السعدي يرفض تخويل العيساوي والعلواني وأبو ريشة للتفاوض مع الحكومة

المرجع السني رفض التصريح لهم كونهم سياسيين

TT

كشف مصدر مطلع عن أن المرجع السني الشيخ عبد الملك السعدي رفض منح كل من وزير المالية المستقيل رافع العيساوي وزعيم مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة وعضو البرلمان العراقي أحمد العلواني تخويلا من قبله بهدف إجراء مفاوضات مع الحكومة. وقال المصدر في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم الإشارة إلى اسمه، إن «الثلاثة وهم الآن من كبار قادة المظاهرات ذهبوا قبل أيام إلى العاصمة الأردنية عمان بهدف اللقاء مع المرجع العلامة الشيخ عبد الملك السعدي من أجل بحث مسألة المظاهرات والمرحلة التي وصلت إليها على أثر التطورات الأخيرة». وأضاف المصدر أن «العيساوي والعلواني وأبو ريشة تمكنوا من بالفعل من الوصول إلى عمان من بوابة منفذ طريبيل رغم إغلاقه من قبل السلطات وهو أمر يثير الاستغراب بحد ذاته، لأن المنفذ مغلق منذ نحو أسبوع، فضلا عن وجود حديث عن مذكرات قبض بحق العيساوي وأبو ريشة». وأوضح المصدر المطلع أن «القادة حاولوا إقناع الشيخ السعدي بمسألتين الأولى تبني الدعوة إلى الإقليم السني أو في الأقل غض النظر عنها وهو ما رفضه السعدي تماما والثانية منحهم تخويلا بإجراء مفاوضات مع الحكومة على أثر تفويض المتظاهرين في ساحات الاعتصام السعدي مهمة المفاوضات، وحيث إن السعدي رفض المهمة بشكل مباشر على أن يدعم أي جهة يتم الاتفاق عليها من قبل المتظاهرين فإن العيساوي والعلواني وأبو ريشة بحثوا معه هذه المسألة». وردا على سؤال بشأن أسباب رفض العلامة السعدي منحهم تفويضا قال المصدر، إن «السعدي وكما أعلن سابقا أنه لا يريد أن تكون لجنة المفاوضات من قبل السياسيين وأنه لا يرى جدوى من التعامل معهم وهو ما جعله يصر على أن تكون اللجنة من داخل الساحة».

وبشأن ما إذا كان أبو ريشة من بين السياسيين بالقياس إلى العيساوي (وزير مستقيل) والعلواني (عضو برلمان حالي) قال المصدر، إن «أبو ريشة جزء من كتلة (متحدون) بزعامة أسامة النجيفي، فضلا عن أنه يسعى لإعادة الصحوات»، مشيرا إلى أن «أبو ريشة طرح اسما عشائريا لإجراء المفاوضات وليس هو بشكل مباشر وأن الشخصية العشائرية التي رشحها أبو ريشة هو الشيخ أحمد العبود». وعلى صعيد متصل، فإنه طبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أخرى فإن الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد تشكيل لجنة خاصة من شيوخ العشائر وبعض الشخصيات المدعومين من غالبية المتظاهرين لإجراء مفاوضات من الحكومة. وأضافت هذه المصادر أن «بعض الأسماء المرشحة للقيام بهذه المهمة تنتظر موافقة السعدي عليها».

من جهته، أعلن الشيخ غسان العيثاوي عضو لجان التنسيق الشعبية للمظاهرات في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تجمعا عشائريا كبيرا أقيم أول من أمس في ساحة التظاهر من قبل العشائر كان الهدف منه هو منح المظاهرات زخما جماهيريا بعد أن كثر الكلام بشأن تراجع المظاهرات أو كثرة الانسحابات». وقال العيثاوي إن «الأمر المهم هو أننا يجب أن نفرق بين مسألتين بين الفرز الحاصل داخل الساحات بين أصحاب المطالب المشروعة من المتظاهرين وهو ما سوف تتم مناقشته على صعيد المفاوضات وبين الجهات المتطرفة التي لم يعد لها مكان في المظاهرات ولا الصعود إلى المنصات لأنها أساءت مثل السياسيين وأصحاب الأجندات لأصل وجوهر المظاهرات». وأضاف أن «الحشود التي حضرت أكدت مسائل مهمة وهي الاستمرار في سلمية المظاهرات كما تم رفع شعارات ولافتات ضد الأقاليم وهو ما أفسد على الكثير من السياسيين أحلامهم التي حاولوا تسويقها طوال الشهور الماضية من خلال ركوب موجة المظاهرات».