أوباما لا يتوقع إرسال قوات أميركية إلى سوريا.. وألمانيا تزيد مساعداتها للمعارضة

الأسد يظهر في دمشق للمرة الثانية في أقل من أسبوع

TT

في ثاني ظهور علني له في أقل من 4 أيام، قام الرئيس السوري بشار الأسد أمس بزيارة لجامعة دمشق، لإزاحة الستار عن تمثال في كلية الحقوق بجامعة دمشق.

وعرض التلفزيون السوري لقطات لحشود كبيرة من المؤيدين، يرتدون ملابس على ألوان العلم السوري، وهي تحيط بالأسد وتهلل على وقع الموسيقى الوطنية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الأسد قوله إن «المجموعات الإرهابية استهدفت الطلبة والمنشآت الجامعية والتعليمية؛ لأن نهجها الظلام والقتل والتخريب»، مضيفا أن «تلك المجموعات التي تحارب الشعب السوري ومن يدعمها من دول إقليمية وغربية لم تحتمل تمثالا لأبي العلاء المعري، أو جسرا معلقا بني لخدمة المواطنين في دير الزور، وبالتالي فلن تحتمل الشباب السوري البطل الذي تسلح بالعلم والمعرفة لمواجهة ظلامهم وإجرامهم».

وكان الأسد قد ظهر مطلع مايو (أيار) الجاري في حديقة تشرين (غرب دمشق) بمناسبة عيد العمال العالمي.

إلى ذلك، أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن الطيران الحربي النظامي قصف المنطقة الصناعية بحي القابون (شمال شرقي العاصمة) وقصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون أحياء اليرموك وجوبر، كما انفجرت سيارة في مشروع دمر بالقرب من حاجز الكنيسة، وشنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في أحياء ركن الدين والعمارة.

أما في درعا، فتعرض حي طريق السد لقصف من الطيران الحربي، وكذلك تعرضت بلدات خربة غزالة وجاسم ونافعة وسحم الجولان لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، واستطاع الجيش الحر التصدي لأرتال قوات النظام بالقرب من بلدات الشبرق ونافعة (غرب درعا).

من جانبها، وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 7 سوريين في قصف جوي على حافلة لنقل الركاب في الرقة، كما أكدت تعرضت بلدات الغنطو والبساتين المحيطة بمدينة القصير لقصف براجمات الصواريخ دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا.

دوليا، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس إنه «لا يتوقع سيناريو يرسل فيه قوات برية أميركية إلى سوريا»، وحدد الخطوط العريضة لنهج مدروس لتحديد ما إذا كانت الحكومة السورية قد استخدمت أسلحة كيماوية في صراع يدور هناك منذ عامين. وشدد أوباما على أن الولايات المتحدة لا تستبعد أي خيار في التعامل مع سوريا في الوقت الذي تحقق فيه الولايات المتحدة فيما إذا كان نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية.

وقالت الولايات المتحدة إن لديها «درجات متفاوتة من الثقة» بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية، وهو ما يشكل خرقا لـ«الخط الأحمر» الذي حدده أوباما للقيام بمثل هذا العمل.

وأضاف أوباما في مؤتمر صحافي مع رئيسة كوستاريكا لورا تشنشيلا أنه «إذا كان هناك في حقيقة الأمر هذا النوع من الاستخدام المنهجي للأسلحة الكيماوية داخل سوريا، فإننا نتوقع أن نحصل على أدلة إضافية أخرى، وفي هذه المرحلة سنقدم ذلك بالتأكيد للمجتمع الدولي».

وقال إن أي خطوات إضافية تتخذها الولايات المتحدة ستقوم على أساس «الحقائق على الأرض» في سوريا وما يحقق مصالح الشعب الأميركي والأمن القومي الأميركي. وشدد على أنه لن يتم الضغط عليه لزيادة التدخل في سوريا بشكل سابق لأوانه.

ويتوقع المسؤولون الأميركيون في أحاديث خاصة أن يستغرق الأمر أسابيع قبل التوصل لأي نتيجة بشأن ما إذا كانت سوريا استخدمت أسلحة كيماوية. لكن أوباما أوضح أنه غير ميال لإرسال قوات إلى سوريا. وقال «سألتموني عن إرسال قوات على الأرض وما إذا كنا قد استبعدنا إرسال قوات على الأرض في سوريا. وكقاعدة عامة لا أستبعد شيئا بصفتي قائدا أعلى لأن الظروف تتغير وأنتم تريدون التأكد من أن لدي دائما القوة الكاملة للولايات المتحدة للوفاء بمصالح الأمن القومي الأميركي. أما وقد قلت ذلك فإنني لا أتوقع سيناريو لإرسال قوات إلى سوريا.. قوات أميركية إلى سوريا لن يكون ذلك جيدا لأميركا فقط بل لسوريا أيضا».

وأضاف أن زعماء المنطقة الذين تشاوروا معه بشأن هذه المسألة يتفقون معه.

ولم يحدد مسؤولو إدارة أوباما ما هي الأدلة «الفسيولوجية» التي توفرت لديهم بأن القوات السورية استخدمت غاز «السارين»، ولكن مصادر حكومية أميركية قالت إنها تضمنت عينات من دم الضحايا المزعومين ومن التربة.

سياسيا أيضا، ذكرت تقارير صحافية في ألمانيا أن قيمة مساعدات الطوارئ التي قدمتها الحكومة الألمانية لسوريا وصلت حتى الآن إلى 22 مليون يورو. وذكرت صحيفة «فرانكفورتر الجماينه زونتاج تسايتونغ» الألمانية الصادرة أمس، أن هذه الأموال المقدمة من ميزانية مساعدات الطوارئ التابعة للخارجية الألمانية تم إنفاقها في تقديم مواد غذائية وأدوية وفي مجال البنية التحتية. وأضافت الصحيفة أنه إلى جانب ذلك فإن الحكومة الألمانية أسهمت بـ10 ملايين يورو في صندوق ائتماني جديد سيستخدمه الائتلاف الوطني السوري المعارض في تنفيذ مشروعات في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي للصحيفة إن المعارضة «المعتدلة» ستكسب احترام الشعب عندما تقدم بشكل واضح مساعدات للناس الذين يعانون أحرج المشاكل في المناطق السورية «المحررة».

وأضاف فسترفيلي أنه لهذا السبب فإن ألمانيا تدعم الائتلاف الوطني للمعارضة السورية في إنشاء بنى تحتية فعالة تتمثل في توفير رعاية صحية أساسية وإمدادات مياه وإعادة افتتاح المخابز والمدارس.