الأمير سعود الفيصل: خادم الحرمين الشريفين عزز مكانة ودور بلاده المحوري سياسيا واقتصاديا وثقافيا

وزير الخارجية السعودي أوضح إن إنجازات الملك عبد الله لا تقتصر على الفترة التي تولى فيها الحكم

خادم الحرمين خلال ترؤسه الجلسة الافتتاحية لأحد المؤتمرات الإسلامية العالمية للحوار في مكة المكرمة
TT

أوضح الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أولى مبدأ تعزيز مكانة المملكة الدولية وتعضيد دورها المحوري جل اهتمامه، وعمل بهمة لا تهون وعزم لا يلين على إبراز دور بلاده السياسي والاقتصادي والثقافي والتأكيد على مبادئها كدولة داعمة للسلام والتنمية محبة للخير ومساهمة بفعالية في كل أطر التعاون والتنسيق. وجاء في كلمة لوزير الخارجية بمناسبة الذكرى الثامنة لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم:

«من المتعذر على أي منصف عاصر العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود منذ توليه مقاليد الحكم وراقب عن كثب مواقفه وإنجازاته أن يوفيها حقها من الشرح والتوضيح في تصريح أو مقال عابر.

إن إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في داخل البلاد وخارجها لا تقتصر على الفترة التي تولى فيها الحكم فحسب، بل إنها تتجذر وتتأصل منذ أن تولى - حفظه الله - مهامه ومناصبه المختلفة كرجل دولة في عهود من سبقوه من إخوته الملوك الميامين.

لقد تنامت اهتماماته - حفظه الله - بالشأن الإقليمي والدولي منذ أن تولى ولاية العهد لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، تغمده الله بواسع رحمته، الذي أسند له بكل الثقة عددا من المهام المتعلقة بالسياسة الخارجية وبالعلاقات الإقليمية والدولية استثمارا لرؤيته الثاقبة ونظره البعيد وفكره الاستراتيجي ونزعته الخيرة إلى المبادرة إلى ما فيه مصلحة المملكة، وتقوية وتعزيز دورها ومكانتها الدولية، الأمر الذي أتاح له أن يحقق رؤاه الطموحة ويترجمها في عدد من المبادرات العظيمة الهادفة إلى الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين وتعزيز التنمية وما يتصل بها من جهود ومبادرات، والمنصف لا يستطيع أن يفصل جهوده قبل توليه الحكم عن تلك التي تمت في فترة حكمه نظرا لاتصالها واستمرارها وتواليها.

لقد أولى - حفظه الله - مبدأ تعزيز مكانة المملكة الدولية وتعضيد دورها المحوري جل اهتمامه وعمل بهمة لا تهون وعزم لا يلين على إبراز دور المملكة السياسي والاقتصادي والثقافي والتأكيد على مبادئها كدولة داعمة للسلام والتنمية محبة للخير ومساهمة بفعالية في كل أطر التعاون والتنسيق، وفي هذا السياق أستطيع الإشارة بالمثال لا الحصر إلى بعض جهود الخيرة فقد عمل - حفظه الله - على تقوية العلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة وتطويرها إلى علاقات استراتيجية تقوم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة بما يعود بالنفع والخير على الطرفين، وأولى مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية عنايته ومتابعته الفائقة إلى أن أطلق مبادرته الرائدة بالانتقال بالمجلس من إطار التعاون إلى إطار الاتحاد.

وسعى بكل ما يستطيع إلى دعم وحدة العرب وتعزيز تعاونهم ودعم الجامعة العربية دعما قويا يساعدها على تخطي العقبات وتحقيق الطموحات والآمال. وفي هذا الإطار فقد حرص - حفظه الله - على إزالة الشوائب والآثار السلبية التي اجتاحت العلاقات العربية - العربية أو تلك التي تعرضت لها علاقات الفصائل المختلفة من شعب عربي واحد، حيث رعى لقاءات ومجالس الصلح والاتفاق بين الإخوة الفلسطينيين وبين الأطراف المختلفة في لبنان الشقيق وكذلك في الصومال، وهيأ الأجواء الملائمة لتحقيق الوفاق المنشود، بالإضافة إلى دعمه المستمر للقضية الفلسطينية في المناسبات والمحافل كافة.

كما عمل جاهدا ومن خلال مبادرات متوالية على تعزيز مسيرة العمل الإسلامي ووضع إمكانيات المملكة السياسية والاقتصادية في خدمة هذا الهدف واستضافة مؤتمرات القمة الاعتيادية والطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، وتبني برامج التنمية في إطارها ولعل أهمها البرنامج العشري الذي تم اعتماده في قمة مكة سنة 2005م.

وواصل مشاركة المملكة الفاعلة في الجهود الدولية في إطار هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها ووكالتها المتخصصة انطلاقا من الوزن الدولي الذي تحظى به المملكة منذ أن شاركت في تأسيس الأمم المتحدة إلى عهدنا الحاضر، وعزز من مشاركة المملكة في كل لقاءات ومؤتمرات ومنتديات الحوار السياسي والاقتصادي والثقافي مع المجموعات الإقليمية التي أصبحت في حد ذاتها آليات داعمة ومعززة للتعاون والتنسيق والتقارب بين دول العالم، كما عزز مكانة المملكة الرفيعة كقوة اقتصادية لها اعتبارها من خلال وجودها عضوا في مجموعة العشرين مع الدول العظمى ذات التأثير الأكبر على المستوى الدولي، وفي عدد من التجمعات الاقتصادية المهمة.

وأطلق - حفظه الله - مبادراته العظيمة تجاه عدد من القضايا التي تشغل العالم في عصرنا الحاضر، مؤكدا دور المملكة المهم وموقفها الإيجابي من خلال دعوته إلى تعزيز التعاون الدولي ورفع درجة التنسيق لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله وطرقه إلى أن تحقق، بمبادرة منه، تأسيس مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب كآلية للتنسيق الدولي، وأطلق مبادرته السامية لتعزيز التقارب والحوار بين أتباع الأديان والحضارات على أكثر من صعيد مما أسهم في تحسين الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين، أسس جائزته للترجمة سعيا لتيسير التفاهم بين شعوب العالم وثقافاته المختلفة، وهذا فيض من غيض ونقطة من بحر إنجازاته أسوقها للاستشهاد بها في مناسبة عظيمة في الذكرى الثامنة لتوليه - أيده الله - الحكم، إضافة إلى إنجازاته الجبارة والعملاقة على المستوى الوطني والتي لا تخفى على أحد».