وزير الحج والأوقاف اليمني: استحداث مسار إلكتروني لمتابعة سير 25 ألف حاج لهذا الموسم

العباد لـ «الشرق الأوسط»: 80% من حجاج اليمن يأتون عن طريق البر

TT

خلال زيارة استثنائية خارجة عن المتبع في الزيارات البروتوكولية التي يتبادلها وزراء الدول، استقبل الدكتور بندر الحجار وزير الحج السعودي نظيره اليمني الدكتور حمود العباد وزير الحج والأوقاف والإرشاد، لبحث القضايا المتعلقة بشؤون الحجاج اليمنيين.

وفي هذا الخصوص أفصح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور حمود العباد أن اللقاء الذي تم في جدة شهد طرح كثير من قضايا الحجاج على طاولة الوزير السعودي الذي ناقشها بكل شفافية. وبحسب العباد، وعد وزير الحج السعودي بدراسة جميع قضايا الحجاج اليمنيين العالقة، وتعهد بتوجيه الجهات ذات العلاقة للقيام بها وتوفيرها لحجاج اليمن الذين ستستقبلهم الديار المقدسة في موسم العام الحالي، والبالغ عددهم 25 ألف حاج. وكشف أثناء حواره مع «الشرق الأوسط» عن أبرز المطالبات التي تقدم بها للوزير السعودي والتي جاء منها نقل موقع الحجاج اليمنيين من ربوة منى إلى قلب الوادي، نظرا للمشقة التي يلاقونها من بعد المسافة، في إشارة منه إلى أن هذا الموقع أوجد لهم منذ 12 عاما واستمر على ذلك دون إعادة النظر فيه. وتشمل مطالب الوزير اليمني تسهيل إجراءات سفر حجاج بلاده عن طريق منافذ البر من خلال زيادة عدد العاملين في مراكز الجوازات، مبينا أن 70 في المائة من الحجاج اليمنيين القادمين لحج بيت الله الحرام يأتون إلى السعودية عن طريق البر، وأن هذه الأعداد الكبيرة تواجه تأخيرا لساعات طويلة تصل إلى 11 ساعة في المنافذ. وفيما يلي نص الحوار:

* في زيارتكم الحالية للسعودية تقابلتم مع وزير الحج السعودي للتحدث كما ذكرتم عن كثير من القضايا المتعلقة بحجاج اليمن، صف لنا كيف كان اللقاء؟

- في هذا اللقاء تم مناقشة القضايا بطريقة استثنائية وليست بروتوكولية، لملامسة كل المشكلات التي تواجه حجاج اليمن، وتم مناقشة جانب من الحج السابق لتعزيز حالة الإيجاب في الموسم الحالي، والقضايا التي نعتقد أنها غير مناسبة وكيف ستتم معالجتها سواء كان من طرف وزارة الحج والأوقاف السعودية وما ينبغي أن تقوم به، وفي الواقع حجاج اليمن - ولله الحمد - يحظون برعاية واهتمام كسائر حجاج بيت الله الحرام.

* ما أبرز القضايا التي طرحتموها على طاولة وزير الحج؟

- كان هناك قضية محورية تم مناقشتها وهي قضية نقل موقع اليمنيين في منى إلى قلب الوادي، لأن المكان الذي خصص لهم في ربوة ظل فيها اليمنيون ما يقارب الـ12 عاما، وهذه المدة كافية لتغيير الموقع، ووجه معاليه الجهات المعنية بنقل الموقع إلى موقع آخر.

* ما الجديد الذي طالبتم به لحجاج هذا الموسم؟

- طلبنا نقل حجاج اليمن بين المشاعر بالقطار، إلا أن تجربة الحجاج العام الماضي مع القطار جعلت الإخوة في المملكة يراجعون حجم الأعداد التي ستنقل عن طريق القطار، وكان القطار في العام الماضي ينقل 500 ألف حاج وفي حج هذا العام قلصوا العدد حتى 400 ألف حاج، حتى يؤدي القطار وظيفته الأساسية، فالمشكلة ليست في الازدحام والأعداد بل المشكلة في التدافع، وقالت وزارة الحج السعودية إنها ستمنح اليمن نسبة 25 في المائة من الحجاج الذين سيقلهم القطار، وسندرس هذه النسبة من عدمها.

