إقامة بؤرة استيطانية في موقع مقتل إسرائيلي بالضفة

بعد أن نقل زعيم مستوطني نابلس مكتبه إلى الشارع

TT

في الموقع الذي قتل فيه مستوطن قبل يومين على طريق نابلس رام الله، وضع المستوطنون حجر الأساس لمستوطنة جديدة منشودة، تحمل اسم القتيل، وتسلب قطعة جديدة من الأرض الفلسطينية في الدولة التي لم تقم بعد. ولم يتدخل الجيش الإسرائيلي فورا لإزالة البؤرة الاستيطانية الجديدة، لكنه كثف من انتشاره في المكان وأقام مزيدا من الحواجز على مفارق بلدتي جيت وحوارة ومستوطنتي يتسهار وشافي شمرون، ويحاول منع الاحتكاك بين الطرفين.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المستوطنين نصبوا مجموعة من الخيم بين قريتي بيتا ويتما، القريبتين من حاجز زعترة في نابلس الذي شهد عملية طعن المستوطن افيتار بوروفسكي، على يد شاب فلسطيني.

ومحاولة المستوطنين إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي المزارعين الفلسطينيين هناك، هي جزء من الحرب التي استعرت بعد مقتل المستوطن المذكور. وبين الفينة والأخرى يحاول المستوطنون قطع الطرق بين مدن وقرى الضفة الغربية ويطالبون بإعادة جميع الحواجز التي رفعت بين المدن، وهاجموا على مراحل قرى وتجمعات وأراضي ومركبات فلسطينية في محيط نابلس.

وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية إن المستوطنين أوصلوا الكهرباء للبؤرة الجديدة التي نصبت على أراض تعود إلى فلسطينيين متحدرين من قرية بيتا.

وأقيمت المستوطنة، بعد أن نقل زعيم المستوطنين في نابلس، جرشون مسيكا، مكتبه إلى حاجز زعترة حيث موقع قتل المستوطن، داعيا إلى الاستيطان في المكان، معتبرا أن إقامة مستوطنة مكان مقتل افيتار ستكون أبلغ رد على العمليات التي ينفذها الفلسطينيون ضد المستوطنين.

وتشهد الضفة الغربية توترا كبيرا بعد مقتل المستوطن. وحذر مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون من تدهور الموقف الأمني في المنطقة.

ومنذ شهور تتوقع أجهزة المخابرات الإسرائيلية، تطورا دراماتيكيا في الضفة، ينتهي إلى انتفاضة ثالثة. وتريد إسرائيل والسلطة تجنب ذلك. غير أن القائد السابق للقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية الجنرال هاغاي موردخاي، لا يتوقع اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، لكنه وصف الوضع الأمني على الأرض بالهش جدا. وقال: «يجب على الجيش الإسرائيلي أن يبقي يده على الزناد رغم الهدوء النسبي، لأن كل شيء يمكن أن يتبدل بين ليلة وضحاها». وأكد أن الجيش الإسرائيلي «مستعد لكل السيناريوهات، بما فيها الأسوأ». وأضاف للوكالة الفرنسية: «لا أستطيع التأكيد بأن الاستقرار الأمني سيستمر على المدى الطويل، غير أن ذلك لا يدفعني للاعتقاد بإمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة».

وفسر هاغاي - الذي سلم مهامه في الأول من أبريل (نيسان) «الهدوء الأمني النسبي» بـ«وجود عسكري أكبر على الأرض». ولفت إلى أن الإسرائيليين - جنودا أو مدنيين - لم يتعرضوا سوى لـ24 عملية إطلاق نار في السنتين الأخيرتين مقابل 3308 عمليات في عام 2001 في أوج الانتفاضة الثانية.

وزعم هاغاي بأن الجيش يسعى إلى تسهيل حياة الفلسطينيين عبر السماح بمزيد من حرية التنقل، وبإعطاء مزيد من رخص العمل في البلدات اليهودية وبتفادي العقوبات الجماعية، وأقر في الوقت نفسه بارتكاب الجانب الإسرائيلي لأخطاء في بعض الأحيان.

وأوضح هاغاي أن التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية لا يزال قائما، معتبرا أن السلطة من مصلحتها عدم السماح لحركة حماس بالسيطرة على الضفة الغربية.

وبحسب هاغاي، فإن إسرائيل أن تسمح لحركة حماس بتسلم السلطة، وطالب بمنع إتمام اتفاق المصالحة مع حركة فتح، واعتبر حدوثه بمثابة نصر للحركة الإسلامية.