12 دولة تشارك في تدريبات عسكرية بقطر للتصدي لهجمات صواريخ وخلايا إرهابية نائمة

مسؤول أميركي: التدريبات شملت سيناريوهات للتصرف في حالات احتجاز رهائن وتسرب مواد كيماوية سامة

TT

تجري 12 دولة خليجية وعربية وغربية تدريبات عسكرية في قطر تحت اسم «حسم العقبان 2013»، بينها الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا، بالإضافة إلى دول الخليج الست، والأردن ولبنان، بهدف زيادة درجة استعداد المنطقة ورفع كفاءة القوات والتدريب على صد الهجمات الصاروخية وتسرب المواد الكيماوية.

والتقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولي العهد القطري نائب القائد العام للقوات المسلحة، أمس، القادة العسكريين المشاركين في التدريبات، حيث استمع إلى شرح موجز من الاستخبارات البرية والعمليات البرية عن العمليات التي قامت بها القوات المشاركة في التمرين الذي انقسم إلى عدة مراحل ابتداء من مرحلة انتشار القوات في المناطق الاقتصادية والبرية وعمق البحر إلى مرحلة الإعداد والتنفيذ وإعادة الانتشار وإلى التمارين القتالية، والذي ركز على عدة نقاط مهمة من بينها التعاون في مجال التصدي للهجمات الصاروخية ومقاومة التسرب الإشعاعي وحماية المناطق الاقتصادية ومكافحة الإرهاب بجميع أنواعه بما في ذلك القضاء على الخلايا النائمة.

وحسب وكالة الأنباء القطرية فإن القوات المشاركة في التمرين أجرت أمس تمرين رماية حية بالأسلحة لوحدات المناورة للوقوف على مدى تحقيق أهداف التمرين سواء النظرية أو العملية. واشتمل العرض أيضا على الرماية بالمدفعية والهاون والدبابات، وبإسناد من الطائرات «أوغاستا» المقاتلة والعمودية والتوسع على الأهداف المحددة للرماية.

وقال اللواء الركن طيار عبد الله جمعان الحمد، مدير التمرين، في كلمة نيابة عن لجنة الإعداد والتحضير ومنفذي تمرين «حسم العقبان 2013»، إن القوات القطرية نفذت سلسلة هذه التمارين، مشيرا إلى أن «مشاركة الدول الشقيقة والصديقة في تمرين (حسم العقبان 2013) كان لها دورها الإيجابي في إنجاح فعاليات التمرين». وأوضح أن دولة الكويت قد شاركت بفصيل قوات خاصة وقوة برية، ودولة الإمارات العربية المتحدة بفريق مكافحة الإرهاب، بالإضافة لفريق استجابة سريعة، والجمهورية اللبنانية بفريق مكافحة إرهاب، إضافة لفريق قوة خاصة، فيما شاركت المملكة الأردنية الهاشمية بفريق قوات خاصة بالإضافة لفريق مكافحة إرهاب وفريق بحث وإنقاذ.

ونوه اللواء الركن طيار عبد الله جمعان الحمد بالدور الكبير الذي قامت به القيادة المركزية الأميركية، والذي كانت له نتائجه الإيجابية في إنجاح مراحل التمرين الميداني، علاوة على مشاركة كل من السعودية والبحرين وسلطنة عمان والجمهورية الفرنسية والجمهورية الإيطالية والمملكة المتحدة بصفة مراقبين.

وقال اللواء كاتا لانوتي، مدير التمارين والتدريبات بالقوات المسلحة الأميركية، في كلمة نيابة عن الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأميركية إن تمرين مركز القيادة (C.P.E) قد اتسم بقدر عال من التحدي والديناميكية، موضحا أن «التدريبات الميدانية المكثفة التي استمرت 4 أيام بلغت ذروتها بهجوم بالمدفعية مع ثلاث كتائب من القوات الخاصة القطرية وأخرى ميكانيكية تساندها فيها قوات أميركية».

