القرضاوي يبدأ زيارة إلى غزة تستغرق 3 أيام مؤكدا أن الأمة ستنتصر بأهل القطاع

هنية قبّل يده ومنحه الجنسية الفلسطينية.. وفتح معقبة: من لا يملك أعطى لمن لا يستحق

هنية يقبل يد القرضاوي لدى وصوله إلى معبر رفح الليلة قبل الماضية (رويترز)
TT

حرصت الحكومة المقالة في قطاع غزة على الاحتفاء بشكل كبير بالشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ووفد علماء المرافق له، الذي بدأ مساء أول من أمس زيارة لقطاع غزة تستمر ثلاثة أيام. فاستقبل رئيسها إسماعيل هنية وأركان حكومته وقيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي والكثير من الشخصيات العامة القرضاوي والوفد المرافق عند معبر رفح وبعد أن قبل هنية يد القرضاوي ألقى كلمة ترحيب به، أعقبه عدد من كبار الشخصيات، فرد القرضاوي والرئيس السوداني الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب بكلمتي ترحيب.

ومن معبر رفح وحتى مدينة غزة، نصب الكثير من اللافتات التي تحمل صورة القرضاوي تذيلها عبارات الترحيب والإشادة. ولدى وصوله إلى مدينة غزة استقبل هنية القرضاوي والوفد المرافق في مقر مجلس الوزراء، ومنحه الجنسية الفلسطينية وسلمه جواز سفر فلسطينيا يحمل شعار السلطة، بينما منحت الجامعة الإسلامية بغزة القرضاوي الدكتوراه الفخرية في استقبال مهيب. وشارك القرضاوي في مؤتمر نظمته الجامعة بعنوان «الدفاع عن المقدسات الإسلامية».

وتعقيبا على ذلك قالت حركة فتح إن «من لا يملك أعطى لمن لا يستحق». وأوضح الناطق باسمها أحمد عساف: «اذا ما قررت أي دولة منح جواز سفرها لأي أجنبي تقديرا له فهذه صلاحيات رئيس الدولة فقط وليست من صلاحيات رئيس وزراء مطرود بسبب قيادته لانقلاب دموي على السلطة الشرعية».

وتساءل عساف في تصريح نقلته وكالة «فلسطين برس» على ماذا يكافأ القرضاوي.. على الفتاوى التي أصدرها وأباحت انقلاب حماس في غزة وراح ضحيته آلاف من أبناء شعبنا بين شهداء وجرحى ومشردين، وكانت نتيجته الانقسام الكارثي على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني.. أم على فتواه التي حرمت زيارة المسجد الأقصى ومدينة القدس لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليهما ولتعزيز صمود أهلها بحجة أن القدس تخضع للاحتلال الإسرائيلي». وأكد عساف أن زيارة القرضاوي لغزة «ستكون لها تبعات سلبية على الوحدة الوطنية الفلسطينية، حيث إنها ستعزز الانقسام وستكرسه وتعتبر تشجيعا لحماس للاستمرار في الانفصال».

وقال هنية خلال استقبال القرضاوي إن حكومته لن تتنازل أو تفرط أو تتعرف بالكيان الإسرائيلي، مضيفا: «لن نفرط بشبر من أرض فلسطين، ولن نقبل لأحد التنازل عن ذرة من ترابها». وبعد تسلمه جواز السفر الفلسطيني، قال القرضاوي: «الأمة الإسلامية ستنتصر بأهل غزة»، مشددا على أنه لا يجوز لأي كان التفريط أو التنازل عن أي ذرة من فلسطين». وتابع القول: «فلسطين عربية وإسلامية وستظل كذلك رغم كل المحاولات، وستنتصر الأمة، أنتم يا أبناء غزة تنصرون الأمة وتمثلونها وستنتصر بكم، وسنصل لحقوقنا، ثقوا أننا منتصرون، نحن أصحاب الحق ولن يضيع، وأنا أشعر حين ألقى أهل غزة بأنني ضئيل جدا أمام قوة هذا الشعب وروحه الذي قدم ولا يزال يقدم». وأضاف مؤكدا: «لا هجرة بعد اليوم.. أما أن نموت أو ننتصر، وأؤكد أننا سننتصر في كل قضايانا». وأردف: «لا يجوز التنازل عن الوطن مقابل المال، فالوطن لا يباع بأموال، وليس من حق أحد بيعه، ولن نسمح لأحد بالتفريط بالوطن، وسنظل نقاوم حتى نطرد الاحتلال عنه، وسنعود لها وحقنا ثابت».

وأوضح القرضاوي أن قطاع غزة تعرض لقصف عنيف «ولكنه بقي صامدا ويحمل الراية وسيبقى كذلك»، مشيرا إلى أن أبناء غزة في الخط الأمامي في الدفاع عن الأمة، ومؤكدا أن الشعوب التي تناضل من أجل الدين والعدالة في وجه الظلم كافة، ستنتصر. وقال إن «وفد العلماء الزائر لغزة يمثل كل الجماعات الإسلامية في الأمة ومحبي فلسطين وغزة، وقد جاءوا لها يضعون أيديهم في أيدي أهلها للتأكيد أننا معكم وسنظل كذلك حتى نلقى الله».

وذكر القرضاوي، أنه يزور غزة للمرة الثالثة بعد أن زارها عامي 57 و58 حين كان مدرسا في سيناء، وأنه زار مدن الضفة الغربية حين كانت فلسطين تحت الحكم الملكي الأردني كدولة موحدة. وسيلقي القرضاوي اليوم خطبة الجمعة في المسجد العمري الكبير، في حين سيتوزع مرافقوه من العلماء لإلقاء خطب في مساجد شتى في قطاع غزة.