نتنياهو يطالب الصين بعدم عرقلة تشديد العقوبات على إيران

الولايات المتحدة وضعت قيودا على بيع خبرات أمنية من إسرائيل قبل الزيارة

TT

أمضى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يومه الأول في زيارة الصين بالعاصمة الاقتصادية شانغهاي، مؤكدا هدفه الأول من الزيارة، وهو توسيع الصادرات الإسرائيلية إلى الصين. ولكن مصادر سياسية مرافقة له ذكرت أن أهداف الزيارة السياسية تتعلق بالموضوع الإيراني والسوري، وأن الصينيين يريدون البحث معه أيضا في الموضوع الفلسطيني، مع وجود الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أيضا، في بكين. وهناك مساعٍ لجمعه مع نتنياهو.

وقالت هذه المصادر إن القادة الصينيين توجهوا إلى عباس ونتنياهو لعقد لقاء ثلاثي مع الرئيس الصيني، لكن احتمالات التجاوب ما زالت ضئيلة.

وأكدت المصادر السياسية الإسرائيلية أن نتنياهو ينوي دعوة الصين إلى تخفيف معارضتها لفرض المزيد من العقوبات المشددة على إيران، حتى تتخلى عن برنامجها النووي العسكري. وسيحاول ضم الصين إلى الجهود لمنع تسرب أسلحة كيماوية سورية إلى حزب الله أو إلى قوى المعارضة. ولكنه يعلم أن احتمالات التجاوب الصيني مع رغباته ضعيفة جدا، خصوصا أن الحكومة الصينية انتقدت قصف إسرائيل لمواقع العسكرية داخل سوريا يومي الجمعة والأحد الماضيين.

وكشف النقاب، أمس، أن رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أفيف كوخافي، كان قد سبق نتنياهو إلى الصين، قبل 10 أيام، عارضا وثائق ومعلومات تفيد بأن إيران تخدع أصدقاءها في روسيا والصين بشأن تطوير قدراتها النووية العسكرية.

ويبقى الهدف الأساسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي من هذه الزيارة الموضوع الاقتصادي؛ فإسرائيل، التي تصدر إلى الصين بضائع وخبرات تصل قيمتها إلى 2.7 مليار دولار في السنة، وتستورد منها بضائع بقيمة 5.7 مليار دولار، تريد رفع الصادرات الإسرائيلية إلى 4 مليارات خلال 3 سنوات.

وتحاول الصين بالمقابل الحصول على خبرات وتقنيات إسرائيلية متطورة في المجال العسكري، لكن الولايات المتحدة تضع قيودا مشددة على الاتجار العسكري الإسرائيلي مع الصين، باعتبار ذلك يمس بالمصالح الأميركية.

وقال مصدر إسرائيلي، أمس، لصحيفة «هآرتس»، إن اتصالات إسرائيلية - أميركية على أعلى المستويات، جرت، في الشهور الأخيرة، بشأن مضمون زيارة نتنياهو وأن المسؤولين الأميركيين منعوا إسرائيل من طرح أي صفقة لنقل خبرات تكنولوجية عسكرية عالية إلى الصين. وطلبت من نتنياهو أن يحذر من أي خرق للحدود التي رسموها في هذا المجال، علما بأن الولايات المتحدة كانت قد عاقبت إسرائيل في الماضي على بيع خبرات أمنية متطورة للصين، وأجبرتها على إلغاء صفقات موقعة. وأصدرت أوامر منع دخول الولايات المتحدة لمدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية في ذلك الوقت عاموس يلين، الذي وقع على تلك الصفقة.

وكان نتنياهو قد أدلى بتصريحات، أمس، في شانغهاي، يحاول من خلالها فتح قلوب المسؤولين الصينيين أمام الإسرائيليين، فقال، خلال لقاء عقده مع رجال أعمال إسرائيليين وصينيين، بمشاركة مدير عام الخارجية الصينية: «زرت شانغهاي في عام 1988، وهي كانت حينئذ مدينة مدهشة، وهي أكثر إدهاشا اليوم. إن هذه المدينة تمثل مستقبل الصين والعالم أجمع. وأنا أومن أن إسرائيل تستطيع أن تكون جزءا من هذا المستقبل. ولكننا لا ننسى الماضي، واليهود الذين هربوا من النازيين إبان المحرقة وجدوا مأوى في شانغهاي، فلن ننسى ذلك. واليوم نريد أن نتبنى المستقبل، وهذا المستقبل يعود لدول تستطيع أن تنتج منتجات فكرية، وهذا يمكن أن يضيف قيمة للمنتجات والخدمات. هكذا يتم تأمين زيادة مستوى المعيشة. والمستقبل يعود إلى الرواد في الحداثة والتكنولوجيا. إن إسرائيل لا تتمتع بمساحة الأراضي الصينية، ولدينا 8 ملايين مواطن فقط, مما يعتبر ثلث سكان شانغهاي. ولكننا ننتج أكثر منتجات فكرية من أي دولة أخرى في العالم مقارنة بعدد السكان. وإذا خلقنا شراكة بين البراعة الإسرائيلية وقدرة التصنيع الصينية، فسنحصل على مزيج رابح. وشانغهاي تستحق ذلك لأن ميزان التجارة بيننا متساوٍ، وهي تعتبر بوابة الصين. أود أن أنتهز هذه الزيارة من أجل خلق الشراكات في جميع المجالات، زرت هذا الصباح مجمع تكنولوجيا وفي جميع المجالات التي شاهدتها هناك توجد 6 أو 7 شركات إسرائيلية تستطيع أن تساهم فيها. لذا، أود أن أشكركم على حسن استقبالي وعلى التعاون الراهن وعلى توسيعه في المستقبل».