فيضانات وسيول قادمة من إيران تدمر المئات من القرى وتشرد الآلاف جنوب العراق

السعدي يدعو أبناء المحافظات الغربية للمساهمة في مساعدة المنكوبين

قرية في محافظة واسط حاصرتها المياه وهدمت بعض بيوتها على ساكنيها («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت مناطق جنوب العراق خاصة محافظتي ميسان وواسط سيولا كبيرة جراء قيام إيران بفتح عدد من بوابات سدي سليمان ودز بمحاذاة الحدود مع العراق تزامنا مع سقوط كميات كبيرة من الأمطار، الأمر الذي أوقع أضرارا كبيرة في مدن عراقية عدة.

وفي الوقت الذي أكدت فيه السلطات المحلية في محافظتي ميسان وواسط أن الفيضانات جرفت المئات من المنازل وشردت أكثر من 3500 شخص، انتقد رجال دين الدور الحكومي في درء خطر الفيضانات، فيما دعا المرجع السني الشيخ عبد الملك السعدي أبناء محافظات الموصل والأنبار وديالى وصلاح الدين وكركوك إلى الإسراع بمساعدة المنكوبين من أبناء جنوب العراق. وقال محافظ ميسان علي دواي، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «كميات السيول التي وصلت إلى المحافظة عبر الحدود الإيرانية لم تكن متوقعة، بالإضافة إلى كمية الأمطار التي سقطت وجرفت عددا من السدود الترابية بين محافظتي ميسان وواسط والتي تقدر بـ200 إلى 400 ملم، وهي الأشد منذ سنوات». وأضاف دواي قائلا إن «عمليات الإنقاذ كانت باتجاهين، الأول عبارة عمليات طوارئ وجهد هندسي لتصريف تلك الكميات القادمة إلى المحافظة، حيث تم فتح خمس منافذ على نهر دجلة قرب منطقة علي الغربي (110 كم شمال العمارة)، لكنها لم تف بالغرض بسبب كميات المياه الهائلة فصير إلى فتح منفذ بمسافة 5 إلى 10 متر عبر الطريق السريع (عمارة - كوت) الأمر الذي ساعدنا على تصريف أكثر من 80 في المائة من تلك المياه». وتابع «أما الخط الثاني فتمثل في أعمال إغاثة حيث تمت إقامة مستشفيين ميدانيين بمنطقة علي الغربي كما تم توزيع معونات ومواد غذائية».

وعن حجم الأضرار التي لحقت بمحافظة ميسان جراء السيول أشار دواي إلى أن «هناك 12 قرية دمرت بالكامل، بالإضافة إلى 45 قرية أخرى بشكل جزئي، فيما تم تدمير 54 دونما من محصولي الحنطة والشعير ونفوق أعداد كبيرة من الماشية والدواجن».

إلى ذلك، قال محافظ واسط مهدي الزبيدي إن «مياه السيول القادمة من الأراضي الإيرانية دمرت عددا من القرى في المحافظة خاصة في ناحية شيخ سعد (50 كم جنوب شرق الكوت)، كما أتلفت كمية كبيرة من المحاصيل الزراعية». وأضاف أن «المحافظة فتحت 9 منافذ على نهر دجلة كما ستقوم بفتح منفذين آخرين لارتفاع مناسيب المياه».

وكانت ناحيتا علي الغربي في محافظة ميسان وشيخ سعد في محافظة واسط من أكثر المناطق المتضررة بمياه الأمطار والسيول التي سببت فيضانات غمرت مساحات واسعة من الأراضي، وأصبح سكان قرى كثيرة في تلك المناطق محاصرين بالمياه، الأمر الذي أدى إلى الاستعانة بطيران الجيش للمساهمة بإغاثة المحاصرين. وقال قائد عمليات الرافدين اللواء الركن مزهر العزاوي إن «الجيش العراقي شارك في عمليات الإغاثة، وذلك من خلال إجلاء المتضررين من جراء السيول باستخدام 6 طائرات مروحية، قامت كل طائرة منها ومنذ اليوم الأول للأزمة بـ35 طلعة لإجلاء العوائل من 25 قرية منكوبة». وأضاف أن «الجهد الهندسي للفرقة العاشرة في الجيش العراقي قام بدور كبير في فتح مسالك لتصريف مياه السيول والأمطار نحو نهر دجلة».

وحذرت وزارة البيئة العراقية وجمعية الهلال الأحمر من وجود مواقع جديدة للألغام التي جرفتها السيول عبر المناطق الحدودية مع إيران في محافظة ميسان. وحذر مسؤول الإعلام في جمعية الهلال الأحمر فرع ميسان، حسين علي هادي «من حمل السيول مخلفات حربية وألغاما من الشريط الحدودي العراقي - الإيراني، وهي من مخلفات الحرب العراقية الإيرانية، نحو قرى ومناطق مأهولة بالسكان»، داعيا المواطنين إلى توخي الحذر وعدم الاقتراب من أي جسم غريب.

إلى ذلك، قال المرجع السني الشيخ عبد الملك السعدي، في بيان صحافي، إنه «شاءت إرادة الله في هذه الظروف أن يختبركم ويمتحنكم بتراكم المصائب عليكم من كل جانب في أنفسكم وأموالكم وأعراضكم، ومن ذلك ما حدث لإخوانكم في جنوب العراق الواحد الموحد - بإذن الله - من ضرر الأمطار الغزيرة والسيول العارمة».

ودعا السعدي الحكومة إلى المسارعة وتعويض المتضررين من الفيضانات عما فقدوه بدلا من «هدر أموال الدولة في أمور لا تقدم خدمة للشعب العراقي من تفشي الرشوة والسرقات وفساد مالي وإداري أزكم الأنوف وقزز النفوس دون متابعة أو ردع أو عقاب»، مطالبا «العراقيين جميعا بمساعدة المنكوبين»، وقال «أخص بندائي هذا أهل بغداد والمحافظات الأخرى الموصل والأنبار وديالى وصلاح الدين وكركوك».