عنف دموي يطبع الحملة الانتخابية في باكستان

المرشح الأوفر حظا نواز شريف: سنرث فوضى

مؤيدون لنواز شريف يلوحون لطائرة هليكوبتر كانت تقله بعد تجمع انتخابي له في بيشاور أمس (رويترز)
TT

لا يزال العنف الدموي سيد الموقف في باكستان مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقررة السبت المقبل، إذ سقط 17 قتيلا على الأقل، بينهم مرشح انتخابي يوم أمس. فقد قتل 12 شخصا وأصيب أكثر من 40 في مدينة هانغو بولاية خيبر باختونخوا الجنوبية عندما فجر انتحاري نفسه مستهدفا المرشح الانتخابي سيد جنان. وذكرت السلطات أن الهجوم نفذه انتحاري، إلا أنها لم تحدد ما إذا كان الانتحاري راجلا أم على دراجة.

وكان سيد جنان يخوض حملة انتخابية في بازار محلي استعدادا للانتخابات الوطنية والإقليمية عن ولاية خيبر باختونخوا الجنوبية المقررة السبت، عن جماعة علماء الإسلام، وهو حزب سياسي في الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته. وصرح جنان بأنه أصيب بجروح في رأسه وكتفه. وأضاف: «لقد كنت أقوم بحملتي الانتخابية وكنت متوجها إلى سيارتي عندما فجر انتحاري نفسه. أصبت ببعض الجروح ولكنني نجوت. وأصيب اثنان من حراسي بجروح خطيرة».

وفي نفس المنطقة انفجرت أمس أيضا قنبلة على جنب أحد الطرق ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل، بينما كان شقيق مرشح المجلس المحلي عن حزب الشعب الباكستاني يزور المنازل لحشد الأصوات لشقيقه. وصرح مسؤول الشرطة مهتاب خان: «لقد كانت قنبلة تم تفجيرها عن بعد، وانفجرت بينما كان شقيق مرشح المجلس المحلي زامين خان يقوم بحملة لصالح شقيقه». وأضاف: «دمرت إحدى العربات تماما. وأستطيع أن أرى ثلاث جثث». ولم يتضح على الفور عدد من كانوا في العربة، كما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن هجمات أمس.

وسقط ما لا يقل عن 109 قتلى منذ 11 أبريل (نيسان) الماضي في اعتداءات استهدفت سياسيين وأحزابا سياسية في الحملة الانتخابية، حسب حصيلة صحافية. وهددت طالبان الأحزاب الرئيسة في الائتلاف المنتهية ولايته، الذي يضم حزب الشعب الباكستاني وحركة قوامي المتحدة وحركة عوامي الوطنية. ولعبت جماعة علماء الإسلام وزعيمها رجل الدين مولانا فضل الرحمن دور الوساطة بين السلطات وطالبان التي تلقى عليها مسؤولية قتل آلاف الباكستانيين في التمرد الداخلي المستمر منذ ست سنوات. وتأجلت الانتخابات في ثلاث دوائر انتخابية قتل فيها مرشحون. وهذه الدوائر هي في ولاية بلوشستان الجنوبية الغربية وفي مدينة كراتشي، كبرى مدن باكستان، ومدينة حيدر آباد. وتأتي الانتخابات العامة بعد أن أنهت الحكومة المدنية ولايتها، وهي أول مرة تكمل فيها أية حكومة باكستانية فترة حكمها وتسلم السلطات عبر صناديق الاقتراع، بعد أن شهدت حكما عسكريا على مدى أكثر من نصف تاريخها. إلا أن حركة طالبان هددت الأحزاب الرئيسة في الائتلاف المنتهية ولايته الذي يضم حزب الشعب الباكستاني وحركة قوامي المتحدة وحركة عوامي الوطنية، ووصفت الانتخابات بأنها «غير إسلامية».

ويهيمن على هذه الانتخابات زعيم المعارضة نواز شريف رئيس حزب رابطة باكستان المسلمة، ونجم الكريكت عمران خان الذي يأمل في أن يحدث اختراقا على رأس حزبه «حركة إنصاف». ونقلت وكالة «رويترز» في تقرير لها أمس عن نواز شريف قوله من داخل سيارة مصفحة كان ينتقل داخلها في إطار حملته: «التحديات هائلة، وعلينا أن ننقذ الاقتصاد». وأعرب شريف، الذي يبدو حزبه متقدما قبل أيام على الاقتراع، عن توقعه بأن يرث «فوضى عارمة» في حال فوزه حزبه بالغالبية.

وبدوره أصيب المرشح البارز الآخر، عمران خان، بجروح في رأسه بعد سقوطه خلال تجمع انتخابي في مدينة لاهور أمس. وأظهرت صور بثتها قناة «دنيا» التلفزيونية لاعب الكريكيت السابق الذي تحول إلى السياسة، وهو يفقد توازنه وحراسه الشخصيين خلال عملية رفعه إلى مسرح مؤقت عبر رافعة شوكية. وشوهد أنصار خان وهم يحملونه إلى سيارته والدماء تنزف من رأسه. وقال إعجاز تشودري القيادي بحزب «حركة إنصاف» إن خان ليس في حالة خطرة.