«الحر» يسيطر على خربة غزالة وانقطاع الإنترنت دخل يومه الثاني

المعارضة تتهم النظام وحزب الله بارتكاب مجزرة في القصير وخطف الجثث

TT

أعلن الجيش السوري الحر أمس، سيطرته على بلدة خربة غزالة في درعا، وانسحاب القوات النظامية منها، عقب معركة حاسمة بدأت ليل أول من أمس، بموازاة تحذير المعارضة من ارتكاب القوات النظامية مجزرة في مدينة القصير التي تحاول اقتحامها، بعد الإعلان عن مجزرة ارتكبت بحق 30 مدنيا كانوا يحاولون النزوح من المدينة.

وأعلن الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة السورية البراء هاشم، أن القوات النظامية «ارتكبت مجزرة على حاجز أقامته من الجهة الغربية لمدينة القصير في ريف حمص، ذهب ضحيتها 30 شخصا من المدنيين الذين كانوا يحاولون الخروج من المدينة، بعد اشتداد المعركة عليها»، مشيرا إلى أنه «تم إعدامهم ميدانيا بعد خروجهم من المدينة». ولفت إلى أن جثث هؤلاء المدنيين، وأغلبهم من النساء والأطفال «اختطفتها القوات النظامية». كما قال، إن أهالي القصير أفادوا باختطاف عائلات أخرى، لم يعرف عدد أفرادها.

وتقاطعت المعلومات مع ما ذكرته لجان التنسيق المحلية التي أفادت بوقوع مجزرة ارتكبتها قوات حزب الله اللبناني راح ضحيتها ثلاثون قتيلا معظمهم من الأطفال والنساء بعد أن قامت قوات الحزب بقتلهم أثناء نزوحهم من المدينة. وأشارت إلى اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيشين النظامي والحر على كل أطراف المدينة.

واشتدت المعركة أمس في ريف القصير، بعدما أطلقت القوات النظامية معركة السيطرة عليها، عقب بسط سيطرتها على أرياف المنطقة بأكملها. وقال ناشط من القصير لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات النظامية «بدأت معركة القصير فجر أمس (الأول)، فيما يقاتل المسلحون المعارضون في المدينة بشراسة، في محاولة لصد الهجوم عليها». ولفت الناشط إلى نزوح عدد كبير من السكان باتجاه المناطق الأكثر أمنا غرب المدينة.

بدوره، قال البراء هاشم لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات النظامية أطلقت حملة اقتحام المدينة بقصف تمهيدي، أسفر في اليوم الأول عن مقتل عشرين شخصا، فضلا عن تدمير مستشفى ميداني داخل المدينة. وحذر من ارتكاب مجازر جديدة من قبل القوات النظامية خلال اقتحام المدينة. وأشار إلى أن الجيش الحر «يقاوم محاولة اقتحام القصير، ويقاتل على أطرافها». في هذا الوقت، أعلن الحر سيطرته على خربة غزالة في درعا فجر أمس، بعدما انسحبت قواته منها ليل أول من أمس خلال معارك مع القوات النظامية. وأكد ناشطون انتشار الجيش الحر في البلدة، عقب سيطرته عليها. وبهذه العملية، يحتفظ الجيش الحر بسيطرته على أوتوستراد دمشق – درعا في منطقة خربة غزالة الاستراتيجية، ما يقطع طرق الإمداد عن الجيش النظامي الذي حاول في العملية أمس استعادته سيطرته على المنطقة.

وقالت مصادر الجيش الحر في درعا لـ«الشرق الأوسط»، إن الانسحاب من المعركة، جاء بسبب نقص السلاح والذخيرة، فانسحب المقاتلون منها تكتيكيا، قبل أن تصل تعزيزات للجيش الحر من مناطق أخرى في درعا، وتساند المقاتلين.

وأكدت المصادر أن الجيش الحر «استعاد سيطرته على خربة غزالة بعد قتال دام أربع ساعات فقط، حيث اشتدت فور وصول التعزيزات والذخيرة»، مشيرة إلى أن السيطرة على كامل أحياء البلدة «تمت فجرا».

وذكر ناشطون أمس أن القوات النظامية انسحبت من بلدة خربة غزالة ذات الموقع الاستراتيجي. وجاء ذلك بعدما توجه مقاتلو ألوية وكتائب حوران إلى خربة غزالة للقتال ضد القوات الحكومية وهو ما ساهم بقلب قوى المعركة لمصلحة المعارضة المسلحة. كما أفاد ناشطون بقصف مدفعي تعرضت له منطقتي النعيمة والمسمية في درعا.

وتزامنت تلك التطورات مع إعلان الجيش السوري الحر إسقاط طائرة حربية قرب مدينة تل رفعت كانت تستهدف مطار منغ العسكري في ريف حلب. وتحاول قوات المعارضة السيطرة على المطار منذ أيام قرب مطار منغ الذي يشهد محيطه اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر. كما أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط صاورخ «سكود» على بلدة منغ بالقرب من تل رفعت.

إلى ذلك، تواصل أمس احتجاز 4 جنود من أفراد الوحدة الفلبينية في القوة الدولية لحفظ السلام العاملة في مرتفعات الجولان. وكان لواء شهداء اليرموك المعارض أعلن أن العناصر الأمميين الأربعة في حمايته، وقال الناطق باسم اللواء في تسجيل «إنهم يؤمنون هذه العناصر خوفا من استهدافهم من قوات النظام».

وفي ظل العمليات الحربية، سجل خلال اليومين الماضيين انقطاع شبكة الإنترنت ومعظم الاتصالات الهاتفية في سوريا. لكن شركة «تويتر» أعلنت عن تفعيل خدمة تتيح للسوريين التغريد على «تويتر» برسائل صوتية دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت وبالاعتماد على الهواتف الأرضية أو الجوالة. وكانت شركة «أمبريلا سيكيوريتي لابس» الأميركية التي تراقب الحركة العالمية على شبكة الإنترنت ومؤسسة «غوغل» أعلنتا أمس أن سوريا تواجه منذ بعد ظهر الثلاثاء انقطاعا في الإنترنت.