الخرطوم ترفض أي منبر جديد للتفاوض مع الحركة الشعبية وتتمسك بأديس أبابا

نائب رئيس الحركة يتوعد بمهاجمة مركز السلطة في العاصمة

TT

رفضت الحكومة السودانية أي اتجاه لفتح أي منبر تفاوضي بينها وبين الحركة الشعبية في شمال البلاد، وتمسكت بالتفاوض بوساطة الآلية رفيعة المستوى برئاسة ثابو مبيكي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في وقت توعد فيه عبد العزيز الحلو نائب رئيس الحركة بزحف قوات الجبهة الثورية إلى الخرطوم في حال واصلت سياساتها في تهميش الآخرين – على حد تعبيره – وأن قواته ستكثف من عملياتها العسكرية بعد دخولها مناطق في الوسط الغربي للسودان.

وقال إبراهيم غندور رئيس وفد الحكومة السودانية في المفاوضات بينها وبين الحركة الشعبية في الشمال في تصريحات أمس، إن حكومته لن تسمح بمنبر بديل مع الحركة الشعبية في أي مكان سوى المنبر الموجود الآن في إثيوبيا، وأضاف: «إلا إذا كان البديل داخل السودان»، وقال إن واشنطن قدمت دعوة إلى المؤتمر الوطني لزيارة أميركا، لكنه لم يحدد موعد الزيارة، مشيرا إلى أن الوفد يتكون من الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني عمر البشير، والسفير أسامة فيصل المسؤول عن الملف إلى جانب شخصه، وقال إن حكومته اعتذرت عن عدم قبول أي منبر للحوار مع الحركة الشعبية في واشنطن أو أي مكان آخر، وأضاف أن اعتذار الحكومة مبدئي، وأنها مع المنبر التفاوضي في أديس أبابا والذي تقوده الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، وتابع: «لا يمكن فتح منبر آخر للحوار في أي مكان».

من جهته، قال القائد عبد العزيز الحلو رئيس القيادة العسكرية المشتركة للجبهة الثورية نائب رئيس الحركة الشعبية في شمال السودان، إن قواته ستقوم بتكثيف عملياتها العسكرية ومهاجمة مقرات مركز السلطة في الخرطوم، وأضاف في حوار مع «سودان راديو سيرفس» الذي يبث من نيروبي أمس، أن هجمات قواته الأخيرة على مناطق أبو كرشولا، والسميح، والله كريم، وأم روابة في الوسط الغربي للسودان، كانت ردا على الهجمات التي شنتها القوات الحكومية على مواقعهم تزامنا مع بداية المفاوضات في أديس أبابا.

ودحض الحلو تصريحات الخرطوم التي اعتبرت أن العمليات العسكرية الأخيرة لقوات الجبهة الثورية تمت بدعم خارجي، وقال «هذه الاتهامات محاولة من المؤتمر الوطني لصرف أنظار المجتمع السوداني عن القضايا الحقيقية التي ولدت وستولد المزيد من الحروب»، وأضاف أن التغيير الحقيقي في البلاد لن يحدث والمؤتمر الوطني ما زال في السلطة، وقال «لن يكون هنالك تغيير، ولن يكون هناك سودان جديد ما لم تتوفر العدالة والحرية ولن تكون هناك مساواة واحترام للآخر إلا بوصول قواتنا إلى هناك، إلى مقرات وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، وعمر البشير رئيس المؤتمر الوطني الظالم».

واعتبر الحلو أن انفراد المؤتمر الوطني بالحكم وما وصفه بالسياسات الإقصائية وانتهاج سياسة العنف في مواجهة قضايا الهامش، سيؤدي كل هذا إلى اندلاع المزيد من المعارك في البلاد، وقال «هم – المؤتمر الوطني - نسوا كل البلاد وهمشوا كل السودان وكل السودانيين، وغدا ستشب هذه النار وستندلع المعركة في وسط وشمال البلاد في الجزيرة وشندي حتى الحاج يوسف وأم بدة في العاصمة ضد الزبانية والمجرمين وسدنة عمر البشير وأعوانه».

وحول التصعيد العسكري الأخير وأثره على مسار مفاوضات أديس أبابا، قال الحلو إن مفاوضات أديس أبابا انهارت حتى قبل العمليات الأخيرة في أبو كرشولا وأم روابة وغيرهما، وأضاف: «نحن متمسكون بالقرار 2046 الصادر من مجلس الأمن الدولي لأنه يمثل الأساس»، وتابع: «لكن المؤتمر الوطني هو الذي يرفض الالتزام بالقرار كأساس للتفاوض، والقرار 2046 يتحدث عن الاتفاق الإطاري، والذي يتناول القضايا القومية كاملة وينادي بقومية الحل وشموليته ولا ينادي بتجزئة الحلول».