أزمة بين بوليفيا وأميركا بسبب تصريح لكيري حول «الفناء الخلفي»

لاباز تطرد «يو إس إيد».. وواشنطن تدين وترفض اتهامها بدعم المعارضة

TT

طردت بوليفيا «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» (يو إس إيد) من أراضيها، ردا على تصريحات لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أشار فيها لأميركا اللاتينية باعتبارها «الفناء الخلفي» للولايات المتحدة. وقال الرئيس البوليفي إيفو موراليس أول من أمس: «قررنا أن نطرد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من بوليفيا»، واتهم الوكالة الأميركية بدعم المعارضة لحكومته.

وكان كيري قال أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في واشنطن إن هناك حاجة لتحسين الأنشطة السياسية والاقتصادية في نصف الكرة الغربي لأن العلاقات داخل الأميركيتين «ينظر إليها باعتبارها ثانوية»، مضيفا أنه «يجب أن لا تكون كذلك. إنها فناؤنا الخلفي، كما تقولون». وتحمل هذه العبارة حساسية خاصة في منطقة أميركا اللاتينية التي شهدت عدة انقلابات دعمتها الولايات المتحدة خلال حقبة الحرب الباردة. وعلق موراليس على تصريح كيري تلك، قائلا إنه ينطوي على «إهانة وجرح للمشاعر».

وأعلن موراليس قرار طرد وكالة «يو إس إيد» خلال احتفال بعيد العمال، وهي مناسبة كان يستغلها في السنوات القليلة الماضية كمنبر لتأميم الشركات واتخاذ خطوات أخرى لشحذ قاعدته وسط الطبقة العاملة في أفقر دول أميركا الجنوبية. وقال موراليس: «اليوم سوف نؤمم فقط كرامة الشعب البوليفي. سوف ترحل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن بوليفيا».

وعلى الفور، أدانت الولايات المتحدة طرد الوكالة الأميركية للتنمية من بوليفيا واحتجت على ادعاءات الحكومة البوليفية بالتدخل في السياسة الداخلية للبلاد. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية باتريك فنتريل إن «الحكومة الأميركية تدين بشدة قرار الحكومة البوليفية طرد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. نحتج على هذه الاتهامات. هدف يو إس إيد منذ 1964 هو مساعدة الحكومة البوليفية وتحسين الحياة اليومية للسكان». ولم يتمكن الدبلوماسي من القول ما إذا كانت وزارة الخارجية تبلغت رسميا بهذا الطرد. وأضاف المتحدث أنه بعد خمس سنوات من محاولة تطبيع العلاقات المتوترة بين البلدين جاء «هذا القرار كدليل إضافي على أن الحكومة البوليفية غير مهتمة بهذا الأمر».

وكان موراليس قال إن الوكالة الأميركية للتنمية، تنشط في بوليفيا منذ 1964 «لأهداف سياسية وليس لأغراض اجتماعية». يذكر أن بوليفيا كانت طردت، في 2008، ولأسباب مماثلة، السفير الأميركي والوكالة الأميركية لمكافحة المخدرات من البلاد. وكانت واشنطن ردت بطرد سفير بوليفيا وإلغاء شروط جمركية تفضيلية للاباز.

وبعد طرد الوكالة الأميركية لمكافحة المخدرات خفضت الولايات المتحدة مساهمتها في هذا القطاع إلى خمسة ملايين دولار في حين مررت الحكومة البوليفية هذه السنة موازنة لمكافحة المخدرات ورفعتها من 26 مليونا إلى 34 مليون دولار بحسب الأرقام الرسمية. وكانت الوكالة الأميركية واجهت مشكلات في روسيا عندما حظرت موسكو في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2012 أنشطتها واتهمتها بالتدخل في الحياة السياسية الروسية.

ويعد موراليس حليفا وثيقا للحكومة اليسارية في فنزويلا التي تدهورت علاقاتها المتوترة أصلا مع الولايات المتحدة في الأسابيع القليلة الماضية. واحتجزت حكومة الرئيس نيكولاس مادورو الذي فاز في انتخابات رئاسية متنازع عليها الشهر الماضي خلفا للرئيس الراحل هوغو شافيز مواطنا أميركيا في 25 أبريل (نيسان) الماضي واتهمته بزعزعة استقرار البلاد.