كيري يؤكد تقاطع المصالح في سوريا مع روسيا

موسكو تجدد تمسكها ببيان جنيف كمرجعية.. وحديث عن مسودة قرار أميركي لإرسال قوات أممية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجتمع بوزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري في روسيا (أ. ب)
TT

فيما اعتبر أنه محادثات الفرصة الأخيرة أمام الحل السياسي، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يرافقه وفد يتضمن سفير الولايات المتحدة لدى سوريا روبيرت فورد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث الأزمة السورية، في ظل تزايد الضغوط الداخلية على الرئيس الأميركي باراك أوباما لتسليح المعارضة السورية الساعية لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي بداية اجتماع الكرملين قال كيري لبوتين إن جهود إنهاء الأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين في سوريا هي من بين قضايا يمكن للبلدين العمل معا بشأنها. وأضاف «تعتقد الولايات المتحدة أن لنا بعض المصالح المشتركة المهمة جدا فيما يخص سوريا والاستقرار بالمنطقة وعدم وجود متطرفين يثيرون المشكلات بأنحاء المنطقة وأماكن أخرى». وتابع القول إنه يأمل في أن يجد البلدان «أرضية مشتركة» بشأن سوريا. ووفقا لمصادر روسية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فلم يفض اللقاء إلى «اختراق» في مواقف أي من الجانبيين، إذ جددت موسكو موقفها المتمسك ببيان جنيف الذي أقرته مجموعة الاتصال حول سوريا في يونيو (حزيران) من العام الماضي.

ويحمل الفريق المرافق لكيري رسالة من أوباما إلى بوتين، الذي أكد استعداده للرد على الرسالة وأنه يأمل أن يلتقي الرئيس أوباما قريبا، وقال بوتين «لقد تسلمت رسالة أوباما التي حملها مستشاره (للأمن القومي) توم دونيلون. ونحن حاليا نعد الرد اللازم. وآمل أن نلتقي قريبا». ووفقا لدبلوماسيين غربيين، تعول الإدارة الأميركية على تغيير طريقة تفكير موسكو، الحليف الأبرز للأسد، تجاه الأزمة السورية وذلك في ظل معطيين فرضا نفسيهما على الأزمة السورية خلال الأيام القليلة الماضية، هما: أولا، إرسال أول شحنة عسكرية «غير فتاكة» أميركية إلى الجيش الحر في الثاني من مايو (أيار) الجاري، وثانيا، اكتشاف مزيد من الدلائل على استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية في صراع بقائه في السلطة، التي تطرق لها أوباما في حديث صحافي في 30 أبريل (نيسان) الماضي.

وتأتي المحادثات الروسية الأميركية في موسكو قبل نحو شهر من القمة المقررة بين الرئيسين أوباما وبوتين، يرجح أن تشكل الأزمة السورية المستمرة منذ عامين، محورها الرئيس.

ومن المفترض أن يلتقي كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم، وقالت مصادر الخارجية الروسية إن لافروف سيتناول مع كيري هذه القضايا بالمزيد من التفاصيل على ضوء ما توصل إليه لافروف من نتائج في اتصالاته التي أجراها مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي إلى سوريا ووليد المعلم وزير الخارجية السورية إلى جانب المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس بوتين مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أول من أمس واعتمادا على ما تبدى من بصيص أمل كشفت عنه تصريحات المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية التي كان قد أدلى بها قبيل وصول كيري إلى العاصمة الروسية.

وكانت الغارات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية على مواقع في محيط العاصمة السورية دمشق، قد أحرجت حلفاء واشنطن في المنطقة، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على الانتقال من موقع الناقد لنظام الأسد وخياراته العسكرية في قصم ظهر الثورة السورية، إلى موقع السائر في «حقل ألغام» التنديد بخروقات تل أبيب المتكررة على سوريا، والمتجنب لتفجير «لغم» التماهي مع الموقف الرسمي لدمشق.

وتتزايد الضغوط الداخلية على أوباما لتسليح المعارضة ولكن بشروط، إذ تقدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الديمقراطي، روبرت مننديز، أول من أمس بمشروع قانون يسمح بـ«إمداد بعض جماعات مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح بعد أن تجتاز عملية تدقيق». ويستثني المشروع الذي ستبدأ اللجنة مناقشته الأسبوع المقبل مبيعات صواريخ أرض جو التي تطلق من على الكتف والمعروفة باسم «مانباد».

ووفقا لدبلوماسيين غربيين، يحمل كيري في جعبته مسودة قرار لوقف إطلاق النار في سوريا، وإرسال قوات أممية إلى هذا البلد، والشروع بمرحلة انتقالية تفضي إلى رحيل الأسد عن المشهد السياسي. فإن رفض الروس المقترحات الأميركية فإن واشنطن لن تنتظر الضوء الأخضر من مجلس الأمن بل ستعمد إلى إجراء أحادي الجانب بتعزيز القدرات القتالية للجيش السوري الحر. وتفضل الإدارة الأميركية إنشاء المنطقة العازلة على الحدود السورية الأردنية، وليس السورية التركية، لأن ذلك يضمن أن إسرائيل ستكون بمأمن عن أي خرق من جانب نظام الأسد.