الرئيس المصري يعتبر الثورة نجحت نجاحا باهرا.. والأمم المتحدة قلقة من تراجع الحريات

وزير الداخلية ينفي وجود ما يثبت حبس مرسي وهروبه من السجن

الرئيس محمد مرسي في مؤتمر صحافي مع رئيسة البرازيل ديلما روسيف (أ.ف.ب)
TT

اعتبر الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، أن ثورة 25 يناير (كانون الثاني) نجحت نجاحا باهرا، عبر تحقيق الكثير من الأهداف التي سعت إليها. جاء ذلك خلال زيارته للبرازيل، والتي انتهت أمس حيث التقى نظيرته ديلما روسيف وفي غضون ذلك صدر بيان مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، أعربت فيه عن «قلقها العميق لتراجع الحريات في مصر لمستويات أدنى مما كانت عليه إبان عهد الرئيس السابق حسني مبارك»، وهو ما علق عليه الدكتور محمد البرادعي بالقول: إنها «شهادة من العالم أن النظام فقد صلته بالثورة».

في غضون ذلك، نفى اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري وجود اسم الرئيس مرسي ضمن المعتقلين إبان الثورة في سجن «وادي النطرون» أو أنه هرب أثناء اقتحام السجون حينها.

واختتم الرئيس مرسي زيارته إلى البرازيل أمس، معلنا اتفاقه مع نظيرته البرازيلية على تعزيز التعاون الثنائي وتبني مبادرات تنموية في مجالات الزراعة والصحة والبيئة والسياسات الاجتماعية، ونوه بيان ختامي مشترك بتعهد الرئيسين ببذل الجهد للمشاركة في المعلومات والخبرات في دفع البرامج الاجتماعية لمكافحة الفقر والجوع.

كما أعلنت روسيف عزم بلادها مواصلة دعم الجهود التي اتخذتها مصر في تلك اللحظات الحرجة من تاريخها لتبني التنمية الاجتماعية لشعبها، مؤكدة عزم الحكومة البرازيلية تنفيذ مشروع مع مصر بوحي من برنامج «اشتر من الأفارقة من أجل أفريقيا»، وهي مبادرة طورتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) والبرنامج العالمي للغذاء.

وتعد زيارة مرسي، الأولى من نوعها لرئيس مصري إلى البرازيل، وقد ثمن الرئيس مرسي التجربة البرازيلية الرائدة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتحول الديمقراطي، كما رحب في كلمته بمواقفها القوية المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وقال مرسي: «نجحت ثورة 25 يناير في تحقيق أول أهدافها السياسية، بانتقال السلطة لرئيس مدني منتخب بإرادة المصريين وفق انتخابات حرة شهد لها كل المتابعين، ووضع دستور يؤسس لدولة ديمقراطية حديثة»، مشيرا إلى أنه «رغم التحديات التي تواجهنا خلال المرحلة الانتقالية، فإن الاقتصاد الوطني يمتلك من المقومات القوية التي تؤهله لتحقيق معدلات نمو مرتفعة خلال السنوات المقبلة».

وخلال لقائه مع الجالية المصرية بمدينة ساوباولو، قال مرسي إن «الثورة منذ بدايتها تقودها أهدافها ولم تكن القيادة لحزب أو مجموعة معينة»، مضيفا أنه يرى أن أهم هدف حققه المصريون من الثورة هو امتلاك الإرادة، وشدد على أن «الأمة التي لا تمتلك إرادتها لا تستطيع أن تنهض أو تتطور كما ينبغي».

وأشار إلى أن حرصه على القيام برحلات وزيارات لدول العالم هو لفتح الأبواب، مشددا على أن فتح أبواب جديدة بين مصر وأي دولة في العالم لا يكون على حساب دول أخرى. وجدد مرسي خلال كلمته احترامه لاستقلال السلطة القضائية، وتقديره لمبدأ الفصل بين السلطات.

كما كشف عن أنه يجري حاليا وضع اللمسات اخيرة على تشكيل المجلس الاستشاري للمصريين في الخارج، مشيرا إلى أنه سيصدر خلال أيام قرارا جمهوريا في هذا الخصوص.

من جهتها، قالت باكينام الشرقاوي، مستشارة رئيس الجمهورية للشؤون السياسية، إن هناك الكثير من الدروس التي يمكن استقاؤها من التجربة البرازيلية، ذكرتها في بيان لها على صفحتها الرسمية بموقع «فيس بوك»، ومنها: أهمية الزراعة في التنمية، وتنويع مصادر الطاقة، وأن عملية التنمية تراكمية تحتاج لوقت، وأن الوفرة الاقتصادية تمكن من البدء في برامج اجتماعية طموحة، بالإضافة إلى ما يعرف بالحقيبة الأسرية، وهي عبارة عن دعم نقدي يقدم للأسر.

في المقابل، أعربت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن قلقها العميق بسبب تراجع الحريات في مصر لمستويات أدنى مما كانت عليه إبان عهد الرئيس السابق حسني مبارك، مشيرة في بيان لها مساء أول من أمس إلى أن أبرز بواعث القلق، هي الدستور الجديد المثير للجدل، وعدم محاسبة أفراد الأمن المتورطين في انتهاكات، والإجراءات القانونية التي تستهدف الصحافيين والنشطاء، والحد من سلطة القضاء.

ونوهت بيلاي إلى أن مصر تخاطر بالانجراف بعيدا عن المثل العليا التي ألهمت الثورة المصرية، مشيرة إلى مشروع قانون منظمات المجتمع المدني، الذي يناقش في مجلس الشورى، والانتهاكات التي تمارس خلال قمع المظاهرات، بالتضييق على الصحافيين ومقاضاتهم.

واعتبرت بيلاي أن مصر تمر الآن بلحظة أكثر حسما عما كانت عليه قبل عامين بعد الانتفاضة التي أطاحت بمبارك، لافتة إلى أن هناك مجموعة من المخاوف بشأن الحقوق الاجتماعية والسياسية.

من جهة أخرى، كشف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري في تصريحات تلفزيونية له أمس أن مصلحة السجون لا يوجد لديها ما يفيد بأن الرئيس محمد مرسي كان مسجونا بسجن «وادي النطرون» وأنه هرب من السجن بعد اقتحامه في أعقاب ثورة 25 يناير 2011. رغم معرفة الجميع بالواقعة، وهو الأمر الذي لم تعلق عليه رئاسة الجمهورية حتى الآن.

وكان الرئيس مرسي من بين معتقلي قيادات جماعة الإخوان المسلمين يوم 26 يناير 2011، بعد يومين من اندلاع الثورة. وفور خروجه من السجن يوم 28 من نفس الشهر، قال مرسي في اتصال هاتفي مع قناة «الجزيرة»، إنه خرج وكل من معه بعد اقتحام السجن من قبل الأهالي الذين نجحوا في تهريب المساجين.

لكن وزير الداخلية قال: إنه قام بالاستفسار عن الأمر بنفسه من مساعد الوزير لمصلحة السجون، وأكد له الأخير أن اسم الرئيس ليس ضمن كشف أسماء المساجين الذين تم اعتقالهم أو الهاربين منه.