أقباط مصر يحتفلون بعيد الفصح وسط إجراءات أمنية مشددة

تصفيق لافت في الكاتدرائية لشيخ الأزهر ووزير الدفاع

TT

احتفل الأقباط المصريون أمس بعيد القيامة (الفصح) وسط إجراءات أمنية مشددة حول الكنائس والأديرة، بينما توافد كبار المسؤولين على مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتهنئة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بالعيد.

ورأس البابا تواضروس الثاني الليلة قبل الماضية قداس العيد بمقر الكاتدرائية الأرثوذكسية، ويعد هذا هو قداس عيد القيامة الأول الذي يرأسه البابا تواضروس الثاني منذ اعتلائه للكرسي البابوي في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي خلفا للبابا الراحل شنودة الثالث الذي توفي في شهر مارس (آذار) من العام الماضي. وفرضت الشرطة إجراءات أمنية مشددة حول مقر الكاتدرائية المرقسية حيث انتشرت ست مدرعات تابعة للأمن المركزي خارج مقر الكاتدرائية، بينما تولت فرق الكشافة الكنسية تأمين وتنظيم عملية دخول المدعوين لحضور القداس.

كما شهدت الكنائس المختلفة في أرجاء مصر إجراءات أمنية مشددة شملت وضع جنود مدججين بالسلاح عند مداخل الكنائس ومنع وقوف السيارات بجانب المطرانيات والكنائس الكبرى، ووضع كاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية للكشف عن الأسلحة عند المداخل.

وفي كلمته خلال القداس وجه البابا تواضروس الثاني الشكر للرئيس المصري محمد مرسي على تهنئته بالعيد، كما شكر كلا من رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل ورئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمي واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، وهو ما قابله حضور القداس بصمت تام، بخلاف المعتاد، حيث كان عادة ما يصفق الحضور عند ذكر اسم الرئيس السابق حسني مبارك أو المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق الذي أدار شؤون البلاد لعام ونصف العام، بعد تخلي مبارك عن السلطة في فبراير (شباط) 2011.

وكان لافتا أن القاعة ضجت بالتصفيق الحاد الذي استمر لنحو دقيقتين عندما أشار البابا تواضروس إلى كل من تهنئة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي.

كما قوبل كل من المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة، وعبد الرحيم علي ممثل الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر، والفنان عادل إمام، وعمرو موسى رئيس حزب المؤتمر، وكلهم من معارضي جماعة الإخوان المسلمين، بتصفيق حاد عند ذكر البابا لأسمائهم. وزار البابا أمس حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، ومؤسس التيار الشعبي.

ورغم الانتقادات التي وجهها البعض لتخفيض مستوى حضور السلطة التنفيذية للقداس، استقبل البابا تواضروس الثاني صباح أمس الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء الذي قدم التهنئة للكنيسة، قائلا إن «الألوان المختلفة لا بد أن تلتقي وتختلط ببعضها حتى تستطيع أن تعطي البهجة المختلفة، والمسلمون والأقباط نسيج واحد ونحتاج لجهد متواصل لترجمة هذه العبارة على الأرض فنحن نعيش في قارب واحد ونجاته هي نجاة لنا جميعا».

ورغم غياب ممثلي جماعة الإخوان المسلمين عن حضور القداس، فإن الدكتور محمد علي بشر وزير التنمية المحلية، عضو مكتب إرشاد الجماعة، زار الكاتدرائية أمس بصفته الحكومية وقدم التهنئة للبابا تواضروس الثاني، كما زاره أيضا صلاح عبد المقصود وزير الإعلام المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

وكان لافتا أن النائب السابق محمد أبو حامد قبّل يد البابا تواضروس الثاني خلال السلام عليه.

من جانبه، قال الدكتور عمرو حمزاوي النائب السابق بالبرلمان، لـ«الشرق الأوسط»، خلال وجوده في الكاتدرائية إن عيد القيامة يأتي هذا العام وسط جو ظلامي من فتاوى لتجار الدين والمتأسلمين بعدم جواز تهنئة الأقباط بأعيادهم.

وقال «حضورنا للتهنئة اليوم هو رسالة رفض لدعاوى التعصب الغريبة عن مصر وغرس خطابات الكراهية لإخواننا الأقباط، ونبعث بها رسالة تأكيد على تماسك النسيج الوطني المصري وأن الحب بين المصريين من الأمور التي لا فصال فيها».

وأضاف أن «رفض السلطة التنفيذية رفع مستوى حضورها للاحتفالات (في الكنيسة) شيء غير جيد، ولكن حضورنا اليوم رسالة مفادها أن مصر الحقيقية دائما موجودة في الكاتدرائية للتهنئة».

من جهة أخرى، احتفلت الطائفة الإنجيلية بمصر الليلة قبل الماضية بعيد القيامة المجيد، بقداس رأسه القس صفوت البياضي رئيس الطائفة في الكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر. وأكد البياضي أهمية حرية التعبير عن الرأي وحرية العبادة والتحرر من الاحتياج والتحرر من الخوف من أجل تقدم المجتمعات، وقال «نصلي من أجل الحكام والمسؤولين، من أجل أن تكون قراراتهم تتفق مع ما أنزله الله».

وحضر القداس طارق عفيفي أمين رئاسة الجمهورية مندوبا عن الرئيس مرسي، والدكتور القس أندريه زكي نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، والدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر لشؤون الحوار.