نتنياهو يجمد الاستيطان أسابيع كي لا يعرقل الجهود الأميركية

ليفني تلتقي كيري للمرة الثانية خلال أسبوع في إيطاليا

TT

مع الإعلان عن دعوة رئيس وفد المفاوضات الإسرائيلي مع الفلسطينيين، تسيبي ليفني، إلى لقاء ثان خلال أسبوع واحد، مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أكد وزير الإسكان الإسرائيلي، أوري أرئيل، أمس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، طلب منه أن يجمد مشاريع البناء الاستيطاني الجديدة في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة.

وهدد الوزير أرئيل، وهو من كبار قادة المستوطنين، بأن حزبه «البيت اليهودي»، سيتخذ إجراءات احتجاجية على تجميد الاستيطان. وقال إن أول إجراء له سيكون التصويت ضد مشروع الموازنة العامة، ما يعني إحداث أزمة حكومية تهدد بسقوط الحكومة.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي «جلي تساهل»، قد كشفت في الصباح عن أن نتنياهو اجتمع قبل سفره إلى الصين مع وزير الإسكان أرئيل، قبل أيام، وأمره بتجميد الإجراءات المتعلقة بمشاريع حكومية لبناء 2500 - 3000 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية. ثم نقلت صحيفة «هآرتس»، عن مسؤولين إسرائيليين، القول إن الأخبار عن تجميد مشاريع الاستيطان الجديدة حتى منتصف يونيو (حزيران) المقبل تأتي في إطار وعود نتنياهو لجون كيري، وزير الخارجية الأميركي، مانحا جهود استئناف المفاوضات، فرصة.

وجاء تحديد مدة شهر ونصف الشهر باعتبار أن هذه المدة ستكون حاسمة في الجهود الأميركية لاستئناف المفاوضات. وفي هذا الإطار، دعا كيري وزيرة القضاء الإسرائيلية مسؤولة ملف المفاوضات، تسيبي ليفني، للقائه في روما اليوم، علما بأنه كان قد استدعاها على عجل إلى واشنطن يوم الخميس الماضي. ويرى المراقبون الإسرائيليون في هذه الدعوة تأكيدا على أنه يبذل جهودا جدية وعميقة للوصول إلى دفع عملية التفاوض.

وكان واضحا للجميع أن مشاريع الاستيطان تشكل عقبة كؤود في طريق هذه المفاوضات، فالفلسطينيون يضعون تجميدها شرطا للعودة إلى المفاوضات. ويبدو أن نتنياهو رضخ جزئيا لمطلب الفلسطينيين وحدد مدة شهر ونصف الشهر حتى يرى رد فعلهم. ورفض الوزير أرئيل، ورفاقه من حزب «البيت اليهودي»، ومجلس المستوطنات، هذا الموقف. ورفض مكتب نتنياهو التعقيب على هذه الأنباء.

يذكر أن نتنياهو قرر إطلاق سلسلة مشاريع استيطانية جديدة في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، ردا على الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة. وتداولت وسائل الإعلام خطط بناء تتعلق بالمنطقة المثيرة للجدل «ئي 1»، التي تقع بين «معالي أدوميم» والقدس. ولكن منذ اتخاذ القرار وحتى اليوم لا يوجد تقدم ملحوظ في مشاريع البناء في المنطقة المذكورة، باستثناء إعداد مشاريع على الورق.

وذكرت صحيفة «هآرتس» أن نتنياهو أراد أن يخلق جوا «هادئا» قبل زيارة أوباما، كي يتجنب إحراج الرئيس الأميركي خلال زيارته للمنطقة. وبعدها شرع وزير الخارجية الأميركي في زياراته إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، طالبا من الجانبين منحه شهرين من الزمن ليستمع إلى مواقفهما حيال عملية السلام، وليحاول أن يهيئ الأرض لاستئناف المفاوضات. وتحدث كيري في لقاءاته مع الجانبين عن خطوات لبناء الثقة بينهما، وتعهد الفلسطينيون بتجميد إجراءاتهم في الأمم المتحدة. أما الجانب الإسرائيلي، فقد وافق نتنياهو على تجميد خطط بناء جديدة في المستوطنات والقدس الشرقية، لمدة زمنية بين 8 و12 أسبوعا، رغم أن كيري لم يطلب تجميد البناء الاستيطاني كشرط مسبق. وصرح مسؤول أميركي كبير للصحيفة قائلا: «منذ زيارة أوباما لم نسمع عن تصريحات جديدة، وهناك هدوء في ما يتعلق بالبناء الاستيطاني الجديد». وأضاف: «لا يريد أي واحد من الطرفين أن يتهم بأنه السبب في فشل جهود السلام».