الصين تتطلع لتحقيق تقدم جوهري في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية

سفير بكين في الرياض أكد استقبال بلاده لعباس ونتنياهو خلال الأسبوع الحالي

لي تشينغ وين السفير الصيني لدى السعودية
TT

كشف لي تشينغ وين السفير الصيني في السعودية أن بلاده تسعى للعب دور إيجابي في تحريك عجلة السلام بحل قضية الدولتين فلسطين وإسرائيل، وذلك من أجل تحقيق تقدم ملموس وجوهري في هذه القضية، والتي وصفها بأنها جوهر القضايا في منطقة الشرق الأوسط. وقال وين، إن بكين قدمت الدعوة إلى كل من محمود عباس الرئيس الفلسطيني وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي بدأت يوم أمس، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطيني سيمكث في الصين في الفترة ما بين 5 و7 مايو (أيار) الحالي، على أن يبدأ نتنياهو زيارته اليوم وحتى 10 من الشهر الحالي، حيث سيزور كلا من العاصمة بكين ومدينة شنغهاي، في إشارة إلى وجود مباحثات تجارية مع الجانب الإسرائيلي.

وأكد السفير الصيني في السعودية خلال حديث لصحافيين على هامش بدء الزيارة الرسمية لأطراف القضية الفلسطينية الإسرائيلية، أن قيادة بلاده ستقوم بالمباحثات مع محمود عباس الرئيس الفلسطيني، حيث سيتبادل الطرفان الآراء حول العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية، إضافة إلى القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

كما أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيجري مباحثات مع الحكومة الصينية في الشأن نفسه، وأضاف: «نعتقد أن القضية الفلسطينية الإسرائيلية هي جوهر قضايا الشرق الأوسط، ومنذ زمن طويل تقوم الصين بدور إيجابي، من خلال بذل جهود دؤوبة لدفع مفاوضات السلام وتحقيق الحل السلمي في قضية الشرق الأوسط».

وتابع: «نعتقد في ضوء الوضع الحالي بوجود الحاجة إلى استمرار تلك الجهود، حيث إن الجانب الصيني مستعد للعب دور إيجابي بشكل مستمر وبناء مع المجتمع الدولي والأطراف المعنية، وذلك لتحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية في أقرب وقت ممكن».

وكان الناطق بلسان وزارة الخارجية الصيني، قد أكد في وقت سابق أن الصين لديها تبادل ودي بين الطرفين، وتدعم على الدوام عملية السلام في الشرق الأوسط، وقال: «ندعم الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لحل النزاعات والخلافات، من خلال المفاوضات والحوار السلمي».

وبالعودة إلى السفير الصيني في السعودية الذي أشار إلى أن قبول الصين لهاتين الزيارتين عبارة عن تلك الجهود من جانب الصين، وقال: «نحن من صميم قلوبنا نسعى لاستعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالحوار والمفاوضات السلمية، للحصول على تقدم جوهري، ونحن مستعدون للعب دور إيجابي وبناء وهذه هي رغبة الصين»، في الوقت الذي لم يوضح إمكانية عقد مباحثات ثلاثية بين فلسطين والصين وإسرائيل، خصوصا أن زيارة كل من الرئيس الفلسطيني والإسرائيلي لبكين تأتي في نفس الوقت.

وأكد لي تشينغ وين أن قضية فلسطين ومنذ زمن طويل تتعلق بأمن واستقرار المنطقة، كما تتعلق بالمصالح الأساسية والمشاعر الشعبية أيضا، مشيرا إلى أنهم في الصين دائما ما يودون أن يروا دعم الحقوق المشروعة والقضايا العادلة للشعوب العربية، وفي نفس الوقت يعتقدون أنه في سبيل إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية، فإن الأطراف المختلفة والدول المجتمعة، يجب أن تبذل جهودا مشتركة، وذلك على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وعلى أساس المشاريع أو القرارات المعنية من الأمم المتحدة، إضافة إلى أساس المبادرة العربية.

وقال لي تشينغ وين في هذا المجال: «نحن دائما نقدر عمل السعودية في دعم عملية السلام وحل القضية الفلسطينية، ونحن مستعدون للعمل مع المملكة سويا لدفع هذه القضية، من أجل إيجاد حل عادل وشامل بما يفيد تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط».

