اغتيال 3 طيارين جنوب اليمن.. والاتهامات لـ«أنصار الشريعة»

مباحثات يمنية ـ أوروبية في صنعاء ومساعدات مشروطة بتحسين حقوق الإنسان

TT

لقي ثلاثة طيارين يمنيين، أمس، مصرعهم في عملية اغتيال في محافظة لحج بجنوب اليمن، في وقت جرت فيه مباحثات يمنية - أوروبية في صنعاء خلصت إلى رفع الدعم الأوروبي لليمن في مجال الانتخابات ولمؤتمر الحوار الوطني.

وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن ثلاثة من الطيارين الذين يعملون في «قاعدة العند» العسكرية الكبرى في جنوب اليمن، لقوا مصرعهم في «كمين غادر وجبان من قبل مسلحين على طريق الدبا الحسيني بمحافظة لحج»، القريبة من عدن، ونقلت وكالة الأنباء اليمني «سبأ» عن مصدر محلي قوله إن الطيارين، وهم: العقيد طلال أحمد صالح شهاب، والعقيد محسن أبو بكر هادي البغدادي، والعقيد ناصر محمد عبد الله فارع، استشهدوا الساعة الثامنة صباحا وهم متوجهون من مدينة الحوطة إلى مقر عملهم في قاعدة العند الجوية، حيث تمت مهاجمتهم من قبل مسلحين لاذوا بالفرار، على متن دراجة نارية.

ونفذ عدد من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد في صنعاء وقفة احتجاجية داخل قاعة الفندق الذي تنعقد فيه أعمال المؤتمر للاحتجاج على أعمال العنف والإرهاب التي تشهدها بعض المحافظات اليمنية، وبالأخص الجنوبية، وكانت الوقفة تتعلق بالاحتجاج على مقتل الطيارين الثلاثة في مدينة الحوطة بمحافظة لحج.

ويشهد جنوب اليمن سلسلة من عمليات الاغتيالات والتصفيات الجسدية لضباط ومسؤولين حكوميين على يد مجاميع مسلحة يعتقد أنها إسلامية متشددة، وذكرت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» سلسلة من حوادث الاغتيالات في لحج، «حيث قتل مدير صندوق النظافة في لحج محمد عبد الله الصاو بإطلاق رصاص مسلحين عليه أمام منزله، كما قتل العقيد في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) محمود الطاعوس قرب نادي الشرارة في الحوطة، وفي مديرية تبن بلحج قتل العقيد المحيمدي برصاص مسلحين في المنطقة التي قتل فيها الطيارون الثلاثة أمس، كما قتل الضابط في الأمن السياسي بلحج ياسر عبد القوي وسط مدينة الحوطة برصاص مسلحين يستقلان دراجة نارية وأمام معسكر الأمن المركزي وحراسة مستشفى ابن خلدون».

وخلال العام الماضي والحالي استمرت الهجمات على ضباط في الجيش اليمني وأجهزة الأمن والمخابرات، وقتل أكثر من 100 ضابط وصف ضابط وجندي في عمليات انتحارية، وفي عمليات اغتيال نفذت جميعها بواسطة مسلحين يستقلون دراجات نارية، وتوزعت تلك العمليات على صنعاء وعدن وحضرموت ولحج وأبين والضالع وذمار، وغيرها من المحافظات.

وتشير المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى تورط عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة في العملية «التي تبدو مدبرة»، على حد وصف المصادر التي أكدت أن معظم عمليات الاغتيالات التي شهدتها لحج جرت بالقرب من وجود ثكنات أمنية، حيث قتل في 27 أبريل (نيسان) الشهر الماضي الضابط في المباحث الجنائية أحمد مثنى وزميله محمد هاشم، في عملية اغتيال في منطقة صبر التي تقع بين مدينتي عدن والحوطة في لحج، عبر مسلحين مجهولين يستقلون سيارة من دون لوحات معدنية.

في موضوع آخر، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قرارا جمهوريا بتعيين شخصية جنوبية نائبا له في منصب رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الذي يرأسه هادي، ونص القرار الرئاسي على تعيين ياسين عمر أحمد مكاوي نائبا لرئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل بدلا عن أحمد بن فريد الصريمة، الذي انسحب من المؤتمر بعد عدم تنفيذ مطالب له تتعلق بالقضية الجنوبية، وغادر اليمن إلى إحدى دول الجوار.

إلى ذلك، انعقدت أمس اللجنة اليمنية - الأوروبية في صنعاء برئاسة وزير التخطيط اليمني الدكتور محمد السعدي، وقال مصدر في وزارة التخطيط لـ«الشرق الأوسط» إن الأوروبيين رفعوا سقف دعمهم لليمن بنسبة 10 ملايين يورو، وخصصوا مبلغ 18 مليون يورو لدعم اللجنة العليا للانتخابات ومؤتمر الحوار الوطني الشامل، في وقت تبلغ فيه التعهدات الأوروبية لليمن في مؤتمر الرياض الذي انعقد في 4 سبتمبر (أيلول) الماضي، 215 مليون دولار أميركي، وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الأوروبيين طالبوا الحكومة اليمنية في الاجتماع المشترك بـ«تنفيذ حزمة من الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الرياض، وحددت في وثيقة المساءلة المتبادلة بين الحكومة اليمنية والمانحين»، وأكدت المصادر أن «الدعم مرهون بمدى جدية الحكومة اليمنية في تنفيذ الإصلاحات وتحسين سجلاتها في مجال حقوق الإنسان واحترام حق الرأي والتعبير».