«جبهة تحرير لواء إسكندرون» تحارب إلى جانب النظام

ناشطون سوريون يتهمونها بارتكاب مجازر بانياس الأخيرة

TT

ينشط في مناطق الساحل السوري المحاذية للحدود التركية مقاتلون يحاربون إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد ضد كتائب الجيش السوري الحر الموجودة في المنطقة. ويطلق هؤلاء المقاتلون على أنفسهم اسم «المقاومة السورية – الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون»، في إشارة إلى الأراضي الواقعة شمال غربي سوريا والتي اقتطعتها فرنسا أواخر ثلاثينات القرن الماضي وأعطتها لتركيا لضمان انضمام الأخيرة إلى صف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. ووفقا لصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فإن الجبهة، التي تأسست في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، تهدف إلى تحرير اللواء السليب من السلطنة العثمانية وعودته إلى الوطن الأم سوريا، فيما يؤكد مكتبها الإعلامي أنها مجموعة فدائية نضالية مقاومة مسلحة من لواء إسكندرون السوري السليب، يقودها المناضل علي الكيالي، وشعارها هو: «لواء الإسكندرون من الأزل إلى الأبد سوري وسيبقى سوري». ويضيف المكتب الإعلامي أن عناصر الجبهة شاركت في عدة عمليات فدائية ضد العصابات الإرهابية المسلحة، كما ساهمت في إحباط الكثير من محاولات التسلل للإرهابيين من تركيا إلى سوريا، ولدى الجبهة الكثير من الأنصار داخل تركيا وأغلب عناصرها هم من أهالي أنطاكية ولواء إسكندرون.

وتشير المعلومات التي يتداولها ناشطو الثورة السورية أن الكيالي على صلة وثيقة مع عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» المحظور في تركيا والمسجون في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة منذ عام 1998، كما يؤكدون أن الاستخبارات التركية عثرت على رسالة موجهة من أوجلان إلى القيادة السورية في بداية اندلاع الثورة السورية، يعرض فيها إرسال 1000 مقاتل لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ويؤكد عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية وريفها عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط» أن «الاسم الحقيق لعلي كيالي هو معراج أورال، وهو علوي من لواء إسكندرون»، مضيفا أن «جميع مقاتلي هذه المجموعة هم من العلويين».

وتدعي الجبهة في شريط فيديو بثته في فبراير (شباط) الماضي سيطرتها على ما يقارب من 400 كيلومتر مربع في يوم واحد في ريف اللاذقية، وذلك بفضل اعتمادها على تكتيك حرب العصابات، لكن الناشط الحسن يؤكد أن هذه المعلومات غير دقيقة، مشيرا إلى أن قوة هذه الجبهة تأتي من اعتمادها على الجيش النظامي، إذ إنها تتنقل معه وتقاتل إلى جانبه، مشددا على أن الجيش الحر يتصدى لجميع محاولات الاختراق التي تحاول جبهة تحرير الإسكندرون القيام بها ما دفعها للانتقال إلى مدينة بانياس لارتكاب مجازر في قرية البيضا السنية.

ويظهر شريط فيديو تم تداوله بكثرة بعد الأنباء عن المجازر في مدينة بانياس قائد جبهة تحرير لواء إسكندرون علي الكيالي وهو يتحدث عن مدينة بانياس باعتبارها المهرب الوحيد للإرهابيين ولا بد من تطهيرها. ويقع لواء إسكندرون شمال غربي سوريا، ويطل على البحر المتوسط، وتبلغ مساحته 4800 كيلومتر مربع، ويقطنه أكثر من مليون نسمة، معظمهم من العلويين، وأقلية تركمانية تبلغ 20 في المائة.

وكانت سوريا تطالب بعودة اللواء إليها، ولم تقم بتوقيف الحملات الإعلامية ضد تركيا إلا سنة 1998، بعد توصلها إلى تسوية سياسية مع أنقرة عبر اتفاقية «أضنة» التي تخلت بموجبها سوريا عن دعمها لحزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى تخليها عن المطالبة بأراضي اللواء مع المحافظة على عدم الاعتراف بها أراض تركية.