ولفت إلى أن بلاده تبذل جهودا دؤوبة في كل المناسبات الدولية والإقليمية، حيث تشارك بكين في كل المشاورات والمباحثات المعنية الدولية والمؤتمرات لدفع حل هذه القضية، إضافة إلى تعيين مبعوث خاص منذ زمن، بهدف التواصل المستمر مع الطرفين والأطراف المعنية، كذلك قدمت الصين مساعدات معنوية ومادية وإنسانية مستمرة للشعب الفلسطيني، معتقدا أنه في ظل الوضع الحالي بالمنطقة، فإن هناك حاجة متزايدة لإيجاد حل سريع للقضية الفلسطينية أو تحقيق تقدم جوهري، ولأن القضية كلما استمرت لوقت أطول زادت تعقيدا لوضع المنطقة، وزاد «هذه المرة إذا كان هناك رغبة في إجراء مباحثات في الصين فنحن سعداء لتوفير الإمكانيات لذلك».

وعما إذا كانت هذه الدعوة نتيجة لزيارة المبعوث الصيني الذي زار الشرق الأوسط مؤخرا، ووجد إيجابية بين الطرفين، تجاه هذه القضية، وعلى أساس ذلك تمت دعوة الأطراف، أشار السفير الصيني، إلى أن المبعوث الصيني يقوم بزيارات إلى كلا الطرفين بصورة دائمة ويمكن القول بالعكس، حيث إن الزيارة هذه هي من الجهود الشاملة من الجانب الصيني لدفع عملية السلام، ومن ضمنها جهود المبعوث الخاص، حيث إن هذه الزيارة تمت بدعوة من قبل الحكومة الصينية، وقبول الدعوة ينم عن إيجابية من جانب الصين للتواصل مع الطرفين، لدفع عملية السلام. ولفت إلى أن كلا من زعماء الطرفين لديهم وجهات نظر حول الموضوع حيث إن الجانب الإسرائيلي، ذكر أنهم مستعدون للتنازل إلى حد ما، ومن الجانب الفلسطيني قالوا إن الحديث سيكون حاسما، وأن هذه السنة سيكون الحسم فيها بشكل كبير، وأضاف: «في هذه الضوء نعتقد أن هذه الأقوال عبارة عن الإلحاح لدفع القضية، ونحن مستعدون أن نشارك الجميع لدفع هذه العلاقات نحو القضية وإلى الحل». وأكد إلى أن الصين وفي جميع المحافل الدولية، سواء أكان في مجلس الأمن أو في الجمعيات العامة أو في منظمات الدول في إطار الأمم المتحدة فإن الصين تشارك بالصورة الإيجابية رغبة في إيجاد حل سريع أو تقدم جوهري في المفاوضات، لأن هذه القضية طالت عشرات السنين، وطول مدة القضية يزيد تعقيد الوضع في المنطقة.

وتابع: «نحن نعتقد أنه في سبيل إيجاد الحل النهائي يجب أن يكون هناك مبدأ واضح وهو الأرض مقابل السلام، ومبدأ تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والجامعة العربية، وعندما تكون هناك قرارات واضحة يجب أن يكون قبولها بشكل واضح أيضا». وحول الزيارة الحالية قال، إنها جاءت كمبادرة من جانب الصين لدفع القضية، في حين أنه وبشكل عام فإن هناك تنسيقا ومشاورات مستمرة مع عدد من الدول، خصوصا السعودية ومصر والجامعة العربية وتركيا، وفي هذا المجال فإن المبعوث الخاص يحافظ على الاتصال بشكل مستمر، موضحا أنه في جميع المباحثات الثنائية بين الصين وكل من السعودية ومصر وتركيا والأطراف الأخرى الدولية، دائما ما يتم تناول هذا الموضوع، وتتبادل بكين مع جميع الأطراف.

ودعا إلى أهمية إيجاد إدارك مهم خلال الفترة الحالية، وهو دفع عمليات السلام وإحراز تقدم جوهري في هذه القضية، ومع حسن التواصل مع جميع الأطراف يتوقع أن يتم بناء جو إيجابي للقضية، وزاد: «ندعو لحل سياسي وسلمي لقضية فلسطين وندعم حقوق الشعوب العربية العادلة، ونعتقد أن جميع الأطراف احترمت دفع الموضوع بالمبادئ الثلاثة، ويمكن ملاحظة موقف الصين المتميز».

واختتم حديثه أن دعم بلاده للدول العربية يأتي من مبدأ رفع السلام والعدالة حول العالم، مشيرا إلى أنهم عملوا خلال القنوات الدولية لوقف عملية الاستيطان ودفع الطرفين للدخول في العملية السياسة.