العالم الفيزيائي البريطاني هوكينغ يعزز المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل

بعد رفضه دعوة للمشاركة في مؤتمر بيريس الدولي السنوي

TT

عزز عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ، 71 عاما، المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، وذلك بقرار الانسحاب من مؤتمر برعاية الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس من المقرر عقده ما بين 18 - 20 يونيو (حزيران) المقبل، وفق ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية في عدده أمس.

وكان هوكينغ الذي يعتبر أشهر عام في الفيزياء النظرية أستاذ كرسي لوكاس للرياضيات في جامعة كمبردج البريطانية، قد قبل دعوة للمشاركة في مؤتمر الرئيس الخامس تحت عنوان «مواجهة الغد»، وهو مؤتمر يستقطب كثيرا من الشخصيات الدولية وآلاف المشاركين. ويتزامن مؤتمر هذا العام، مع الاحتفال بعيد ميلاد بيريس التسعين.

وقالت الغارديان في تقريرها إن هوكينغ، الذي يستخدم كرسيا متحركا، بعث برسالة مقتضبة إلى بيريس في الأسبوع الماضي، أبلغه فيها أنه غير رأيه في موضوع المشاركة. ولكن هوكينغ لم يعلن قراره هذا، ولكن اللجنة البريطانية للجامعات في فلسطين التي تدعم حركة المقاطعة الأكاديمية قالت في بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني بموافقة هوكينغ الذي وصفه البيان «بقرار مستقل لاحترام المقاطعة بناء على معلوماته ومعرفته بفلسطين، وبناء على مشورة بالإجماع من اتصالاته الأكاديمية الخاصة هنا».

وقالت الغارديان إن هوكينغ ومنذ تسلمه الدعوة للمؤتمر قبل 4 ساعات، تعرض لطوفان من الرسائل سواء من بريطانيا والخارج كجزء من حملة دولية مكثفة تقف وراءها حملة المقاطعة، لغرض إقناعه بالعدول عن قبول الدعوة. وفي النهاية وكما ذكرت الغارديان فإن هوكينغ الذي يعاني من مشكلات صحية، أبلغ أصدقاءه، بأنه قرر الأخذ بنصيحة زملائه الفلسطينيين الذين وافقوا على ألا يحضر المؤتمر، وحسب تقريرر الغارديان فإنه بموافقته على المقاطعة ينضم هوكينغ إلى مجموعة صغيرة لكنها متنامية من الشخصيات البريطانية التي رفضت دعوات لزيارة إسرائيل، بمن فيها المغني البريطاني الفيس كوستيلو والموسيقاران روجر ووترز وبريان إينو والمغنية آني لينكس وفرقة بيكسيز الأميركية لموسيقى الروك.

يذكر أن هوكينغ زار إسرائيل 4 مرات كان آخرها في عام 2006. وألقى محاضرات في جامعات إسرائيلية وفلسطينية. ولكن منذئذ بدأت مواقفه إزاء إسرائيل تتخذ طابع التشدد حسب قول الغارديان وفي مطلع عام 2009 أدان هوكينغ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وانتقد رئيس المؤتمر إسرائيل ميمون في بيان، انسحاب هوكينغ. وقال إن «المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل برأينا شائنة وغير صحيحة خاصة بالنسبة لشخص تكمن روح الحرية في أساس مهمته الإنسانية والأكاديمية».

وتضاربت التصريحات الصادرة عن جامعة كمبردج بشأن أسباب المقاطعة، فبينما أشارت في البداية إلى أن هوكينج يقاطع في إطار مقاطعة أكاديمية لإسرائيل احتجاجا على احتلالها للأراضي الفلسطينية، تراجعت لتقول إن هوكينج، انسحب من المؤتمر لدواع صحية. وقال متحدث باسم الجامعة في رسالة بالبريد الإلكتروني وفق ما قالته وكالة «رويترز» إن «البروفسور هوكينج لن يحضر المؤتمر الذي سيعقد في إسرائيل في يونيو القادم لدواع صحية. نصحه أطباؤه بعدم الطيران».

وقال المتحدث ردا على سؤال حول تغيير أسباب التغيب «أخطأت.. البروفسور هوكينج لم يوافق» على البيان.

وكان من المقرر أن يلقي هوكينج الذي حظي بإشادة دولية لإنجازاته في أبحاث الثقوب السوداء كلمة أمام المؤتمر إلى جانب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. لكن اسمه أسقط بهدوء من قائمة المشاركين هذا الأسبوع. ووصف منظمو المؤتمر انسحابه بأنه قرار «غير مبرر وخاطئ» وهو ما يوضح أنهم أبلغوا بأن انسحابه احتجاج سياسي لا صحي.