مقتل 7 في ثاني كارثة بحرية في إيطاليا في غضون عام

«مناورة خاطئة» أدت إلى اصطدام سفينة حاويات ببرج مراقبة مرفأ جنوى

عناصر الإنقاذ تبحث عن ناجين تحت الأنقاض في مرفأ جنوى أمس (رويترز)
TT

بعد عام على غرق سفينة «كونكورديا» شهدت إيطاليا كارثة بحرية جديدة تمثلت في اصطدام حاملة حاويات ببرج مراقبة في مرفأ جنوى الليلة قبل الماضية، مما خلف سبعة قتلى على الأقل. وأعلن رئيس بلدية جنوى ماركو دوريا «الحداد الشعبي» جراء «الحادث البالغ الخطورة الذي وقع في المرفأ والذي يطاول المدينة برمتها».

وبعد عملية بحث استمرت منذ وقوع الكارثة ليلا حتى نهار أمس، تمكنت عناصر الإنقاذ من انتشال ناجٍ واحد من تحت الأنقاض أمس. وروى نجلا ماوريتسيو بوتنزا (50 عاما) الموظف في المرفأ أنه عثر على والدهما مصابا ونقل على الفور إلى المستشفى. وتضاربت الروايات حول عدد المفقودين الآخرين الذين تواصلت عمليات البحث عنهم يوم أمس.

وقالت المهندسة إميليا تيديسكي في قسم إدارة المطافئ: «عثرنا على أربع جثث في الهيكل الرئيس للبرج الذي يضم المكاتب وسقط في المياه». وكانت عناصر الإنقاذ تستعين بغطاسين وإخصائيين مع كلاب مدربة، لكن كل القوات المحلية ظلت تشارك في عمليات البحث. وكان نحو 15 شخصا موجودين في برج المراقبة عندما صدمته السفينة بعنف.

وليلا، سمع رنين هاتف نقال تحت أنقاض المبنى، لكن الاتصال قطع بسرعة قبل التمكن من تحديد موقع الجهاز بدقة. وبعد ساعات على الحادث كانت رافعة تزيل أنقاض المبنى بينما تم قطر السفينة ليلا.

وعند الخروج من ميناء جنوى الذي يعتبر أكبر مرفأ صناعي وتجاري في إيطاليا، قامت حاملة الحاويات «جولي نيرو» التابعة لشركة «ميسينا» بمناورة خاطئة لسبب لم يعرف بعد، واصطدمت مباشرة ببرج «بالاتزيني بيلوتي» الذي يشرف على حركة جميع السفن في الميناء. وبسبب الاصطدام العنيف هوى برج المراقبة في المياه. وأفيد بأن مبنيين صغيرين يقعان قرب البرج دمرا أيضا ولم يبقَ سوى سلم الإنقاذ المعدني لأحد المبنيين. وسقط الأشخاص الذين كانوا داخل البرج في المياه وانتشل الغطاسون الذين وصلوا بسرعة إلى مكان الحادث ستة أشخاص أحياء وثلاث جثث.

وبينما أعلنت نيابة جنوى صباح أمس فتح تحقيق ضد مجهول بتهمة القتل غير العمد، أمر نائب المدعي العام بحجز السفينة واستجوب قبطانها. كما هرع رئيس سلطات المرفأ لويجي ميرلو ورئيس البلدية ماركو دوريا إلى الموقع. وقال ميرلو: «إنها مأساة فظيعة، نحن تحت وطأة الصدمة والذهول. في الوقت الحاضر هو حادث غير مقبول، صدمة لا تصدق لجميع العاملين في المرفأ. لكننا الآن نفكر فقط في الضحايا. لاحقا سنحاول أن نفهم». وأضاف: «إنه أمر لا يصدق. كانت الشروط ممتازة في الميناء. ولم يكن هناك حركة سفن ولا رياح. كانت عملية روتينية».

وقال ماوريتسيو روسي السناتور عن منطقة ليغوريا وعاصمتها جنوى أثناء دعوته إلى دقيقة صمت في مجلس الشيوخ، إن الحادث المأساوي «يضرب في صميم الصناعة الأساسية في المدينة التي تواجه أزمة اقتصادية خطيرة». ويبدو بحسب الشهادات الأولية أن محركين توقفا ما جعل من المستحيل السيطرة على السفينة.

والسفينة يبلغ طولها نحو 200 متر وعرضها 30 مترا وزنتها تزيد على 40,500 طن. ويعيد هذا الحادث بشكل أليم إلى أذهان الإيطاليين ذكرى مأساة «كوستا كونكورديا»، السفينة السياحية التي غرقت في 13 يناير (كانون الثاني) 2012 بعدما صدمت صخرة على مقربة من جزيرة جيليو، ما أوقع 32 قتيلا.