رفع درجة الاستعداد شمال السودان والمعارضة تعلن إسقاط مقاتلة

المتحدث باسم الجبهة الثورية: النظام أصبح متهالكا

TT

أكد الجيش السوداني أن قواته مصممة على استعادة بلدة «أبوكرشولا» التي استولت عليها «الجبهة الثورية» المعارضة منذ أكثر من عشرة أيام.. بينما قال متحدث باسم الجبهة الثورية المعارضة إن قواته قامت بإسقاط طائرة «ميغ» وتدمير متحركات تابعة للجيش السوداني في جنوب كردفان أول من أمس، معتبرا أنها استطاعت إفشال محاولة القوات الحكومية والميليشيات التابعة من دخول المنطقة.. في وقت أعلن فيه مسؤول بشمال السودان عن رفع درجة الاستعداد القصوى وسط الأجهزة الأمنية تحسبا لهجوم متوقع من الجبهة الثورية في ولاية حدودية مع دولتي مصر وليبيا.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد لـ«الشرق الأوسط» إن القوات المسلحة السودانية جادة في عملية «تحرير» بلدة «أبوكرشولا» التي استولت عليها «الجبهة الثورية» المعارضة منذ أكثر من عشرة أيام؛ بيد أنه لم يحدد موعدا قاطعا تتم خلاله استعادة المدينة، وأضاف: «العمليات جارية، أما تحرير المدينة فأمر تحدده القيادات الميدانية».

وفيما تدور عمليات استرداد البلدة، جدد مساعد الرئيس السوداني عبد الرحمن الصادق المهدي تأكيد التزام الحكومة السودانية بالحوار والتفاوض مع الحركات المسلحة، على الرغم من استهدافها لعدد من المناطق الآمنة. وأضاف في حديث بولاية النيل الأبيض المحادة لدولة جنوب السودان، مساء أول من أمس، أن الاعتداء على مناطق «أم روابة وأبوكرشولا والسميح» يستهدف «الدين والعقيدة والوطن»، وأن الدولة تسعى لخلق الاستقرار في كل أجزاء البلاد من خلال الحوار والتفاوض، كاشفا عن أن ترتيبات إدارية وأمنية لإعادة الاستقرار في هذه المناطق، ستتخذ في الفترة المقبلة.

وفي غضون ذلك، قال الناطق باسم الجبهة الثورية أبو القاسم إمام الحاج لـ«الشرق الأوسط» إن قواته التي تقاتل الحكومة السودانية في مناطق «دارفور» وجنوب وشمال كردفان والنيل الأزرق دمرت متحركا للقوات الحكومية والذي كان يحمل اسم «المنتصر بالله». وأضاف أن القوات الحكومية كانت متجهة نحو بلدة «أبوكرشولا» التي تسيطر عليها قواته، من «أم روابة» في شمال كردفان، والتي سبق أن سيطرت عليها قوات الجبهة لساعات في الأسبوع الماضي.

وأشار الحاج إلى أن اشتباكا وقع مع الجبهة في منطقتي «كالينقا ودكبنج»، وقال إنه «تم تدمير المتحرك بالكامل، وهرب من هرب عائدا إلى مدينة أم روابة». وتابع: «نحن في الجبهة مصممون على ملاحقة المؤتمر الوطني في أي مكان، وسنلحق بهم أينما وجدوا، لأن إسقاط النظام هو هدفنا الأول والأخير».

وجدد الحاج دعوته لمن وصفهم بالشرفاء في القوات المسلحة الحكومية برفض إطاعة المؤتمر الوطني لمواجهة الجبهة الثورية، وقال: «عليهم الانضمام إلى الجبهة الثورية ومكانهم محفوظ»، وأضاف أن «النظام السوداني أصبح متهالكا، وبات مهزوما أمام ضربات الثوار التي أصبحت الأمل الوحيد لتحقيق السودان الجديد لكل السودانيين».

إلى ذلك أعلن معتمد محلية دنقلا، عاصمة الولاية الشمالية، الشاذلي محمد سعيد عن رفع درجة الاستعداد القصوى وسط الأجهزة الأمنية في الولاية التي لها حدود مع دولتي مصر وليبيا. وجاء الإعلان في أعقاب تنامي الأنباء بقرب وصول مسلحي الجبهة الثورية إليها، مؤكدا تشكيل قوة مشتركة من الجيش والأجهزة الأمنية لحماية حدود الولاية. وقال إن القوة المشتركة، والتي أطلق عليها «درع الصحراء»، أجرت تمشيطا واسعا في المناطق الحدودية تأهبا لأي طارئ.

من جهة أخرى، ذكرت تقارير صحافية في الخرطوم عن مصادر قولها إن رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر ورؤساء الكتل النيابية عقدوا اجتماعا استثنائيا أول من أمس مع هيئة الأركان المشتركة والعمليات وقادة الجيش بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة، واستمعوا إلى تقارير بشأن الأوضاع الأمنية بولايتي شمال وجنوب كردفان والعمليات العسكرية.

ووفقا للتقارير، فإن وزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم حمد حسين اعتذر عن عدم حضور الاجتماع لأسباب صحية، واعدا بالمثول أمام البرلمان الأسبوع المقبل. ويعتبر هذا الاعتذار هو الثالث للمسؤول الأول عن الجيش من المثول أمام البرلمان بعد دخول قوات الجبهة الثورية مناطق في شمال وجنوب كردفان في يوم واحد الأسبوع الماضي.