العربي يرحب بالتفاهم الأميركي ـ الروسي حول حل الأزمة السورية

وزير سوري يتوقع حكومة وحدة وطنية نهاية الشهر

مقاتلون من الجيش السوري الحر في مدينة حلب (أ.ف.ب)
TT

بينما رحب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس بالتفاهم الأميركي - الروسي بشأن ضرورة العمل على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية استنادا إلى وثيقة جنيف، داعيا طرفي الحكومة والمعارضة في سوريا للتجاوب مع مسعى عقد مؤتمر دولي للتوصل لاتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية، تحفظ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا على الاقتراح، وقال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية إن «المقترح قديم ولن يتم التوصل لشيء».

وتعهد وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة خلال اجتماعهما في موسكو الثلاثاء الماضي بالعمل معا لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، واعتبر العربي أن هذا التفاهم يشكل تطورا هاما وإيجابيا لدفع الجهود الإقليمية والدولية لتنفيذ اجتماع مجموعة العمل الدولية بجنيف في 30 يونيو (حزيران) العام الماضي، الذي حدد إطار وأسس الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية.

وقال العربي إن جامعة الدول العربية لطالما عبرت عن دعمها لخطوات الحل السياسي لوقف نزيف الدماء والبدء بمرحلة انتقالية عبر الاتفاق على تشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة. ودعا الأمين العام للجامعة الحكومة السورية والائتلاف الوطني لقوى الثورة وجميع أطراف المعارضة للتجاوب مع المسعى الأميركي الروسي لعقد المؤتمر الدولي والاستفادة من هذه الفرصة المتاحة للتوصل لاتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تؤهلها لإدارة مهمات هذه المرحلة، وتجنب سوريا وشعبها المزيد من نزيف الدماء.

في المقابل، أبدى الائتلاف الوطني تحفظه على الطرح، وقال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية للائتلاف السوري، إن مقترح عقد مؤتمر دولي بشأن الأزمة هو «قديم ومتفق عليه منذ فترة»، مشككا في إمكانية انعقاده، ونتائجه إذا ما قدر له الانعقاد. وأضاف المالح في تصريحات خاصة «من الأفضل قبل المؤتمر الدولي صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين»، مضيفا «كلها أمور فاشلة وانتهت صلاحيتها». وأشار المالح إلى أن التحرك الروسي الأميركي الأخير جاء على خلفية مخاوف غربية من سيطرة تنظيم القاعدة والمتطرفين على الوضع في منطقة الشام ومن قيادة التيار الإسلامي للمرحلة، مؤكدا أنه لا يوجد اتفاق كامل بين روسيا وأميركا على كل الخطوات وإنما اتفاق على مصالح مشتركة بينهما.

وعما إذا كانت الأوضاع في سوريا مرشحة لاشتعال حرب مع إسرائيل. قال المالح «لا أعتقد ذلك لأن إسرائيل تدعم النظام السوري وليس المعارضة كما يدعي الرئيس بشار الأسد ومجموعته».

سوريا، رحبت دمشق بالتوافق الروسي - الأميركي، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس، نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا» إن هذا التقارب يأتي «انطلاقا من قناعتها بثبات الموقف الروسي المستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، ولا سيما مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية ومبدأ عدم التهديد بالقوة أو استعمالها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة».

واعتبر البيان أن «مصداقية الموقف الأميركي في تبني الحل السياسي للأزمة في سورية تكمن في سعيها الجاد لدى حلفائها لوقف العنف والإرهاب وتجفيف مصادره تمهيدا لانطلاق الحوار السياسي، وأن يدرك الجميع أن الشعب السوري وحده هو من يقرر مستقبله والنظام الدستوري لبلاده دون أي تدخل خارجي».

إلى ذلك، أعلن أمين حزب الإرادة الشعبية المعارض ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة السورية، الدكتور قدري جميل، عبر لقاء إذاعي، أن المؤتمر الدولي المزمع عقده نهاية الشهر الحالي سينتج حكومة وحدة وطنية بمشاركة جميع الأطراف السورية، مؤكدا أن سوريا لن تكون «محمية» لأحد ولن تكون تحت وصاية أحد، فيما أشار إلى أن انعقاد المؤتمر الدولي سينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد السوري من حيث البدء بفك الحصار وصولا إلى زواله.