لندن تحتضن اليوم مؤتمرا بشأن الصومال بمشاركة 50 بلدا ومنظمة دولية

الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء البريطاني يترأسانه

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون
TT

من المقرر أن تنطلق اليوم أعمال مؤتمر لندن الدولي الثاني حول الصومال بمشاركة ممثلي نحو 50 دولة ومنظمة مهتمة بالشأن في الصومال، إضافة إلى عدد من رؤساء الدول الأفريقية والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

ووصل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى لندن وبرفقته وفد وزاري وبرلماني كبير للمشاركة في المؤتمر وطرح وجهة نظر الحكومة. ووفقا للمتحدث باسم الرئاسة الصومالية فإن وفد الرئيس الصومالي يضم كلا من وزيرة الخارجية فوزية يوسف حاج، ووزير الدفاع عبد الحكيم فقي، ووزير المالية محمود سليمان، ووزير العدل عبد الله أبين ووزير شؤون الرئاسة فارح عبد القادر.

وقال عبد الرحمن يريسو المتحدث باسم الرئيس الصومالي إن «الرئيس حسن شيخ محمود سيقدم إلى المؤتمر برنامجا مفصلا حول احتياجات الصومال، ولا سيما إصلاح وتطوير قطاعات الأمن والعدالة، وكذلك تطوير نظم الإدارة المالية العامة»، مشيرا إلى أن الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء البريطاني سوف يترأسان المؤتمر، الذي يهدف إلى توفير الدعم الدولي للحكومة الصومالية الجديدة. ويشارك في هذا المؤتمر أكثر من خمسين دولة ومنظمة دولية وإقليمية مهتمة بالشأن الصومالي، بما في ذلك الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وصندوق النقد والبنك الدوليان. وسوف تكون هناك فرص أيضا للشتات الصومالي وقادة منظمات المجتمع المدني للمشاركة في هذا المؤتمر. ومن المتوقع أيضا أن يصدر المؤتمر قرارات لتأييد الحوار والمفاوضات بين الحكومة الاتحادية الصومالية وأرض الصومال (التي تقاطع هذا المؤتمر) لبناء الثقة والتعاون بينهما. وكذلك تأييد قرار مجلس الأمن بتشكيل بعثة جديدة للأمم المتحدة للصومال بقيادة الدبلوماسي البريطاني نيكولاس كاي.

في هذه الأثناء تنظم بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال اجتماعا للصوماليين في الشتات على هامش مؤتمر لندن الدولي حول الصومال، بمشاركة زعماء الجاليات الصومالية في المهاجر، والمهنيين والأكاديميين والمنظمات النسائية والمجموعات الشبابية من الصوماليين في الشتات وذكر الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الصومال السفير محمد صالح النظيف إلى أن ذلك الاجتماع القادم للصوماليين في الشتات مهم لجهود إعادة إعمار البلاد، كما أنه سوف يسهل مساهمات المغتربين في تنفيذ الدعائم الست التي وضعها الرئيس الصومالي لدى تسلمه منصبه.

وقال النظيف: «يهدف الاجتماع في إشراك آراء الصوماليين في الشتات بشأن الوضع في بلدهم وتعبئة المهارات اللازمة من الشتات لتوفير القوى العاملة الماهرة لإعادة بناء الدولة الصومالية»، مشيرا إلى أن عقد هذا الاجتماع جزء من جهود بعثة الاتحاد الأفريقي لتعزيز دور الصوماليين في المهجر في دعم عملية السلام في البلاد. وأضاف النظيف «الصومال وصل إلى مرحلة حرجة جدا في تاريخه السياسي والاقتصادي، وبالتالي نحن في بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال سوف نسعى من خلال هذا الاجتماع إلى توفير منبر يمكن من خلاله تعبئة المهنيين من ذوي المهارات من الشتات لتوفير القوى العاملة الماهرة التي تشتد الحاجة إليها لإعادة بناء بلدهم. كما أن هذا الاجتماع سوف يسهل أيضا إنشاء قناة فعالة للاتصال بين الصوماليين في المهجر وقوات الاتحاد الأفريقي». وأشار الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى أنه رغم استمرار بعثة الاتحاد الأفريقي والتفاعل والمشاركة مع مختلف أصحاب المصلحة داخل البلد، كان هناك تفاعل محدود مع الشتات الصومالي. وقال: «هذا التفاعل المحدود مع الشتات الصومالي الذي يمثل أحد المقومات الهامة وأصحاب المصلحة، قد ساهم في عدم التقدير الكافي لأنشطة وجهود بعثة الاتحاد الأفريقي لاستعادة السلام والاستقرار في البلاد».