وأشار إلى المساهمات الكبيرة الأخرى للدول الشريكة، ومساهمات دول مجلس التعاون الخليجي ودعم القوات البريطانية والفرنسية والإيطالية، وقال «لقد أثبتنا قابلية التشغيل البيني في الأوضاع والسيناريوهات المعقدة خلال هذا التمرين»، معبرا عن سعادته «كون الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعمان والأردن ولبنان وشركائنا الفرنسيين والإيطاليين والبريطانيين، موجودين مع الدولة المضيفة، قطر». وأضاف «لقد أثبتنا عزيمة جماعية للأمن الإقليمي وسيادة القانون. وهذا هو حقا جهد دولي. لكنه أيضا حدث كبير من حيث جهد الحكومة ككل، بما أن التمرين شمل عناصر من وزارة الداخلية القطرية ووزارة الصحة، بالإضافة إلى شركة (قطر للبترول) ووكالة الدفاع الأميركية للحد من التهديدات».

من جهته، أشاد العقيد جيرالد لوي، عضو القيادة المركزية الأميركية للتدريب، بتدريبات «حسم العقبان»، وقال في بيان للقيادة المركزية الأميركية من الدوحة «إن التدريبات حققت خطوات واسعة لزيادة درجة استعداد المنطقة وتأهبها، كما زادت من درجة التعاون بين القوات المسلحة من الدول المشاركة وتحسين تكتيكات تتعلق بمن يتولى الرد على الهجمات ودور كل وحدة عسكرية في تنفيذ المهمات». وأضاف «تدريب (حسم العقبان) هو وسيلة أخرى لإظهار تفاني الولايات المتحدة في مساعدة المنطقة على تحقيق هدفها المتمثل في السلام والاستقرار على المدى الطويل».

وأشار إلى أن التدريبات التي بدأت يوم الأحد 28 أبريل (نيسان) وتنتهي في 6 مايو (أيار) الحالي، يشارك فيها ألفا جندي أميركي من قوات البحرية والمشاة، وألف جندي من قوات دول الخليج، وتستضيف قطر هذه التدريبات. وقال لوي إن التدريبات اشتملت على تدريبات بحرية وبرية ومناورات جوية، وشملت سيناريوهات للتصرف في حالات احتجاز رهائن وهجمات صاروخية باليستية بحرية وتسرب للمواد الكيماوية السامة.

وأكد لوي أن التدريبات ركزت على زيادة التعاون في مجال الدفاعات الجوية والصاروخية ورفع كفاءة إدارة المخاطر ومكافحة الإرهاب وحماية البنية التحتية، والتأمين ضد مخاطر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. وقال «حققنا خطوات كبيرة في مجال رفع حالة التأهب وإدارة المخاطر، وهذا يتعدى حدود التعاون العسكري، وهو واحد من جوانب كثيرة أحرزنا فيها تقدما كبيرا».

ونفى الكولونيل لوي أن تكون لهذه التدريبات علاقة بالأخبار المتعلقة بقيام النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية، مشيرا إلى أن التدريبات والتكتيكات تم التخطيط لها خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، ولا ترتبط بالتقارير التي تتحدث عن سوريا. وقال «هدف التدريبات هو زيادة الكفاءة التكتيكية بين المشاركين، وقدرتهم على العمل معا لمواجهة التحديات المشتركة، حيث يأتي كبار القادة ويستعرضون الدروس المستفادة من هذه التدريبات الميدانية».

وأشار عضو القيادة المركزية الأميركية للتدريب إلى أن عملية «حسم العقبان» بدأت في عام 1999 كحلقة نقاشية بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتطورت بعد ذلك في كل عام لتشمل تدريبات تكتيكية بما يتيح لكل طرف من الأطراف المشاركة التعلم من بعض وفهم الأساليب التي تعمل بها كل دولة، وتبادل المزيد من المعلومات. وقال «هذه ليست عملية تعلم من جانب واحد، نحن نتحدى بعضنا ونبني شراكات مع الشركاء الإقليميين حتى نتمكن من التعاون».

وتتكون تدريبات «حسم العقبان» التي تستضيفها دولة قطر من ثلاثة أجزاء، وتشارك فيها قوات مسلحة من 12 دولة، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية لمنطقة الخليج. وهي تدريبات سنوية بدأت منذ أحد عشر عاما.