لبنان في انتظار جواب النظام السوري حول تبادل المخطوفين بسجينات

وزير الخارجية: لم نبدأ المباحثات مع سوريا بعد

TT

بدأت تظهر بوادر إيجابية على خط قضية اللبنانيين المخطوفين في منطقة أعزاز في حلب منذ نحو سنة، لدى «لواء عاصفة الشمال» في الجيش الحر. فبعدما تسلم وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل لائحة بـ371 اسما لمعتقلات في السجون السورية من المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم، تولى الأخير مهمة التفاوض مع النظام السوري الذي أبدى بحسب أدهم زغيب نجل أحد المخطوفين، تجاوبا في هذه القضية.

وقال زغيب لـ«الشرق الأوسط» «منذ البداية كان النظام السوري يؤكد استعداده الإفراج عن معتقلين مدنيين ويرفض مبادلتهم بعسكريين يحاربون ضده، أما الآن وقد وصلت اللائحة بأسماء النساء فنحن ننتظر الردّ الإيجابي في الـ48 ساعة المقبلة، عبر اللواء إبراهيم الذي من المفترض أن يتوجه إلى سوريا خلال ساعات قليلة». وعن تأجيل لقاء أهالي المخطوفين بوزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، قال زغيب «بكل بساطة لأننا سئمنا سماع الكلام نريد أن نرى أفعالا»، مضيفا «كما أننا لسنا راضين عن أداء الوزير منصور في هذه القضية ونعتبر أن العمل الجدي هو فقط ما يقوم به الوزير شربل واللواء إبراهيم».

بدوره قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، عدنان منصور لـ«الشرق الأوسط» إن «المفاوضات مع النظام السوري لم تبدأ بعد، وبالتالي علينا الانتظار لمعرفة جوابه وما هو رد فعله تجاه عملية التبادل». ورفض منصور القول إن القضية اليوم أصبحت محصورة بقرار النظام (السوري) بعدما قدّمت اللائحة بأسماء المعتقلات، قائلا «هناك ثلاثة أطراف على خط هذه القضية التي يستغلها الخاطفون للابتزاز في كل مرّة من خلال تبديل مطالبهم». وعن اتهام أهالي الخاطفين له بأنّه لا يعمل بجدية في هذا الإطار، أجاب «منذ اختطافهم ونحن نبذل كل جهودنا لإطلاق سراحهم، وخير شاهد على ذلك الاجتماعات التي عقدناها مع المسؤولين الأتراك وزياراتنا لتركيا»، آملا أن تنتهي هذه القضية اليوم قبل غد ويعود المخطوفون إلى أهلهم سالمين.

وكان اعتصام أهالي المخطوفين المفتوح منذ نحو شهر، استمر أمس أمام المركز الثقافي ومكتب الطيران التركيين في وسط بيروت، في ظل إجراءات أمنية مشددة. وأكد خلاله زغيب على المضي في التحركات حتى وصول المخطوفين إلى مطار بيروت. وردا على سؤال عن شروط مبادلة المخطوفين بالأسيرات السوريات قال زغيب: «إن أهلنا هم زوار ومدنيون، وإذا طالب الخاطفون بمبادلتهم بمدنيين فلا بأس ويمكن أن نفاوض على هذا الأمر. ما يهمنا هو أن يكون هناك صدق وجدية في هذا الموضوع لأن التجارب السابقة مع هؤلاء جعلتنا نفقد الثقة، لغياب الصدقية لدى هذه الجماعة. فهم لأكثر من مرة يطلبون شيئا ثم فجأة يغيرون رأيهم، فإذا كانت هذه اللائحة جدية كما تسلمها اللواء عباس إبراهيم، نتمنى أن نعمل عليها في أسرع وقت». وأضاف: «لنا كل الثقة بعمل اللواء عباس إبراهيم، ونأمل أن نصل إلى نتيجة في أقرب وقت، وإلا فإن الأهالي وكما تلاحظون غير مستعدين للتراجع عن تحركهم، حتى إنهم يرفضون الراحة. ولن نرتاح طالما أن أهلنا محتجزون، ولن نتوقف حتى نراهم وجها لوجه لنطوي هذه الصفحة السوداء التي استمرت قرابة السنة من المأساة والقهر والمماطلة».