الغنوشي يدعو «المتشددين» إلى «جهاد التنمية والديمقراطية» في تونس

الأمين العام لحزب الثقافة والعمل لـ«الشرق الأوسط»: التنظيمات الجهادية طورت من أساليب مواجهتها

TT

دعا الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية المجموعات الجهادية المتحصنة بغابات وسط غرب تونس إلى جهاد التنمية وجهاد الديمقراطية وجهاد المصلحة الوطنية. وقال، إن «الأحداث التي تشهدها جبال الشعانبي وسط غرب تونس إرهابية ومخالفة للدين والقانون» واعتبر في ندوة فكرية احتضنها قصر قرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية نهاية الأسبوع حول المحكمة الدستوري الدولية، إن تونس تتطلب جهادا من نوع آخر للخروج بسلام من مرحلة الانتقال الديمقراطي.

بشأن موقف الغنوشي المختلف عن دعواته السابقة إلى التحاور مع الأطراف المتشددة، قال بلقاسم حسن الأمين العام لحزب الثقافة والعمل لـ«الشرق الأوسط»، إن المجموعات والتنظيمات الجهادية قد طورت من أساليب مواجهتها للسلطة القائمة وهو ما دعا رئيس الحزب السياسي الذي يقود المرحلة الانتقالية إلى تغيير الخطاب في اتجاه الضغط النفسي والمعنوي على تلك التنظيمات وتذكيرها وتذكير التونسيين بالكم الهائل من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها تونس.

وأشار إلى ما يمكن أن تحمله عبارات الغنوشي من رسائل سياسية بالأساس قد يعمل قياديو تلك المجموعات على فهمها وبالتالي اتخاذ موقف من تلك التصريحات. وقال حسن إن حركة النهضة تجد حرجا كبيرا في تعاملها مع التيارات المتشددة وتخشى فتح جبهات اقتتال مع المجموعات الدينية وهو ما عملت على تفاديه طوال أكثر من سنتين من نجاح الثورة.

وتتهم أحزاب المعارضة التونسية حركة النهضة بالتغافل عن الأنشطة العنيفة التي تنظمها المجموعات الجهادية المتشددة وتقول إنها قد أدت إلى أحداث دامية في تونس من بينها اقتحام السفارة الأميركية في شهر سبتمبر(أيلول) 2012 واغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد يوم 6 فبراير (شباط) الماضي. وتوجه انتقادات لتصريحات الغنوشي بضرورة التعامل بالحجة والإقناع ومحاورة المتشددين لثنيهم عن الأفكار المتطرفة.

حول تعامل قيادات حركة النهضة مع التيارات المتشددة، قال المحلل السياسي التونسي جمال العرفاوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «وصف الغنوشي للأحداث التي عرفتها منطقة الشعانبي بالإرهابية» تؤكد على استشعاره الخطر الداهم من خلال الأساليب التي لجأت لها التنظيمات الجهادية. وأضاف أن حركة النهضة لا يمكن أن تغض الطرف عن زرع الألغام في طريق قوات الأمن والجيش بعد أن كانت تلك التنظيمات تحتل الشارع وتحتج في إطار يحترم حرية التجمع وحرية التعبير على حد تعبيره.

يذكر أن عمليات تفجر الألغام في صفوف قوات الأمن والجيش بداية الأسبوع، قد أسفرت خلال ثلاثة أيام عن جرح 11 عنصرا إصابة بعضهم بليغة للغاية.