«الاشتراكي اليمني» يحذر من «عنف في الجنوب» ويتهم «البيض» بتمزيق الحراك

البرلمان يطالب الحكومة بتوضيحات بخصوص اختراق الطيران الأجنبي لسيادته الجوية

عناصر للشرطة اليمنية أثناء مواجهات مع متظاهرين في مدينة المكلا (رويترز)
TT

حذر الحزب الاشتراكي اليمني من موجات عنف تستهدف الشارع الجنوبي سببها نائب الرئيس السابق علي سالم البيض. فيما طالب مجلس النواب اليمني من الحكومة توضيحات حول انتهاك طائرات أجنبية للأجواء اليمنية واتهم الحزب الاشتراكي اليمني نائب الرئيس السابق علي سالم البيض بتمزيق الحراك الجنوبي السلمي، بعد دعوته للزحف إلى عدن يوم 21 من مايو (أيار) الحالي، تحت مسمى إحياء الذكرى الـ19 لإعلان «فك الارتباط»، فيما أعلنت السلطات ضبط شحنة أسلحة مهربة عبر قارب صيد في سواحل البحر الأحمر.

وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي اليمني محمد غالب أحمد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن الشارع الجنوبي يشهد هذه الأيام بدايات وتهيئة لجولات عنف، على ذمة رغبات عاطفية أنانية مغامرة تصيب القضية الجنوبية والحراك في مقتل».

وكان نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، الذي يطالب بفك الارتباط عن الشمال، دعا الخميس الماضي، أنصاره في الجنوب، لإحياء الذكرى الـ19 لإعلان «فك الارتباط» عن الجمهورية اليمنية، والذي يتزامن مع يوم 21 مايو 1994، بالزحف إلى مدينة عدن للمشاركة في مليونية الذكرى كما قال.

واعتبر القيادي الاشتراكي: «إن دعوة (البيض) المفاجئة للاحتفال بذكرى (فك الارتباط) تتزامن مع الانقسامات التي زرعت قسرا وسط مكونات الحراك السلمي وهي من خارجه كما هو معروف». وأشار غالب إلى أنه في الوقت الذي تزايدت فيه فعاليات التصالح والتسامح، ظهرت من جديد نغمة الطغمة والزمرة لأول مرة منذ سنوات، كان أبرزها ما حدث في منصة وساحة العروض بخورمكسر يوم 27 أبريل (نيسان) الماضي، من ممارسات واعتداءات واتهامات متبادلة خطيرة وطعنات في قلب التصالح والتسامح.

وشهدت المحافظات الجنوبية قبل الوحدة أحداثا دامية بين قيادات الحزب الاشتراكي، الذي كان يحكم جنوب البلاد آنذاك، بما سمي بأحداث 13 يناير (كانون الثاني) عام 1986، والتي كانت بين فصيلين الأول بقيادة الرئيس علي ناصر محمد الذي ينتمي إلى محافظة أبين مسقط رأس الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وعرفوا بأنهم فصيل «الزمرة»، فيما كان الطرف الآخر بقيادة علي سالم البيض عضو المكتب السياسي للحزب، الذي تزعم ما سمي بالطغمة، وانتهت الأحداث بانتصاره وفرار علي ناصر محمد للخارج ومقتل آلاف الأشخاص من الطرفين.

وأوضح غالب: «أشعر بالقلق لما يجري من تمزيق للحراك الجنوبي الذي يعتبر الثورة السلمية الأولى في الوطن العربي والشرق الأوسط»، وعبر غالب عن حزنه وقلقه في أن يزداد الحراك تمزقا فوق تمزقه وأن تسال دماء بريئة ويتواصل ضرب التصالح والتسامح كأهم منجز للثورة السلمية الجنوبية.. وأرجع ذلك إلى اللهث وراء فرض الزعامات وقناعات خارجة عن أجندة الحراك السلمي وقضية الجنوب العادلة، بل وتتناقض كلية مع التضحيات الجسيمة للشهداء والجرحى والمعتقلين وأهدافهم السامية النبيلة حسب قوله.

وهاجم غالب دعوة البيض وقال: «إن ما أعلن عنه بما سمي (فك الارتباط) قد حمل سبب وفاته داخله بحسب رأي كثير من القانونيين». وأضاف: «إذا كان الغرض من دعوة (البيض)، هو التذكير بأن إعلان 21 مايو 1994م قد جاء بسبب إعلان الحرب الظالمة في 27 أبريل 1994م من ميدان السبعين فذلك أمر لا يحتاج إلى إثبات، حيث إن من أعلن الحرب وبدأ بها يتحمل كل تبعاتها، علما بأن إعلان 21 مايو جاء والقوات التي اجتاحت الجنوب على أبواب عدن». مؤكدا أن «ما يقال إنه قد تم إعلان فك الارتباط في ذلك اليوم وأصبح نهائيا ما هو إلا مجرد وهم ليس إلا».

إلى ذلك أوضح البرلمان في جلسته أمس أن طلبه بتوضيحات حول اختراق الأجواء اليمنية من الحكومة يأتي في إطار ممارسته لمهامه الرقابية وحرصه على سلامة السيادة الوطنية وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار والسكينة العامة بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الحكومية. وأقر البرلمان توجيه رسالة لحكومة الوفاق بتقديم تقرير توضيحي لاختراق الطيران الأجنبي للأجواء اليمنية، في إشارة إلى الطائرات من دون طيار الأميركية التي نفذت عمليات قتل لمواطنين يمنيين داخل الأراضي اليمنية خلال الفترة الماضية، في إطار ما يسمى بالحرب على الإرهاب. كما طلب البرلمان من الحكومة تقرير حول عمليات تهريب الأسلحة إلى البلاد، وتحديد وتسمية الجهات والأشخاص الذين يقومون باستيراد تلك الأسلحة.

وكان مجلس الشيوخ الأميركي استمع قبل أيام إلى شهادات مواطنين يمنيين ومؤسسات أميركية معنية بإحصاء الضربات لطائرات من دون طيار، حيث أكدت المؤسسة الأميركية الجديدة تنفيذ إدارة أوباما 46 ضربة جوية لطائرات من دون طيار، في اليمن عام 2012، بينما نفذ الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في اليمن ضربة واحدة فقط، فيما قال المواطن اليمني فارع المسلمي إن الضربة الجوية التي نفذتها في قريته قبل أسبوعين طائرة أميركية من دون طيار، جعلت أبناء قريته ينقلبون على أميركا.