مقتل أكبر زعيم قبلي في أبيي

المتحدث باسم حكومة جنوب السودان: الجريمة ستعوق عملية السلام في المنطقة

TT

قتل زعيم قبيلة دينكا نقوك السلطان كوال دينق مجوك في منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان، في تطور ينذر بخطر قد يشعل حربا في المنطقة بين الدولتين بعد اتفاق بينهما لم يمضِ عليه شهران حول التعاون بينهما. وتم قتل 4 جنود إثيوبيين و2 من المسيرية في حادث إطلاق نار أول من أمس، وأدانت حكومة جنوب السودان الحادث الذي وصفته بالجبان والخسيس، معتبرة أن ذلك سيعوق مسيرة السلام في المنطقة، واتهمت ميليشيات تابعة لقبيلة المسيرية السودانية بمساعدة الجيش السوداني باستهداف سيارات الزعيم القبلي الكبير بقذائف «آر بي جيه».

ووصفت جمهورية جنوب السودان عملية مقتل الزعيم القبلي الكبير في منطقة أبيي كوال دينق مجوك بالجبانة والخسيسة من قبل ميليشيات قبيلة المسيرية ذات الأصول العربية التي تتنازع مع دينكا نقوك حول المنطقة، داعية الخرطوم بإلقاء القبض على مرتكبي الجريمة اليوم قبل الغد، واعتبرت على لسان المتحدث باسم الحكومة برنابا مريال بنجامين الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» أن مسيرة السلام في أبيي أصبحت في خطر كبير بعد مقتل الزعيم الكبير كوال دينق مجوك الذي يعرفه الجميع بأنه من صناع السلام، محملا الحكومة السودانية والأمم المتحدة مسؤولية مقتل مجوك، وقال إن قبيلة المسيرية في السودان وجيش الخرطوم متورطان في الحادث بطريقة أو بأخرى، وتابع: «الحادث المؤسف سيلقي بتبعات سيئة لمستقبل السلام في المنطقة بهذه العملية الجبانة وغير المسؤولية من قبيلة المسيرية ومن ورائها الحكومة السودانية»، وقال إن الأمم المتحدة تتحمل المسؤولية الأكبر لعجزها في توفير الحماية للمدنيين في أبيي بحسب التفويض الممنوح لها تحت البند السابع للمنظمة الدولية، وأضاف: «إن كانت الأمم المتحدة عاجزة عن توفير الحماية للمدنيين عليها أن تعلن ذلك صراحة حتى نتمكن في حكومة جنوب السودان من حماية مواطني بلادنا مما يتعرضون له يوميا في أبيي».

وكشف بنجامين عن شكوى رسمية تقدمت بها بلاده إلى مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي حول مقتل زعيم قبيلة دينكا نقوك، وأضاف أن الخرطوم أصبحت لا تستطيع السيطرة على المجموعات المتفلتة في داخل حدودها، وقال: «نحن ننتظر أن يجري تحقيق دولي وفوري وإلقاء القبض على الجناة من قبيلة المسيرية، ولن نرضى بأحاديث الإدانة والشجب من الأمم المتحدة وغيرها»، ومن جانبه قال وزير مجلس الوزراء في جنوب السودان دينق ألور كوال لـ«الشرق الأوسط» إن مقتل زعيم نقوك سيقود إلى جملة من التعقيدات المستقبلية بين بلاده والسودان، وأضاف: «سيضع مقتل مجوك عراقيل كبيرة أمام تنفيذ جميع الاتفاقيات الموقعة بين السودان وجنوب السودان»، داعية الحكومة السودانية إلى ضرورة سحب قواتها من منطقة أبيي بصورة فورية، وقال إن قبيلة المسيرية استهدفت الزعيم كوال دينق بعد عقده اجتماعا في بلدة كيج في أبيي مع زعماء المسيرية، وتابع: «لقد أطلقوا النار على قافلته وأردوه قتيلا على الفور».

ويعتبر الناظر كوال دينق مجوك من السلاطين الذين لعبوا دورا مقدرا في الدفع بعلاقات التقارب والحوار السلمي بين مجموعته وقبيلة المسيرية منذ أن تولى السلطنة في سبعينات القرن الماضي عقب مقتل شقيقه مياكول دينق الذي تولى السلطنة بعد وفاة والدهم الزعيم التاريخي لدينكا نقوك دينق مجوك.

من جانبه اعتبر إدوارد لينو رئيس اللجنة الإشرافية لأبيي عن جانب جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» أن مقتل زعيم دينكا نقوك على أيدي المسيرية وقوات الجيش السوداني سيقود إلى إشعال المنطقة من جديد، وادانت الخارجية السودانية حادثة مقتل السلطان كوال دينق مجوك ناظر قبيلة دينكا نقوك ، واعربت عن اسفها لمقتله وافراد بعثة الامم المتحدة في ابيي ( يونسفا ) وشخص من قبيلة المسيرية ، واعلنت عن ان السلطات المختصة ستجري تحقيقاً عاجلاً وشاملاً وشفافاً وعادلاً عن الحادث وتقديم من ثبت توطه الى المحاسبة