41 دولة تبدأ مناورات بحرية في الخليج لحماية التجارة الدولية

بقيادة أميركية ومشاركة 35 سفينة و18 غواصة وطائرات «درون».. وتهدف لمكافحة الألغام والحفاظ على حرية الملاحة

TT

انطلقت في مياه الخليج مناورات بحرية هي الأكبر من نوعها، تشارك فيها 41 دولة بقيادة الولايات المتحدة، وتستمر حتى نهاية الشهر، بهدف مكافحة الألغام في الخليج وحراسة السفن التجارية وحماية منصات النفط.

وأعلنت البحرية الأميركية، أمس، مشاركتها في المناورات للعام الثاني على التوالي، وأشار الفريق أول بحري جون ميللر قائد الأسطول الخامس بالقوات البحرية التابعة للقيادة المركزية إلى أن المناورات «آي إم سي إم إي إكس 13»، التي تجري في المنامة بالبحرين تعد أكبر مناورات من نوعها في المنطقة، وتجري بهدف القيام بعمليات لضمان حماية التجارة البحرية الدولية وحماية البنية التحتية وعمليات لإزالة الألغام وتأمين العمليات الأمنية البحرية.

وأضاف الأدميرال ميللر: «نحن سعداء بمشاركة 40 دولة في هذه المناورات، بهدف تعزيز قدرة البحرية الدولية في الحفاظ على حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية، وهذه المشاركة الكبيرة تؤكد الاستجابة الدولية لمكافحة الألغام، إذا ما قام أي شخص بوضع تلك الألغام في المياه».

وأضاف: «هذه المشاركة الكبيرة ترسل رسالة بأن عددا كبيرا من دول العالم سيتصرف، وإذا فكر أحد في وضع ألغام في المياه، فإنه سيدفع ثمن ذلك».

وشدد ميللر على أهمية الممرات البحرية في الخليج في الاقتصاد العالمي، وضرورة ردع أي دولة تفكر في زرع ألغام في تلك الممرات البحرية التي تشمل نسبة 20 في المائة من طرق إمدادات النفط العالمي.

وقال إن «اليابان تحصل على 75 في المائة من نفطها من دول الخليج، وتحصل الصين على 70 في المائة من نفطها من دول الخليج، لذا فإن توقف تدفق النفط فجأة سيؤثر على الاقتصاد، ومن المهم للعالم حماية تلك الطرق المائية وضمان التدفق الحر لإمدادات النفط».

وأضاف: «لا يمكن أن يكون هناك سوء فهم.. إن تلك المناورات هي شكل من أشكال التدريبات الهجومية، لأن نشاط مكافحة الألغام تدريبات دفاعية بطبيعتها»، موضحا أن تلك المناورات ليست مصممة لمواجهة التهديدات الإيرانية، وتصريحات إيران بمنع مسارات النفط الخليجي، ردا على العقوبات الغربية، وتوقع أن تراقب البحرية الإيرانية تلك المناورات عن كثب.

وأوضح قائد الأسطول الخامس البحري الأميركي أن المناورات تضم 35 سفينة و18 غواصة «UUVs»، وأكثر من 100 كاسحة ألغام «EOD» وتتم المناورات على 3 مراحل؛ المرحلة الأولي هي ندوات لمدة 3 أيام حول حماية البنية التحتية البحرية، ثم مرحلة عمليات ومناورات حرة، ثم مناورات متكاملة يشارك فيها الأسطول الملكي البريطاني والسفن الهجومية البرمائية لتدريبات إزالة الألغام، وتمارين على الزوارق الصغيرة وسفن «Seafox» التي تستخدم أجهزة سونار وصواريخ موجهة للكشف عن الأجسام تحت المياه، وتدريبات على عمليات استخدام السفن من دون قائد التي يتم التحكم فيها من بعد، ثم يناقش المشاركون نتائج تلك التدريبات والمناورات وأفضل الممارسات والدروس المستفادة للتمارين المقبلة للحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة في جميع أنحاء الخليج، خاصة نقاط الاختناق عند مضيق هرمز ومضيق باب المندب.

وتفاخر ميللر بأحدث التكنولوجيات المستخدمة في مناورات مكافحة الألغام، وقال: «لدينا مزيد من السفن الآلية من دون قائد وزوارق تعمل تحت درجات حرارة عالية، وغواصات يمكنها العمل لأكثر من 500 ساعة، وقد تم استبدال القدرات البشرية في استخدام تلك الغواصات باستخدام تكنولوجيات حديثة من دون طيار، وأتوقع أكثر من ذلك في المستقبل، بحيث لا نعتمد على جنود بحارة في إزالة الألغام».

وأشار إلى أن المناورات تتم بأسلوب المناورات التي جرت العام الماضي، والجديد في المناورات هذا العام تدريبات لحماية سفن الشحن، بدءا من نقطة انطلاقها إلى نقطة وصولها، وتأمين الموانئ والمحطات البحرية، حيث يشارك ممثلون من صناعة الشحن البحري في عمليات التخطيط والتدريب، وكيفية التعامل مع التسريبات النفطية.

ولم تعلن حتى الآن أسماء البلدان التي ستشارك في المناورات، ولكن من المعروف أن بريطانيا وفرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي وبلدانا في الشرق الأوسط ودولا أخرى، مثل إستونيا ونيوزيلندا، شاركت في التدريبات التي جرت في العام الماضي. وكانت صحيفة «غارديان» البريطانية أشارت، الأسبوع الماضي، إلى إرسال بريطانيا غواصات موجهة آليا إلى الخليج العربي في مناورات تشترك فيها مع 40 دولة.

وشهدت الأسابيع الماضية مناورات خليجية مشتركة، بين دول مجلس التعاون ودول غربية بقطر، وكان ختامها «تمرين حسم العقبان»، الذي نفذته القوات المسلحة القطرية في منطقة القلايل، بمشاركة 15 دولة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والأردن ولبنان، بالإضافة لدول مجلس التعاون وقوات درع الجزيرة.

وتعد المناورات المزمع قيامها، بحسب الخبراء، أكبر مناورات تجري في المنطقة، ويحاول كثيرون الربط بينها وبين الانتخابات الرئاسية الإيرانية، والاستعداد لضربة محتملة لنظام طهران. لكن الخبير الاستراتيجي الإيراني أمير موسوي، قال في تصريحات إن للولايات المتحدة مصالح استراتيجية في المنطقة، وإن هناك مؤشرات كثيرة تدل على عدم نشوب حرب بين إيران وأميركا. وأشار موقع «أنباء موسكو»، نقلا عن مصادر روسية، إلى أن المناورات الأميركية في الخليج هدفها زرع الألغام لا إزالتها، وحذر محللون روس من عواقب قيام الغرب بأي عمل عسكري ضد إيران، معتبرين أن هدف التدريبات العسكرية الأميركية المقبلة في منطقة الخليج ليس إزالة الألغام، بل زرعها عبر الضغط على إيران وهي على عتبة الانتخابات الرئاسية، وتعميق الشرخ السني - الشيعي في المنطقة.