محكمة باكستانية تقضي بحق الحكومة في إسقاط الـ«درون»

اعتبرت الضربات بطائرات من دون طيار «جريمة حرب»

TT

قضت محكمة باكستانية، أمس، بأن حكومة إسلام آباد لها الحق في إسقاط الطائرات الأميركية من دون طيار إذا ما تجاهلت واشنطن التحذيرات لوقف الهجمات الجوية «غير القانونية».

وقالت الهيئة القضائية المؤلفة من قاضيين ويرأسها قاضي المحكمة العليا في بيشاور دوست محمد خان، إن «حكومة باكستان وقواتها الأمنية يجب أن تضمن عدم تنفيذ مثل تلك الضربات بطائرات من دون طيار وعدم إجرائها داخل أراض خاضعة للسيادة الباكستانية في المستقبل».

وقال خان في حيثيات الحكم الذي جاء في 22 صفحة، إن الهجمات بطائرات من دون طيار جرى تنفيذها ضد «عدد قليل ممن يشتبه بأنهم متشددون لم يشتركوا في قتال مع السلطات أو القوات الأميركية»، مما ينتهك القوانين الدولية، لذا فتلك الهجمات «غير قانونية إطلاقا وتمثل انتهاكا صارخا» للسيادة الوطنية. كما أعلنت المحكمة أن الضربات بطائرات من دون طيار «جريمة حرب».

وأمرت الحكومة الباكستانية بأن تطلب من الأمم المتحدة تشكيل محكمة للتحقيق وإصدار حكم نهائي بشأن ما إذا كانت الضربات الجوية تشكل جرائم حرب.

وجاء حكم المحكمة لدى البت في مجموعة من الدعاوى المتطابقة المطالبة بمنع حملة الطائرات من دون طيار على المتشددين الإسلاميين المتحصنين في منطقة قبلية بباكستان متاخمة لأفغانستان. وقال القضاة إن الولايات المتحدة ارتكبت «سلسلة عمليات قتل» للمدنيين في منطقتي وزيرستان الشمالية ووزيرستان الجنوبية القبليتين وبدأت في عام 2008. واستشهد القضاة ببيانات الإدارة المحلية التي أفادت بمقتل 1449 مدنيا وإصابة 335 بإصابات خطيرة حتى نهاية عام 2012.

وجاء في الحكم أن «الخسائر المدنية تعد جريمة من جانب السلطات الأميركية بما فيها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) لا يمكن الصفح عنها». ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) و«سي آي إيه» بأنهما «ترويكا اتخاذ القرار» وراء حملة الغارات بالطائرات من دون طيار.

وتندد باكستان علانية بحملة الغارات بالطائرات من دون طيار في أراضيها، واصفة إياها بأنها غير قانونية وذات نتائج عكسية لحربها ضد المتشددين.

لكن الكثير من المحللين والمراقبين يقولون إنهم يعتقدون أن الضربات يتم تنفيذها بموافقة ضمنية من إسلام آباد. وكان الرئيس الباكستاني العسكري السابق برويز مشرف قال لشبكة «سي إن إن» الأميركية الشهر الماضي، إن بلاده وافقت سرا على عدد قليل من الضربات الجوية الأميركية بطائرات من دون طيار.

ولا توجد حصيلة محددة للقتلى جراء الضربات الجوية، لكن مئات المتمردين الإسلاميين وكذلك المدنيون وردت تقارير بمقتلهم منذ أول ضربة أميركية بطائرة من دون طيار في عام 2004.