مؤيدون للأسد مستاؤون من عدم الرد على الغارة الإسرائيلية

الائتلاف يحمل النظام مسؤولية إضعاف الجيش ووضعه بحالة «تخبط»

TT

لأول مرة منذ بدء الثورة السورية، يشعر باسل، 21 عاما، بالاستياء من النظام السوري. فقد كان باسل من أشد المؤيدين له قبل الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عسكرية سورية في دمشق، ليتحول التأييد بعدها إلى نقمة عليه. وقال باسل لـ«الشرق الأوسط»: «خدعنا الجيش السوري.. كان بنظرنا بطلا ويدافع عن الدولة، لكن عجزه عن الرد على الغارة الإسرائيلية كشف زيف الادعاءات ووهم القوة».

وانضم باسل الذي يدرس في إحدى الجامعات في لبنان إلى سوريين آخرين، بعضهم محايد، وجدوا في عجز النظام عن صد الغارة الإسرائيلية إثباتا على أن القوات النظامية «شكلت لقمع السوريين، وقتل المعارضين، وليس لصد الاعتداءات الإسرائيلية». العجز عن الرد، بنظرهم، «إثبات على ما تقوله المعارضة إن قوة النظام وهمية». ورأى باسل أن النظام السوري «خسر هيبته»، موضحا أن «التأييد له ينطلق من الوهم القائم أنه قادر على الدفاع عن سوريا في وجه إسرائيل»، لكن الغارة الأخيرة «بدلت صورته بنظرنا، وأثبتت أن موازنة الدولة التي كانت مخصصة للقوات العسكرية خسرها السوريون فقط، لأنها لم تجد نفعا عند أول اختبار».

وأكدت الغارة الإسرائيلية الأخيرة أول من أمس، على مواقع عسكرية في ريف دمشق، ما فكر فيه السوريون بعد أول غارة في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي. يقول مصطفى، وهو طالب سوري يدرس الحقوق في إحدى جامعات لبنان، إن «الغارة الأولى رسمت تساؤلات كثيرة عن قدرة سوريا على الرد، أو الدفاع عن أراضيها». ويشرح لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نظن أن الرد في الزمان المناسب جدي.. مرت أشهر ووقعت الغارة الثانية، ولم ترد القوات النظامية»، مؤكدا أن ما تكرر خلال ثلاثة أشهر «أثبت أن الجيش السوري عاجز عن الرد، وليس أكثر من جيش مدرب لقمع المعارضين».

الاستياء من الصمت العسكري طغى على مشاعر السوريين، وخصوصا المؤيدين للنظام والمحايدين. وغرق معظمهم في صمت مطبق على صفحات التواصل الاجتماعي، لجهة عدم الرد على المعارضين الذين يتهمون النظام بـ«القتل في الداخل والعجز عن مواجهة إسرائيل». وفي مقابل اشتعال صفحات المعارضين بالتعليقات التي تدين تقاعس دمشق عن الرد، وعجزها عن مواجهة إسرائيل، وإصرارها على قتل السوريين، لم يقدم الناشطون المؤيدون، على غير عادتهم، أي تعليق معارض للنظام. ويكتفي هؤلاء بنشر صور للدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية على المواقع العسكرية في جمرايا.

وازداد السخط أمس، بعد تناقل أنباء على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن عدد قتلى الجيش النظامي في الغارات الإسرائيلية تجاوز الـ1200 قتيل، بينهم 150 ضابطا برتب مختلفة، فضلا عن 800 جريح أكثرهم في حالة حرجة، بالإضافة إلى فقدان آخرين، رغم أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بمقتل 42 جنديا فقط. هذا النبأ دفع ناشطين للتعبير عن سخطهم من انكفاء الجيش السوري عن الرد. ودون أحدهم: «ألا تكفي النظام مذلة قتل هذا العدد، من غير استعادة كرامة جنودنا؟».

في هذا الوقت ندد الائتلاف الوطني السوري بالهجوم الإسرائيلي على مركز البحوث العلمية في جمرايا قرب دمشق، وحمل نظام الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية الكاملة عن إضعاف الجيش السوري عبر جره إلى معركة خاسرة ضد الشعب السوري الذي يمده بأسباب وجوده وقوته.

واعتبر الائتلاف، في بيان، أن «النظام الذي يدعي الممانعة يضع سوريا وإمكانياتها التي شكلت دائما جبهة مهمة في مواجهة العدوان الإسرائيلي في حالة تخبط، ويعمل من خلال إصراره على حماية مصالح أسرة الأسد والطغمة الحاكمة على تضييع القدرات البشرية وتدمير البنية التحتية وتراجع الاقتصاد الذي يقترب تدريجيا من حالة الانهيار الكامل».