وزراء الخارجية المغاربيون يتفقون على وضع استراتيجية أمنية لمواجهة الإرهاب

وزير خارجية ليبيا: سائرون في اتجاه توافقي بشأن عقد القمة

TT

قال سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي، إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع رقم 31 لمجلس وزراء خارجية دول المغرب العربي، الذي التأم في الرباط أمس، على وضع استراتيجية أمنية متكاملة وشاملة بين البلدان المغاربية الخمسة، لا تتعلق فقط بالمقاربة العسكرية والاستخباراتية؛ بل تشمل أيضا المجالات القضائية والدينية والثقافية، وذلك من أجل مواجهة مخاطر الإرهاب والجريمة والهجرة السرية.

وأعلن العثماني أنه تم الاتفاق أيضا على إنشاء «المجلس المغاربي للشؤون الدينية»، كما تقرر عقد ندوة في الجزائر حول «الجاليات المغاربية في الخارج» يوم 20 مايو (أيار) الحالي، من أجل التنسيق بشأن قضايا المهاجرين المغاربيين والدفاع عن حقوقهم، إلى جانب تعزيز التعاون فيما يخص القضايا الاقتصادية ودعم فرص الاستثمار.

من جهته، قال مراد مدلسي، وزير الخارجية الجزائري إن العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر تعرف تطورا إيجابيا، بيد أن «الجو العام» لا يساعد على المضي في الاتجاه الصحيح.

ودعا مدلسي وسائل الإعلام المغربية إلى خلق جوي إيجابي يساعد على أن تتطور هذه العلاقات بشكل سريع وتصبح طبيعية على جميع المستويات، وأضاف: «كفى من التصريحات التي ترجعنا إلى الوراء». وأوضح مدلسي، الذي كان يتحدث في لقاء صحافي نظم بالرباط أمس عقب اختتام الدورة رقم 31 لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، أن المغرب والجزائر اتفقا على ترك القضايا الخلافية جانبا، وعلى رأسها نزاع الصحراء، الذي اتفق الجانبان على أن لا يطرح على المستوى الثنائي، طالما أن النزاع معروض على الأمم المتحدة.

أما بشأن فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ 1994، فقال مدلسي إن الحدود لا شك أنها ستفتح، بيد أن هذا الموضوع غير مطروح ضمن جدول أعمال اتحاد المغرب العربي، مشيرا إلى أن كل القضايا قابلة للحل مثل المخدرات والهجرة، وحتى القضايا الموروثة منذ 20 عاما.

وردا على سؤال حول الانتقادات الشديدة التي وجهتها الجزائر على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية بشأن تصريحات حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، الذي طالب أخيرا، باسترجاع «تندوف وبشار وحاسي بيضة وقنادسة» من الجزائر باعتبارها أراضي مغربية، والتي اعتبرت مستفزة ودعوة إلى إعادة النظر في اتفاق رسم الحدود، الذي وقع بين البلدين عام 1972، قال مدلسي: «إذا كانت الحدود مغلقة بين البلدان، فالجزائريون آذانهم مفتوحة، فكيف تريدوننا أن نسمع تصريحات من بعض الإخوان، سامحهم الله، عن أمور انتهينا منها منذ زمان من دون أن يكون لدينا رد فعل تجاهها؟». وردا على سؤال حول صحة الرئيس الجزائري، قال مدلسي إنها «ممتازة».

وفي موضوع ذي صلة، وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما إذا كان وزراء خارجية الدول المغاربية قد اتفقوا خلال اجتماعهم في الرباط، على تحديد موعد جديد لعقد القمة المغاربية، وأسباب تعثر انعقادها، قال محمد عبد العزيز، وزير الخارجية الليبي، إن الدول المغاربية تثمن مبادرة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الذي زار من قبل العواصم المغاربية من أجل الدعوة إلى عقد القمة المغاربية، «بيد أن عقد هذه القمة يجب أن يتم على أرضية صلبة، ويسبقها إعداد جيد»، مشيرا إلى أن عدم انعقاد هذه القمة لا يعني أن مؤسسات الاتحاد المغاربي متوقفة، «فهناك نقلة نوعية بشأن تعزيز التعاون وإبرام الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات». وأضاف: «نحن سائرون في اتجاه توافقي بشأن عقد القمة، ونتمنى أن تعقد في أقرب وقت، وأن نترك الخلافات على جنب، ونركز على القضايا التي توحدنا لا تلك التي تفرقنا».