مجلس النواب العراقي يطالب دمشق بالرد

ردود الفعل على الغارات الإسرائيلية بين الإدانة عربيا والقلق دوليا

TT

توالت ردود الفعل على الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية سورية في محيط العاصمة دمشق. وتراوحت ردود الأفعال بين دعوات للرد على هذه الغارات وإدانة لها ومطالبة مجلس الأمن بإدانتها وبين معبر عن قلقه من تطورها.

فقد دعا رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرد على الغارات الإسرائيلية، التي رأى فيها انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة. وطالب «الدول العربية باتخاذ موقف موحد تجاه العدوان الإسرائيلي، كون الاعتداء استهدافا لأرض عربية وشعب عربي وانتهاكا واضحا وغير مقبول لميثاق الأمم المتحدة». وفي ذات الوقت دعا النجيفي النظام السوري إلى مراجعة «سياسته باستخدامه كل وسائل العنف وأنواع الأسلحة الفتاكة ضد شعبه الأعزل».

وأدان مجلس النواب الأردني الغارات، داعيا جامعة الدول العربية إلى التحرك من أجل منع تكرار مثل هذه «الاعتداءات» التي قال إنها تعرض المنطقة إلى «مزيد من الفوضى وعدم الأمن والاستقرار». وأعرب المجلس في بيان «عن إدانته واستنكاره للاعتداء السافر على سوريا الذي يعد انتهاكا خطيرا لسيادة دولة شقيقة». وأضاف أن «الاعتداء سيزيد الأوضاع المتأزمة في سوريا سوءا وتعقيدا ويعرض المنطقة برمتها إلى المزيد من الفوضى وعدم الأمن والاستقرار»، ورأى فيه «مخالفة واضحة لكل المواثيق والقوانين الدولية»، مؤكدا ضرورة أن «يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لمواجهة الممارسات الإسرائيلية ووضع حد للتجاوزات المتكررة من قبل إسرائيل على الشعب والأرض السورية». ودعا المجلس الدول العربية كافة «للتحرك الفوري من خلال مؤسسات الجامعة العربية المختلفة والاتحاد البرلماني العربي والبرلمان العربي لوقف ومنع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا».

وأدانت تونس أيضا الغارات، وذلك في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، متهمة إسرائيل بترصد «كل الفرص لإشباع أطماعها وإضعاف سوريا في المستقبل مستفيدة من الانقسام السوري بسبب القتال المستمر منذ نحو عامين والمضي قدما في تدمير مقدرات الشعب السوري». ورأت الرئاسة أن الغارات تهدف إلى «إضعاف سوريا المستقبل من منطلق اعتداء يستهدف كل السوريين بقطع النظر عن مواقفهم تجاه الصراع السوري».

ومن جهته قال حزب الله اللبناني، على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ نبيل قاووق، أمس، إن الهدف من الغارات الإسرائيلية على سوريا هو قطع طريق إمدادات المقاومة وإخراج سوريا من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي، واصفا من يحارب في سوريا ضد النظام «إنما يخدم مشروعا وأهدافا إسرائيلية».

ولفت قاووق إلى أن «العدو الإسرائيلي عندما قصف أطراف دمشق أراد أن يغطي الفشل الميداني لأدوات الفتنة، وهذه الغارات ما كانت لتحصل لولا الغطاء الأميركي وجامعة الدول العربية»، منتقدا كذلك «التحريض العربي على استجلاب تدخل خارجي لضرب سوريا حتى باتت بعض الدول العربية والإقليمية في خندق واحد مع إسرائيل، وهؤلاء العرب الذين أحرجهم انتصار المقاومة عام 2000، وأحرج ترسانتهم العسكرية، لأن إسرائيل لا تخشى كل ترسانات الجامعة العربية، وإنما تخشى إرادة وصواريخ ومعادلات المقاومة، وهي التي تعتبر أن العقبة اليوم بينها وبين استثمار المتغيرات في سوريا هو تعاظم قوة حزب الله».

