«بلاك بلوك» تتوعد الشرطة المصرية في حال استمرار ملاحقتهم

هددوا باختطاف ضابط مقابل كل معتقل.. ومصدر أمني: «سنتعامل معهم بحزم»

TT

توعدت جماعة «بلاك بلوك» التي ترتدي الملابس والأقنعة السوداء قيادات الشرطة المصرية أمس، بالانتقام واختطاف ضابط مقابل كل معتقل من بين صفوفهم، ردا على ما قالت إن وزارة الداخلية تلاحقهم بالاعتقال. ويأتي هذا في وقت أشعل أعضاء «بلاك بلوك» النار أول من أمس في سيارة ترحيلات تابعة للداخلية أعلى كوبري أكتوبر (أحد شرايين العاصمة القاهرة الرئيسية)، غضبا من سياسة الداخلية التي تتبعها في القبض على الثوار والنشطاء السياسيين.

لكن مصدر أمني في الداخلية، قلل من تهديدات «بلاك بلوك»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «وزارة الداخلية ستتعامل مع التهديدات بشكل طبيعي وبحزم، ولن تتخذ إجراءات أمنية إضافية لحماية ضباطها».

وتتعامل السلطات في مصر مع مجموعة الـ«بلاك بلوك» باعتبارها مجموعة إرهابية تهدف إلى ممارسة العنف ومحاولة إحداث التغيير باستخدام القوة، وهي وسائل يجرمها القانون المصري.

وهددت «بلاك بلوك» في بيان لها نشرته على شبكة التواصل الاجتماعي أمس، بأنهم سيتصدون بكل قوة لمحاضر الضبط والاعتقال ضد المدنيين.

وقال البيان: «سوف نقوم بحرق كل سيارات الشرطة التي ستشارك في الضبط والإحضار واستدعاء كل الكتائب النشطة من محافظات مصر»، وهدد البيان: «أي اعتقال مدني يقابله اعتقال ضابط».

يأتي ذلك تعليقا على ما تردد عن صدور قرارات ضبط وإحضار لعدد 12 ناشطا من أبناء محافظة دمياط (التي تبعد عن القاهرة 191 كلم)، كانت جماعة الإخوان المسلمين قد تقدمت ببلاغات ضدهم، تتهمهم بحرق وإتلاف المقر القانوني للحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان بدمياط مطلع أبريل (نيسان) الماضي.

وبالتزامن مع تهديدات «بلاك بلوك» للداخلية، أصدرت محكمة مصرية أول من أمس حكما عاجلا بسجن ستة من مؤيدي جماعة «بلاك بلوك» لإدانتهم بالهجوم على الشرطة وقاعة المحكمة.

وقال مصدر قضائي، إن «محكمة جنح القاهرة الجديدة (إحدى محاكم الجنح بالعاصمة القاهرة) عاقبت الستة بالسجن خمس سنوات ونصف لإدانتهم بإتلاف قاعة المحكمة، والتعدي على قوات حراستها وإتلاف سيارة شرطة، وألزمتهم المحكمة بدفع كفالة قيمتها 30 ألف جنيه (نحو أربعة آلاف وسبعمائة دولار) وغرامة 500 جنيه لكل منهم، لإيقاف تنفيذ الحكم لحين النظر في الطعن على الحكم». وأضاف المصدر القضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «حبس أعضاء بلاك بلوك أثار غضب مؤيديهم الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عاما».

ومنذ الذكرى الثانية للثورة المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، والبلاد تشهد انتفاضة شعبية واضطرابات سياسية تخللتها احتجاجات عنيفة ضد الرئيس محمد مرسي، إلى جانب التدهور الاقتصادي والانفلات الأمني.

وظهرت جماعة «بلاك بلوك» منذ شهور في القاهرة وأكثر من مدينة مصرية أخرى، وشارك أعضاء فيها مميزون بلثام أسود في قطع طرق وإلقاء زجاجات حارقة على الشرطة ومقر الرئاسة في حي مصر الجديدة (شرق القاهرة) ومنشآت عامة ومقار حزبية. وشهد شهر أبريل (نيسان) الماضي، مجموعة من الأحداث الهامة، من اشتباكات ومشادات بين قوات الأمن وأعضاء «بلاك بلوك»، حيث اقتحمت قوات الأمن أحد المنازل بمحافظة الغربية (والتي تبعد عن القاهرة بنحو 93 كلم)، لإلقاء القبض على مؤسس التنظيم، وهو ما أضطر والد المتهم لطلب النجدة من الشرطة، في الوقت الذي نفى فيه مدير الأمن ذلك.

وفي السياق ذاته، حذر أحمد المغير، أحد كوادر جماعة الإخوان المسلمين الشبابية، مجموعات «بلاك بلوك» أمس، مطالبا الرئيس مرسى بتحريك قوات مكافحة الإرهاب والمخابرات وكل الأجهزة السيادية للقضاء على ميليشياتهم «الإرهابية» حسب تعبيره. ووجه المغير رسالة لوزارة الداخلية عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس، للتعامل بشدة مع «بلاك بلوك» وتوقيفهم بالقوة، قائلا: «ستكونون أول من يكتوي بنارهم».

وبينما وصف الشيخ خالد خليف، خطيب مسجد النور بالعباسية (شرق القاهرة) في خطبة الجمعة أمس، مجموعات «بلاك بلوك» وعددا من الجبهات بأنهم ليسوا ثوارا، قائلا: «من يعمل على نشر الفوضى في البلاد ومن يغطون وجوههم ويحاصرون المساجد، ويحرقون المنشآت العامة هم بلطجية»، مؤكدا أن هناك أشخاصا دخلوا الثورة وهم ليسوا من أهلها والآن يتحدثون باسمها لتعم الفوضى في البلاد بدعوات إلى مظاهرات لإسقاط النظام.