مقاتلو حزب العمال الكردستاني يعتزمون الاستقرار في جبال قنديل

قيادي كردي: إطلاق سراح أوجلان مرهون بتنفيذ بنود الاتفاق بين حزبه وتركيا

TT

يقترب حزب العمال الكردستاني من احتمالات إطلاق سراح زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان، بعد ما يقرب من 15 عاما من السجن، والدخول في مرحلة سياسية جديدة لم تكن مألوفة لدى أعضاء وقيادات هذا الحزب إلى ما قبل عدة شهور، لكن إذا كان الثمن هو إطلاق سراح الزعيم «آبو»، حسبما يلقبه أعضاء حزبه وأنصاره، فإن كل شيء يهون حتى إلقاء السلاح، كما يقول نائبه مراد قرة يلان رئيس اللجنة القيادية لجبل قنديل في شمال العراق.

فقد كشف قرة يلان أن «عملية السلام التي تستند إلى مبادرة الزعيم أوجلان تسير في ثلاث مراحل، أنجزنا المرحلة الأولى منها وهي وقف إطلاق النار الشامل، والثانية سنشرع فيها بحلول 8 من الشهر الحالي، وهي سحب مقاتلينا من داخل تركيا، والمرحلة الأخيرة هي وضع السلاح وهذا ثمنه إطلاق سراح الزعيم (آبو)، عندها سندخل في مرحلة سياسية جديدة في البلاد أساسها السلم الاجتماعي والعملية الديمقراطية». وقد بدأ الحزب الآن في المرحلة الثانية وهي انسحاب مقاتليه من داخل الأراضي التركية. وبحسب محمد أمين بينجويني، أحد المقربين من قيادة «العمال الكردستاني» وعضو الوفد الذي التقى بحكومة إقليم كردستان، فإن «عملية الانسحاب ستجري كما هو مقرر لها في الثامن من الشهر الحالي، والاستعدادات تجري حاليا لتجميع المقاتلين في عدد من نقاط التجمع المحددة والتي تم الاتفاق عليها مع الحكومة التركية، وهي نقاط تنتشر على مساحة شاسعة من تركيا تمتد من البحر الأسود إلى الإسكندرون إلى ديار بكر وهكاري قرب الحدود العراقية»، وبحسب الاتفاقات فإنه «سيتم سحب المقاتلين على ثلاث مراحل متتالية وتحت إشراف هيئة برلمانية تركية تم تشكيلها، بالإضافة إلى مشاركة لجنة الحكماء لمراقبة العملية والتأكد من سلامتها وعدم تعرضها لهجمات من الجيش التركي، لأن قرة يلان أكد بوضوح أن أي تعرض لهذه القوات سيفشل عملية السلام برمتها، وأعتقد أن هذا الموضوع سيستغرق في حدود خمسة أشهر حتى يتم سحب جميع المقاتلين من تركيا». وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، يقدر عدد المقاتلين الموجودين داخل تركيا بحدود 2500 مقاتل مسلحين بالأسلحة الخفيفة ويعتمدون حرب العصابات في قتالهم للجيش التركي. وبسؤال بينجويني عن الجهة التي يتوجه إليها المقاتلون قال «الانسحاب سيكون نحو المناطق الجبلية داخل الحدود العراقية بإقليم كردستان. في البداية يستقرون هناك، وعند بدء المرحلة الثالثة وشروع الحكومة التركية في تطبيع الأوضاع وسن وتعديل القوانين الداعمة للسلام، عندها قد يتم تحديد مصير هؤلاء المقاتلين، فإذا نجحت العملية ووضع الحزب سلاحه فإن هؤلاء المقاتلين سيتم إدماجهم بالمجتمع المدني».

وحول ما إذا كانت قيادة الحزب قد اتفقت مع قيادة إقليم كردستان العراق حول مسألة إيواء هؤلاء المقاتلين أو فتح مقرات لهم قال «طبعا حكومة الإقليم على علم بما يجري في المنطقة، وهي تدعم عملية السلام في تركيا لأنها بالمحصلة تخدم مصلحتها في استقرار المنطقة، وعندما نصل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة وهي مرحلة التطبيع وإلقاء السلاح، عندها من الممكن أن تقوم حكومة الإقليم بدور لها في تمكين هؤلاء المقاتلين من دخول الحياة المدنية».

وحول ما إذا كانت عملية السلام الجارية ستنتهي بإطلاق سراح أوجلان قال القيادي المقرب من حزب العمال الكردستاني «بالطبع إذا نجحت العملية، وهي بالأساس مبادرة من أوجلان، يفترض أن تدفع الحكومة التركية ثمن إنهاء صراع دام أودى لحد الآن بحياة ما يقرب من خمسين ألفا من مواطني تركيا، حتى لو لم يتم ذلك فإنه من الممكن أن تتعامل تركيا كما تعاملت سلطات جنوب أفريقيا مع الزعيم السياسي نيلسون مانديلا، أي بتخصيص مكان له للقاء بقيادات حزبه وإعطائه الحرية الكافية لملاقاة الناس والاندماج في المجتمع».