وفد تركي يصل إلى إسرائيل لاستئناف محادثات المصالحة وبحث التعويضات

الدولة العبرية تتنازل عن عدد من زرافاتها «لصالح السلام» مع الأتراك

TT

يصل إلى تل أبيب، اليوم، وفد تركي رفيع ليستأنف المحادثات التي بدأت في أنقرة قبل أسبوعين، بغية تقدم جهود المصالحة بين إسرائيل وتركيا وإعادة العلاقات الطيبة بين البلدين إلى سابق عهدها.

ويترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية، فريدون سنيريلو، وسيمضي في إسرائيل يوما واحدا فقط، يلتقي خلاله مع الوفد الإسرائيلي المفاوض، بقيادة رئيس مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الوزراء، يعقوب عاميدرور، والممثل الشخصي لرئيس الوزراء، يوسف تشاخينوفر، المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية.

وكانت محادثات المصالحة قد بدأت قبل أسبوعين، وفيها اتفق الطرفان على عدد من المعايير لدفع تعويضات مالية لأهالي الضحايا التسعة التي سقطت خلال الهجوم الإسرائيلي على سفينة «مرمرة» خلال الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية التركي في مايو (أيار) 2010.

ويفترض أن يحاول الطرفان إنهاء هذا الموضوع بالذات، حتى ينتقل البحث إلى استئناف العلاقات الثنائية وجعلها ودية تتسم بالتعاون المشترك. وقد صرح نائب وزير الخارجية السابق، داني أيالون، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أمس، بأن الإدارة الأميركية تولي موضوع المصالحة الإسرائيلية التركية أهمية قصوى. وقال: «إن الرئيس الأميركي (باراك أوباما) بنفسه تكلم في هذا الموضوع مع قادة البلدين وأوضح أنه يريد رؤية أهم حليفين له في المنطقة يتعاملان مع بعضهما البعض كحليفين وليسا عدوين».

وقد كشف النقاب عن عدد من مجالات التعاون الإسرائيلي التي تدل على تحسن كبير في العلاقات، خلال الأسابيع الماضية، مثل استخدام إسرائيل (كبديل عن سوريا) في نقل البضائع من تركيا إلى الأردن وسائر العالم العربي عبر موانئ إسرائيل البحرية.

وفي يوم أمس كشف عن مجالات أخرى، فقد وصل إلى إسطنبول، أمس، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، وأمضى فيها أربع ساعات، قبل أن يسافر نحو شرق آسيا في إطار نشاطه الاقتصادي. ولم توضح المصادر الإسرائيلية الغرض من هذه الزيارة، لكنها أشارت إلى أنها أول زيارة لمسؤول إسرائيلي إلى تركيا منذ أزمة الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية التركي في 2010.

كما كشف أمس عن تعاون لافت للنظر بين حديقة الحيوان الكبرى في رمات غان (قرب تل أبيب)، ونظيرتها في مدينة إزمير التركية. فقد طلبت أزمير وتجاوبت الحديقة الإسرائيلية معها لنقل عدد كبير من الزرافات والقرود والظباء والوطاويط والطيور وغيرها. وحضرت أمس طائرة خاصة من أجل نقل الحيوانات. وأكدت إدارة الحديقة أنها تجاوبت مع الطلب التركي لأنها تريد الآن أن تساهم في تحسين العلاقات بين البلدين. وقال إن إسرائيل أصبحت اليوم أكبر بلد في العالم في تصدير الزرافات، فلا بأس من التنازل عن عدد منها لصالح السلام مع الأتراك.

وهناك بادرة أخرى تدل على الرياح الجديدة التي تهب على إسرائيل وتركيا، حيث أعلن أمس عن اتفاق توأمة بين مدينة مبشسيرت تسيون (بشرى صهيوزن) قرب القدس ومدينة سور التركية (عاصمة إقليم كردستان التركية).