وذكرت بعثة الاتحاد الأفريقي إلى أن المشاركين في هذا الاجتماع هم زعماء الجاليات الصومالية، والمهنيين والأكاديميين والمنظمات النسائية والمجموعات الشبابية من الصوماليين في الشتات. كما أن قادة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية التي مقرها في الصومال فضلا عن كبار المسؤولين في الحكومة الاتحادية والشركاء الدوليين للصومال سيحضرون هذا الاجتماع.

على الصعيد الميداني أطلقت إدارة محافظة مقديشو مبادرة أمنية جديدة لحراسة الأحياء، وهي حملة تعتمد على تعاون السكان بشكل طوعي مع الشرطة المحلية لإحباط العمليات الإرهابية والأنشطة الإجرامية. ويأتي هذا بعد يوم دام في العاصمة نتيجة هجوم انتحاري على موكب لوزارة الداخلية كان يقل وفدا قطريا كان يقوم بزيارة رسمية إلى العاصمة في إطار برنامج لدعم الميزانية الحكومية مما أسفر عن مصرع 8 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من عشرين آخرين معظمهم من المدنيين فيما نجا أعضاء الوفد القطري من الهجوم. كما أصيب خمسة جنود حكوميين نتيجة انفجار لغم أرضي استهدف سيارتهم أثناء حراستهم لطريق كان سيسلكه موكب الرئيس الصومالي لإلقاء خطاب جماهيري في غرب مقديشو.

وأغلقت قوات الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي عددا من الشوارع المهمة في العاصمة وتجري عمليات تفتيش واسعة للسيارات والمارة، في عملية أمنية واسعة النطاق شارك فيها مئات الجنود والشرطة إضافة إلى القوات الأفريقية المزودة بالمصفحات، ومنعت المركبات من استخدام الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي ومبنى البرلمان.

وتقول إدارة العاصمة بأن «هذه المبادرة تأتي في إطار برنامج تعزيز التكامل الاجتماعي بين أحياء العاصمة مقديشو»، مشيرا إلى أنهم «ينوون توسيع هذه المبادرة لتشمل المناطق الست عشرة كافة حتى يتعزز أمن العاصمة مقديشو». وبحسب هذه المبادرة يتم تقسيم كل حي إلى وحدات تتكون كل منها من خمسين منزلا، ويحدد لكل وحدة منها قائد مسؤول عن إبلاغ الشرطة بأي أنشطة مشبوهة في الشارع. وإضافة إلى ذلك، يعقد قادة هذه الوحدات اجتماعات أسبوعية مع السكان المحليين لمناقشة المسائل الأمنية وتعزيز حس المسؤولية المجتمعية تجاه الأمن في الأحياء.

وترى إدارة مقديشو أن هذا البرنامج الجديد سوف يساعد السلطات الأمنية على جمع معلومات أمنية أكثر دقة، من شأنها إحباط ومنع أي هجمات تهدد أمن العاصمة. وذكر يوسف أن «تقسيم الأحياء إلى شوارع يجعل من السهل رصد النشاطات المشبوهة ومراقبتها والإبلاغ عن أي شخص يحاول إثارة المشاكل أو تهديد الاستقرار وإفادة العناصر الأمنية كالشرطة وقوات الأمن».