* ما أبرز ما تم طرحه على طاولة الوزير؟

- فكرنا سويا أنا ووزير الحج السعودي بتكريس مسار إلكتروني للحجاج اليمنيين هذا المسار يدون كل حركة لحجاج اليمن ابتداء من تسجيلهم وسفرهم وتفويجهم وسكنهم وتنقلاتهم بغرض أن تكون وزارة الحج والأوقاف اليمنية مصاحبة لكل تحركاتهم والعمل على رعايتهم.

* هل يوجد تسرب بين أفواج الحجيج اليمنيين؟

- تسرب الحجاج اليمنيين ليس موجودا ونسبته صفر، وأشاد به وزير الحج السعودي وذكر أنه محل تقدير من الوزارة.

* كم عدد القادمين من الحجاج اليمنيين لهذا العام؟

عدد الحجاج اليمنيين لهذا العام 25 ألف حاج، أما عن المعتمرين فليس له عدد محدد يذكر.

* ما أبرز المعوقات التي تقابل الحجاج في كل عام؟

- من أبرز المعوقات تأخرهم في منافذ الطرق، ربما لعدم كفاية عدد العاملين في مراكز الجوازات، فمعظم حجاج اليمن يسافرون عن طريق البر وتقدر نسبتهم بـ70 في المائة، وبالتالي فحجاج العام الماضي قضوا 11 ساعة في بعض الطرق، وهذا شكل عبئا كبيرا على حدود اليمن، وتم طرحه على طاولة وزير الحج السعودي، وسنطرحه على طاولة الأمير محمد بن نايف، ونحن ندرك ونتطلع إلى تعاطيهم مع مثل هذه القضايا بشكل إيجابي.

* هل تأثر عمل وكالات الحج والعمرة بغلاء الأسعار؟ وتحديدا غلاء المساكن في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؟

- لا شك أن غلاء المساكن في مكة ترك أثره على كل وكالات تفويج الحجيج، ولكننا في وزارة الأوقاف والإرشاد شرعنا أن نقدم برنامجا بمستويات ثلاثة، برنامج الدرجة الأولى للقادرين وبرنامج ثان للمتوسطين وبرنامج ثالث للفقراء يتيح لأكبر عدد منهم أداء الفريضة بيسر وسهولة.

* هل تحدد لنا أبرز مشكلات الوكالات مع الحجاج والمعتمرين؟ وكيف استطعتم حلها؟

- لكل مرحلة من المراحل الثلاث السابقة فإن أي وكالة من الوكالات تقصر في أداء مهامها تجاه الحجاج توقع عليها عقوبة الإقصاء والإبعاد وهذا ما جعل الوكالات تحرص على استمرار جهودها في ممارسة العمل من خلال جودة العمل وتقديم الخدمة الجيدة.

* إلى أي مدى أثرت الثورة اليمنية على الاستثمار في الحج والعمرة؟

- هذا سؤال جيد أشكركم عليه، من ناحيتنا في الوزارة لا نجد أثرا سلبيا على الاستثمار في الحج والعمرة، بل العكس فالثورة لم تؤثر سلبا على الإطلاق. أستطيع التأكيد على أن عام 2011 شهد أعدادا كبيرة حضرت مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وأدت فريضة الحج بكل طمأنينة، وهذا العام سيصل الحاضرون إلى 25 ألف حاج.

* لكن سمعنا أنكم تطالبون بزيادة العدد إلى ما يتجاوز 25 ألف حاج، ما مدى صحة ذلك؟

- نعم طالبنا وسنطالب ونأمل أن يتم رفع العدد ليستوعب المزيد من راغبي أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، فالنمو السكاني الذي تشهده اليمن نأمل أن تقابله زيادة في الحصة المخصصة لنا من العدد الكلي لحجاج البيت الحرام.