«الحر» يتحضر لضرب «نبل» و«الزهراء» في حلب وينفي استهداف الشيعة

العكيدي ينفي التفاوض مع النظام لتسليم مطار منغ

TT

انضمت قريتا نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب، أمس، لبنك أهداف الجيش السوري الحر الذي يقول إنهما تحولتا إلى «ملجأ للشبيحة ومركز لتجمع الفارين من ضربات الجيش السوري الحر»، في وقت نفى فيه قائد المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي وجود مفاوضات لتسليم مطار منغ العسكري.

وأضاف العكيدي أنه لا صحة للمعلومات القائلة إن الجيش الحر بصدد «التفاوض مع القوات النظامية من أجل تسليم الأخير لمطار منغ العسكري مقابل سماح الجيش الحر لمقاتلي النظام الموجودين داخل المطار بالانسحاب منه»، وقال العكيدي إن «الجيش الحر» سبق أن طرح ذلك في وقت سابق لكن القوات النظامية رفضت التفاوض، مؤكدا أن «تحرير مطار منغ بات قريبا جدا، بعد أن تمت السيطرة على كتيبة الدبابات وكتيبة السرية الأولى ولم يعد للقوات النظامية إلا مباني القيادة للاحتماء فيها».

ميدانيا، استهدف عناصر من الجيش الحر، إضافة إلى مطارات منغ والنيرب العسكريين وحلب الدولي، فرع الأمن السياسي في مدينة حلب ومواقع عسكرية في بلدتي نبل والزهراء. وكشف الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في حلب أبو البراء أن الحر «يحضر لضربة قاسية جدا للقريتين»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن التجهيزات لاقتحامهما «اكتملت» وأن ضربهما «بات وشيكا لأن سكانهما مارسوا التشبيح مع النظام السوري، وشاركوا في تشويه جثث مدنيين من سكان القرى المحيطة».

وتقاطعت معلومات أبو البراء مع ما أكدته مصادر من الجيش الحر في الشمال لـ«الشرق الأوسط» أن هاتين القريتين «تحولتا إلى ملجأ للشبيحة، ومركز لتجمع الفارين من ضربات الجيش السوري الحر»، مشيرة إلى أن اقتحامهما «ليس سهلا، بحكم وجود عدد كبير من المقاتلين النظاميين، والشبيحة الذين يقاتلون إلى جانب النظام، فضلا عن اللجان الشعبية التي تشكلت من أبناء القريتين الشيعة».

وإذ لفتت المصادر إلى أن ضرب القريتين «استهدف مراكز للجيش النظامي والشبيحة»، نفت أن يكون استهدافها ينطلق من كون سكانهما من الشيعة. وقالت: «لا مشكلة لدينا مع الشيعة. مشكلتنا مع شبيحة النظام والجيش الذي لجأ إلى القريتين»، مشيرا إلى أن بعض أبناء القريتين من الشيعة «مؤيدون للثورة، وليس صحيحا أن جميعهم موالون للنظام».

وتقع القريتان في محيط سني، حيث تحيط بها قرى باسوفان، وباعي، وكالوته، ومياسة، وبرج حيدر، وبراد، والزوق، وبازيهر، وخراب، وفافرتين، وكباشين، وباطوطة وسمخار، وهي القرى المتاخمة لمدينة عفرين ودارة عزة التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر.

وتتعرض القريتان لحصار خانق منذ أكثر من شهرين، غير أنهما دخلتا على خط الأزمة بشكل مباشر في 24 أبريل (نيسان) الماضي، حين تعرضت القريتان لأول ضربة مباشرة من قبل المعارضة.

ولا تتجاوز نسبة الشيعة الاثنا عشرية في سوريا 0.5 في المائة، ويوجدون في شمال سوريا في بضعة قرى وبلدات في محافظة إدلب مثل الفوعة وكفريا وزرزور، ويوجدون في حلب في قريتي نبل والزهراء حصرا، وتعد مدينة نبل أكبر تجمع للشيعة الاثنا عشرية، إذ ببلغ تعداد سكانها 30 ألف نسمة.

وبات معظم الشيعة في سوريا، من المؤيدين لنظام الرئيس بشار الأسد بسبب المخاوف من استهدافهم بعد رحيل النظام. وفي هذا الصدد، قال سائق سيارة أجرة شيعي لـ«الشرق الأوسط» إنه كان متحمسا لاشتعال ثورة في بلاده من شأنها أن «تطيح بالمجموعة التي تتحكم بمصادر البلد الاقتصادية». لكن تطور الأحداث، دفع بالسائق نفسه القادم من قرية نبل في ريف حلب، لتغيير موقفه منها، مضيفا: «بتنا على قناعة بأن النظام وحده، رغم الفساد المستشري، يحمي الأقليات؛ ومن دونه، وجودنا معرض للخطر».

لكن مسؤول عمليات تجمع شهداء سوريا في الجيش الحر العقيد عارف الحمود، ينفي لـ«الشرق الأوسط» أن يكون جميع الشيعة من مؤيدي النظام. وإذ أكد أن قريتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب «تمثلان النظام»، أشار إلى أن «بعض أبناء الفوعة متضامنون مع الثورة، وقد سقط شهيد بين الثوار من القرية هو الرائد المنشق ماهر فواز». ولفت الحمود إلى أن القريتين «تم استخدامهما منذ بداية الثورة لأعمال التشبيح حيث تضمان كميات كبيرة من الأسلحة، ويقيم أبناؤها حواجز لخطف ثوار وناشطين في المنطقة»، متهما إياهم أيضا «بخطف صحافيين أتراك وأجانب».

وبرزت قرية الفوعة إلى الواجهة، بعدما اختطف مسلحون 40 شخصا منها، أثناء توجههم في حافلة إلى دمشق، فرد مسلحون من الفوعة باختطاف نحو 100 من السنة الذين يسكنون في المنطقة المحيطة، وانتهت موجة الخطف المتبادل بمقايضة الرهائن بين الطرفين. وأشارت مصادر معارضة إلى أن الفوعة القريبة من مطار تفتناز العسكري، «تحولت إلى مربع أمني للجيش النظامي، بحيث يصعب دخولها واختراقها». أما قرية زرزور في ريف إدلب، والتي تقع على الحدود التركية - السورية، فهي القرية الوحيدة التي يسكنها خليط من الشيعة والسنة. وبرزت عقب اتهام منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعارضة فيها بتفجير حسينية للشيعة. لكن مصادر معارضة أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن قرية زرزور «لم يقتحمها الجيش الحر أبدا»، مرجحة أن يكون تفجير الحسينية «تم على أيدي مجموعات تريد أن تشعل الفتنة وإظهار المعارضة بصورة طائفية».