مصادر تشادية قريبة من الحكومة لـ «الشرق الأوسط»: الرئيس ديبي يباشر مهامه وهو خارج العاصمة

أعلنت إحباطها محاولة انقلابية وأعتقال ضباط ومدنيين بينهم نائب برلماني

TT

أعلنت الحكومة التشادية عن إحباطها ما وصفتها بالمؤامرة لضرب السلم في البلاد وتخريب المؤسسات، وجرت اعتقالات في أوساط عسكرية ومدنية، لكن الحكومة لم تعط تفاصيل حول طبيعة الانقلاب والجهات التي تقف وراءه، في وقت توقعت فيه مصادر مطلعة أن تجري الحكومة تعديلات في قيادة الجيش والأجهزة الأمنية، لكنها استبعدت إجراء تعديلات في مجلس الوزراء في الوقت الراهن.

ورفض وزير الإعلام التشادي الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد سيلا الحديث لـ«الشرق الأوسط» حول تفاصيل الانقلاب، وقال «أصدرنا بيانا يمكن الاطلاع عليه وليس لدينا أكثر مما جاء في البيان»، وذكر البيان أن مجموعة صغيرة من الأشخاص كانوا يحاولون العمل ضد المؤسسات الحكومية لزعزعة استقرار البلاد وتم إحباط المحاولة، وقال إن المحاولة التي لم يقل إنها انقلاب تم الإعداد لها بعناية وهدفها ضرب السلام في البلاد.

من جهة أخرى قالت مصادر مطلعة من داخل الحكومة فضلت حجب هويتها لدواعٍ أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن من بين المعتقلين نائبا برلمانيا، وقالت مصادر من الشرطة والمعارضة، إن النائب المعارض في البرلمان صالح مكي، من بين المعتقلين، وأشارت إلى أن المدعي العام في الحكومة باشر التحقيقات التي شملت ضباطا ومدنيين، وقالت «الرئيس إدريس ديبي يتابع مهامه بصورة عادية وهو الآن في مهمة خارج العاصمة إنجمينا في شرق البلاد»، ورفضت المصادر تحديد ما إذا كانت هناك جهات خارجية تقف وراء العملية التي تصفها الحكومة بالمؤامرة، وقالت إن المحاولة كانت تهدف إلى استلام السلطة في البلاد.

وذكر بيان وزير الإعلام التشادي أن المجموعة التي كانت تحاول العمل ضد مؤسسات الجمهورية وزعزعة الاستقرار ظلت تدبر مؤامرتها منذ أكثر من 4 أشهر، وقال البيان إن قوات الدفاع (القوات المسلحة والأجهزة الأمنية) تمكنت من شل قدرتهم ومنعهم من تشكيل أي خطر وإن المعتقلين الأساسيين تم اعتقالهم وإحالتهم إلى المدعي العام لإجراء التحقيقات، لكنه لم يقدم أي تفاصيل وتوضيحات بشأن هوية أفراد المجموعة وانتماءاتهم وأعدادهم.

غير أن المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» قالت إن نائبا برلمانيا تم اعتقاله وأحيل للتحقيق، وأضافت «من المبكر وفي مرحلة التحقيقات أن يتم اتهام جهات خارجية أو دول بعينها بأنها وراء المؤامرة الانقلابية»، وقالت «من الصعب في الوقت الحالي أن نتحدث عن معلومات دقيقة حول المؤامرة»، ولكنها توقعت إجراء تعديلات كبيرة في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، وقالت «ربما تتم تعديلات وزارية في وقت لاحق بعد انتهاء التحقيق ومعرفة ما إذا كان هناك وزراء متورطون في المحاولة أم لا»، وشددت على أن الأحوال هادئة في العاصمة إنجمينا ولا توجد أي مظاهر عسكرية في شوارعها.

من جهته قال زعيم نواب المعارضة في البرلمان التشادي، صالح كبزابو، إنه منذ ساعتين نشهد حالة ضبابية في إنجمينا والكثير من الاعتقالات، وبين المعتقلين صالح مكي بحسب ما أكدت مصادر كثيرة، غير أن مصدرا في الشرطة طلب عدم الكشف عن هويته قال إن تبادل إطلاق نار اندلع بين متآمرين مفترضين وقوات الأمن التي جاءت تعتقلهم أول من أمس قرب كنيسة في حي اترون بضاحية إنجمينا الشرقية ما أسفر عن سقوط عدة قتلى و15 جريحا لكن لم يتم تحديد عدد القتلى.

وكان الرئيس إدريس ديبي قد قال السبت الماضي لإذاعة فرنسا الدولية إن الكثير من المرتزقة يتجولون في بنغازي (شرق ليبيا)، مؤكدا أن في تلك المنطقة معسكرا يتجمع فيه تشاديون، وأضاف «أنا أعلم من الذين يقودون أولئك المرتزقة».

وظل الرئيس التشادي إدريس ديبي في الحكم نحو 22 عاما بعد أن أطاح بالرئيس السابق حسين حبري، وتصفه الدوائر الغربية بأنه يحكم البلاد بقبضة من حديد.

وواجه ديبي خلال حكمه لا سيما في الفترة الأخيرة عدة عمليات تمرد خصوصا في عامي 2008 و2009، وكان يتهم الخرطوم بأنها وراء تلك المحاولات، لكنه بنى علاقات قوية مع الرئيس السوداني عمر البشير مما أبطل مفعول معارضيه الذين تم تسليم بعضهم إلى إنجمينا وآخرون تم تجميعهم في دولة عربية.