وتوجه «إلى الذين يراهنون على ضعف واستنزاف المقاومة من خلال سوريا»، بالقول إن «قرار المقاومة في لبنان هو بالجهوزية والرد على أي عدوان إسرائيلي».

وأعربت روسيا في بيان لوزارة الخارجية عن قلقها وقالت إن الغارات تهدد بتصعيد التوتر في الدول المجاورة لسوريا. وأضافت «نحن ندرس ونحلل جميع الظروف المحيطة بالأنباء المقلقة للغاية بشأن الغارات». وأضافت أن «المزيد من التصعيد للنزاع المسلح يزيد وبشكل كبير خطر خلق مراكز توتر في لبنان إضافة إلى سوريا، وكذلك زعزعة الاستقرار في الوضع الذي لا يزال مستقرا نسبيا في منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية».

كما دعت موسكو الغرب إلى التوقف عن تسييس مسألة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بعد إشارات إلى استخدام تلك الأسلحة من قبل النظام السوري وقوات المعارضة. وقال البيان «ندعو الغرب بشكل حثيث إلى التوقف عن تسييس هذه المسألة الجدية للغاية وتأجيج جو معاد لسوريا». وأضاف أن موسكو تشارك الأمين العام للأمم المتحدة «قلقه العميق» بشأن تطور الأحداث في سوريا.

ودعت موسكو الغرب إلى التوقف عن تسييس مسألة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بعد إشارات إلى استخدام تلك الأسلحة من قبل النظام السوري وقوات المعارضة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان «نحن ندعو الغرب بشكل حثيث إلى التوقف عن تسييس هذه المسألة الجدية للغاية وتأجيج جو معاد لسوريا».

وانتقدت الصين ضمنيا إسرائيل بالتزامن مع بدء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلة إن بكين تعارض استخدام القوة وتحث على ضبط النفس واحترام سيادة الدول. وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية «نعارض استخدام القوة العسكرية ونعتقد أنه يجب احترام سيادة أي دولة». وأضافت «تدعو الصين أيضا كل الأطراف المعنية إلى الانطلاق من قاعدة احترام السلام والاستقرار الإقليميين وضبط النفس وتفادي أي تصرفات قد تصعد من التوترات وأن تعمل بشكل مشترك على حماية السلام والاستقرار الإقليميين».

وأعرب الاتحاد الأوروبي أيضا عن قلقه من احتمال توسع النزاع السوري بعد الغارات وذلك بعد أن أدان «كافة أشكال العنف في المنطقة». وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون خلال مؤتمر صحافي في بروكسل «نتابع بقلق كبير تطور الوضع في سوريا وخصوصا إمكانية امتداد النزاع وراء الحدود». وناشد «الجميع بذل الجهود لعدم التأثير على الاستقرار الهش أصلا في المنطقة». وقال «نوجه نداء عاجلا للأطراف كافة لإيجاد حل سياسي. إنه السبيل الوحيد».

ومن هونغ كونغ دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى «حل سياسي» للنزاع في سوريا. وقال إن «الوضع في سوريا مأساة حقيقية» تطال الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان، مضيفا «لم تعد المسألة مأساة محلية بل إقليمية». وأضاف «علينا أن نسعى لحل سياسي»، ذاكرا إمكانية تشكيل «حكومة سورية انتقالية». وحذر من أنه «إذا ما استمر هذا الوضع، فقد يتحول إلى كارثة إنسانية وسياسية». وقال فابيوس «يمكننا أن نتفهم (إسرائيل) لكن في ذلك مجازفة» لأنه «إذا ما امتد النزاع إلى الدول المجاورة، فسيكون هذا منعطفا في طبيعة هذا النزاع».

وكان نظيره البريطاني ويليام هيغ قد اعتبر أول من أمس أن الغارة تصور «المخاطر المتزايدة على السلام».