «الشرق الأوسط»: غرفة عمليات إيرانية تدير معارك حمص

انهيار جسر أثري في دير الزور ومعارك في بانياس

TT

بينما تجدد أمس قصف أحياء جوبر وبرزة ومخيم اليرموك في العاصمة دمشق، انهار جزء كبير من الجسر المعلق في محافظة دير الزور، شرق البلاد، نتيجة انفجار عبوة ناسفة، كما شهدت قرية البيضا بريف بانياس اشتباكات وسط قصف الدبابات.

وتزامنت عمليات القصف والمعارك القتالية في مختلف المحافظات السورية مع سقوط قتيلين وعدة جرحى في قصف من قبل مقاتلي حزب الله اللبناني لمنطقة المزارع في مدينة القصير بريف حمص، وفقا للهيئة العامة للثورة. وأشارت المصادر نفسها إلى تنفيذ الطيران الحربي غارات على قريتي البويضة الشرقية والسلومية في ريف حمص الجنوبي واندلاع حرائق ضخمة في الأراضي الزراعية جراء القصف.

كما أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء عدة في مدينة حمص، من بينها باب الدريب والقصور والخالدية، مما أسفر عن قتلى وجرحى وتدمير كبير في البنى التحتية والمنشآت الحكومية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ضلوع ضباط إيرانيين وعناصر من حزب الله، مدعومة بعناصر ما يسمى قوات الدفاع الوطني، في السيطرة على أجزاء كبيرة من حي وادي السايح، الأمر الذي «سيسمح للجيش النظامي بعزل أحياء حمص القديمة المحاصرة عن حي الخالدية المحاصر». وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «ضباطا إيرانيين ومن حزب الله يديرون غرفة العملية في معارك حمص ويشرفون على عمليات الجيش في المدينة خصوصا معارك الشوارع»، محذرا من «وقوع مجازر بحق أبناء الطائفة السنية الذين يقطنون في المناطق المحاصرة فيما لو تمكن الجيش النظامي من اقتحامها». واعتبر المرصد السوري أن الهدف من ذلك هو تضييق الحصار على هذه المناطق والسيطرة عليها، لافتا إلى أن «حياة 800 عائلة محاصرة منذ نحو عام بينهم مئات الجرحى ستكون بذلك مهددة بخطر حقيقي في حالة السيطرة عليها خوفا من الانتقام على أساس طائفي».

وكان المرصد قد وصف شهر نيسان (أبريل) الماضي بأنه «الشهر الأعلى في القتل تحت التعذيب وفي قتل الأطفال»، مشيرا في بيانه الشهري عن أعداد القتلى في سوريا إلى «سقوط 3313 مواطنا برصاص القوات النظامية، بمعدل 138 مواطنا كل يوم، أي 6 مواطنين كل ساعة، وسقوط 377 طفلا بمعدل 13 طفلا يوميا، و176 تم تعذيبهم حتى الموت بمعدل 6 أشخاص يوميا».

من جانبها، أفادت شبكة «شام» المعارضة باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية في قرية البيضا ببانياس، شمال غربي سوريا. وأكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن إعدامات ميدانية قد ارتكبتها القوات النظامية في قرية البيضا، مؤكدين سقوط ما يقرب من 7 من جنود النظام إضافة إلى 24 جريحا. وأوضح الناشطون أن المعارك «امتدت إلى الأحياء الجنوبية السنية في مدينة بانياس، مما استدعى قصفها من جانب طيران النظام».

وكان المرصد السوري قد أشار في بيان سابق له إلى أن «القوات النظامية ومسلحين موالين لها يحاصرون قرية البيضا عند المدخل الجنوبي لمدينة بانياس»، مشيرا إلى «اندلاع معارك عنيفة بين الجيش النظامي والكتائب المقاتلة تهز المدينة وهي الأولى من نوعها في منطقة بانياس».

من جهة أخرى، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «مجزرة وقعت في مدينة الرقة بسبب سقوط براميل متفجرة على مجمع الأماسي وسط المدينة». فيما أكد مركز «صدى» الإعلامي أن «القصف استهدف تجمعا لأهالي المنطقة في أحد الأماكن التجارية مما أسفر عن قتلى وجرحى وتدمير عدد كبير من المباني والمحال التجارية». كما تعرضت مدينة الطبقة بريف الرقة لغارتين جويتين وفق الهيئة العامة للثورة.

وفي ريف حماه، قالت لجان التنسيق المحلية «إن الطيران الحربي ألقى براميل متفجرة فوق مدينة كفر نبودة»، في حين أفادت شبكة «شام» إلى سقوط براميل متفجرة في بلدة كفر زيتا أيضا.

في موازة ذلك، أشارت مصادر في المعارضة السورية إلى أن «الجيش الحر» تمكن من السيطرة على مبنيي مكافحة الإرهاب وأحد مقرات شركة «إم تي إن» للاتصالات الجوالة في قرية الجبيلة بريف حلب، وقام ناشطون معارضون ببث شريط فيديو على مواقع الإنترنت يظهر مقاتلي المعارضة داخل المبنيين. وأفاد ناشطون بأن «اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط مطاري منغ وكويرس بين القوات النظامية والجيش الحر»، حيث تحاصر كتائب المعارضة مطار منغ منذ أشهر. وفي حلب المدينة، دارت معارك عنيفة داخل حي صلاح الدين وكذلك في مناطق بالأحياء الشرقية والقديمة من المدينة.

إلى ذلك، بث ناشطون أمس صورا لما قالوا إنه انهيار جزء كبير من «الجسر المعلق» في محافظة دير الزور، شرق البلاد، نتيجة انفجار عبوة ناسفة، متهمين نظام الأسد بالتسبب في ذلك. وتظهر الصور انهيار معظم بناء الجسر المقام فوق نهر الفرات الذي يخترق مدينة دير الزور. واتهم المجلس الوطني السوري نظام الأسد بتغييب جزء من وجه سوريا عبر تدميره الجسر المعلق في دير الزور، وقال في بيان له «بعد هدم الكنائس والمساجد والمآذن التي ظلت شامخة قرونا من الزمن، ها هو النظام المجرم يدمر الجسر المعلق لدير الزور، أهم معالم المدينة على الإطلاق، والتحفة الهندسية التي يفخر بها كل سوري».

يذكر أن الجسر المعلق هو جسر تاريخي يعود للعشرينات من القرن العشرين، تم بناؤه في فترة الانتداب الفرنسي لسوريا على نهر الفرات واستخدم في البناء الأسلوب الغربي في بناء الجسور المعلقة. ويعتبر ثاني جسر في العالم مبني على هذا الطراز بعد جسر في جنوب فرنسا، ويبلغ طوله 450 مترا وعرضه 360 سم.