اليمن: مقتل جنديين في لحج.. واغتيال قائد وحدة عسكرية بصنعاء

مصادر: الإفراج عن ثلاث رهائن مختطفين

الرهائن الثلاثة الذين أفرج عنهم يصلون إلى مطار مسقط بعد أن تم تسليمهم للسلطات العمانية أمس (ا.ف.ب)
TT

اغتال مسلحون مجهولون في العاصمة صنعاء، أمس، قائد إحدى وحدات الجيش اليمني، في حين اعتقلت أجهزة الأمن اليمنية في محافظة لحج بجنوب البلاد، أمس، أحد المتهمين بقتل الطيارين الثلاثة أول من أمس في مدينة الحوطة عاصمة المحافظة، بعد ساعات من تعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمعاقبة المتورطين في الحادث، في وقت أقر فيه هادي خطة النزول الميداني لفرق مؤتمر الحوار الوطني باعتباره رئيسا للمؤتمر.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن المقدم محمد مراد، أحد قادة الوحدات العسكرية في الجيش اليمني، لقي مصرعه على يد مسلحين مجهولين في حي مذبح بصنعاء. وذكرت المصادر أن أجهزة الأمن تواصل التحقيق في الحادثة التي يعتقد أن جماعات إسلامية متشددة تقف وراءها.

من ناحية أخرى، لقي جنديان مصرعهما في هجوم شنه مسلحون على إدارة أمن محافظة لحج التي ذكرت مصادر أمنية فيها أن أحد المتهمين الرئيسيين في اغتيال ثلاثة طيارين يعملون في قاعدة العند الجوية اعتقل في الحوطة ويطلق عليه لقب «الصاروخ»، وقد شرعت أجهزة الأمن اليمنية في التحقيق معه لمعرفة المتورطين في عملية الاغتيال التي هزت الشارع اليمني وأفقدت اليمن عددا من خيرة كوادره العسكرية في مجال الطيران. وأضافت المصادر أنه «يجري حاليا البحث والتحري عن بقية المتهمين بارتكاب هذه الجريمة الإرهابية البشعة للقبض عليهم وإحالتهم إلى أجهزة العدالة لينالوا جزاءهم الرادع».

وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي توعد العناصر التي اغتالت ثلاثة من الطيارين اليمنيين بالعقاب، وذلك في برقيات عزاء بعث بها هادي إلى أسر الطيارين الثلاثة. وقالت مصادر محلية في لحج إن مسلحين يتبعون تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة هم من نفذوا عملية الاغتيال في وضح النهار، وأنهم سبق أن نفذوا سلسلة من عمليات الاغتيال بحق قادة عسكريين ومسؤولين حكوميين في محافظة لحج.

وفي سياق آخر، قال هادي أثناء لقائه بوفد صحافي أميركي برئاسة الصحافي الأميركي المعروف توماس فريدمان إن «المتعاركين في اليمن عندما أحسوا خطر الانزلاق إلى متاهات الهلاك والخطر ذهبوا للتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وبذلك غلبوا جميعا مصلحة الوطن العليا، خصوصا أن شعبنا يعاني من شحة الإمكانيات الاقتصادية وخطر الإرهاب الداهم الذي تجمعت شراذمه من مختلف البلدان إلى محافظة أبين وأجزاء من محافظة شبوة مستغلين الأزمة الحادة والانقسامات التي تلتها».

ودشن هادي أمس عملية النزول الميداني لفرق مؤتمر الحوار الوطني المتخصصة «من أجل الاطلاع عن كثب على مجريات الأمور والتعرف عن قرب على احتياجات المجتمع من حيث صياغة منظومة الحكم الجديد وطبيعة الاتجاه العام نحو المستقبل المأمول، والاستماع إلى الآراء والمقترحات من النخب السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وشرائح من أبناء المجتمع». ودعا هادي الجميع إلى «بذل الجهود الحثيثة من أجل إنجاح هذه المساعي الوطنية النبيلة في إطار نجاحات المؤتمر الوطني الشامل».

وأشار الرئيس اليمني في سياق حديثه بمؤتمر الحوار الوطني إلى «القضايا المتصلة بالأمن والاستقرار والأوضاع الاقتصادية ومواجهه الإرهاب»، وإلى أن «الجهات الأمنية تتابع الإرهابيين الخاطفين للفنلنديين والنمساوي من مكان إلى مكان»، وإلى «أننا نحرص على سلامتهم ونتوخى الحذر من أجل تخليصهم بسلام وعودتهم إلى بلدانهم». وأعرب هادي عن أسفه «لمثل هذه الحوادث الإرهابية التي تلحق الضرر بسمعة الوطن وتزعزع أمنه واستقراره».

وفي وقت لاحق قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه تم الإفراج عن ثلاث رهائن مختطفين وهم نمساوي وفنلنديان كانوا قد اختطفوا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من وسط ميدان التحرير في العاصمة اليمنية صنعاء، دون ذكر المزيد من التفاصيل عن صفقة إطلاقهم بعد تصريحات هادي بشأنهم وعدد من زيارات مسؤولين نمساويين وفنلنديين إلى صنعاء.