«الحر» يتبرأ من ناشط ظهر على قناة إسرائيلية مرحبا بالغارة

جنبلاط حذر من أن يقدم الاعتداء «ذريعة للنظام لاتهام المعارضة بالعمالة»

TT

نفى الجيش السوري الحر أمس علاقته بحسن رستناوي، بعد إعلان الأخير، عبر القناة الثانية الإسرائيلية، ترحيب المعارضة بالضربة الجوية الإسرائيلية على ريف دمشق، في حين اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أن هذا الاعتداء «من الممكن أن يقدم ذريعة جديدة للنظام السوري لإلصاق تهمة العمالة بالمعارضة بما يتماشى مع اللغة الخشبية التي لطالما ارتكز عليها النظام في تخوينه لخصومه».

وقال رستناوي الذي عرف عن نفسه بأنه ناطق باسم الجيش السوري الحر في حمص إن «فرحة عارمة تملأ قلوب الثوار السوريين والمقاتلين، لأن الضربة دمرت أكبر وأخطر المعاقل الإرهابية، التي يتحصن بها مقاتلو حزب الله وبشار الأسد والحرس الثوري».

وقال رستناوي: «في الفترة الأخيرة كانت القوات الأسدية وميلشيات حزب الله قد تقدمتا، ووصل الجيش الحر إلى درجة يائسة، وهذه الضربات كانت مفيدة جدا وخصوصا في دمشق حيث الغوطة الشرقية والجيش النظامي يتقدم».

لكن الجيش السوري الحر نفى أن يكون لرستناوي أي علاقة به. وأكد المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد أن رستناوي «لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالجيش الحر». وقال على صفحته الخاصة على «فيس بوك» إنه «بعد مراجعة كل قيادات التشكيلات العسكرية والأركان وكبار الضباط تبين عدم معرفة أي أحد به». وأعرب عن اعتقاده بأن هذا الاتصال «تم من أحد مكاتب مخابرات نظام بشار الأسد».

واستغل النظام السوري ظهور رستناوي بالتأكيد على «الترابط العضوي بين المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعبث بأمن سوريا واستقرارها وبين مشغليهم الأساسيين في الكيان الصهيوني». وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن «ما قاله رستناوي يؤكد المعلومات التي رشحت من إسطنبول ولندن، وتفيد بأن جماعة الإخوان المسلمين، ورئيس أركان ما يسمى (الجيش الحر)، أحيطا علما مسبقا بالغارات الإسرائيلية، وطلب منهما اغتنام فرصة الارتباك الذي ستحدثه الغارات للتحرك، لا سيما في دمشق». وأكد التلفزيون الرسمي أن «اللحظات الأولى للغارات الإسرائيلية تزامنت مع تحرك المئات من المسلحين من عناصر (الخلايا النائمة) في وادي بردى ودمشق والمعضمية وحي المزة بدمشق، ومنطقة جوبر شرق العاصمة، لاستهداف المواقع السورية التي استهدفت بالغارات الإسرائيلية».

وكان الجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين المعارضين للنظام السوري، قد نفى ارتباط الغارات الإسرائيلية بعملياته العسكرية، أو تزامنها، مؤكدا أن عملياته «تنفذ يوميا ولا ترتبط بغارات إسرائيلية أو أي شيء، ونحن مستمرون في القتال حتى إسقاط بشار الأسد».

وفي ظل هذا التجاذب، أدان النائب وليد جنبلاط الغارة الإسرائيلية على سوريا، معتبرا أنها «تشكل، في هذه اللحظة السياسية الحساسة بالذات، عنصر تعقيد إضافيا على مجريات الأزمة السورية التي تتخذ أشكالا أكثر ضراوة يوما بعد يوم».

ورأى جنبلاط في موقفه الأسبوعي أن هذا الاعتداء «من الممكن أن يقدم ذريعة جديدة للنظام السوري لإلصاق تهمة العمالة للمعارضة بما يتماشى مع اللغة الخشبية التي لطالما ارتكز عليها النظام في تخوينه لخصومه»، مؤكدا أنه «مهما يكن الموقف من النظام وما يقوم به، إلا أن ذلك لا يبرر القصف الإسرائيلي لسوريا راهنا أو مستقبلا».

وجدد جنبلاط نداءه للدروز: «إن الانخراط في ما يسمى الجيش الوطني واللجان الشعبية التي تأخذ على عاتقها تنفيذ المهام القذرة والانزلاق نحو الخطأ التاريخي الذي حاربه أجدادهم وارتكز آنذاك على قيام دويلة أو كانتون درزي مستقل، كل ذلك من شأنه أن يضرب عرض الحائط الدور التاريخي الذي لعبه العرب الدروز في استقلال سوريا وفي الثورة السورية الكبرى إلى جانب أقرانهم من الوطنيين السوريين من مختلف الطوائف والاتجاهات، وأن يعرض العرب الدروز ومصالحهم ووجودهم للخطر».