السلطة تعتبر البناء الاستيطاني في بيت إيل تخريبا لجهود الأميركيين

يعلون يصادق على بناء 296 وحدة تنفيذا لاتفاق سابق بتعويض مستوطني «أولبانا»

TT

أدانت الرئاسة الفلسطينية، بشدة، موافقة الحكومة الإسرائيلية، على بناء 296 وحدة استيطانية في مستوطنة «بيت إيل» قرب مدينة رام الله، واعتبر المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، القرار في هذا الوقت، بأنه تخريب لعملية السلام وجهود الإدارة الأميركية، خاصة جهود الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري الذي يتحرك بشكل مكثف بالمنطقة.

يذكر أن كيري أعلن في روما أول من أمس أنه سيعود إلى المنطقة في 21 مايو (أيار) الحالي لاستئناف جهود إحياء عملية السلام والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف أبو ردينة أن «الرئاسة تقرأ هذا القرار بأنه رسالة للإدارة الأميركية وضرب لعملية السلام ضمن مخطط كان أبرز معالمه اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك». وتابع القول إن «الحكومة الإسرائيلية تهدف من وراء هذه القرارات جر المنطقة إلى العنف بدل السلام والاستقرار، وهذا يدلل على أن حكومة نتنياهو غير معنية نهائيا بإحلال السلام في المنطقة».

وجاء القرار الإسرائيلي الجديد، في وقت تسربت فيه أنباء عن نية الحكومة الإسرائيلية تجميد الاستيطان حتى أواسط يونيو (حزيران) المقبل، نزولا عند رغبة وزير الخارجية الأميركي.

واتصل كيري أمس، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، لبحث عملية السلام. وقالت مصادر إن أبو مازن، بحث مع كيري القرار الإسرائيلي الجديد، وأكد على مواقفه السابقة استعداده للعودة إلى مفاوضات بعد تجميد الاستيطان.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن الخطة الجديدة أقرت في الوقت الذي كانت تجتمع فيه الوزيرة تسيفي ليفني مع نظيرها الأميركي، في روما، لبحث استئناف عملية السلام.

وبحسب الصحيفة، فإنه في هذا الوقت، كان وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، يوقع على بناء 296 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة بيت إيل القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.

وأقالت الصحيفة إن «يعالون بصفته وزيرا للدفاع، صادق على المخطط الاستيطاني الذي كان بحاجة إلى استكمال الخطوات التخطيطية». وأضافت أن المخطط هو استكمال لاتفاق بين حكومة بنيامين نتنياهو ومستوطني «أولبانا» قرب رام الله، العام الماضي، وتسنى بموجبه إخلاء المستوطنين من الشقق التي أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بإخلائها في ذلك الوقت.

وأكد موقع «واللا» الإلكتروني، أن اللجنة الفرعية لشؤون الاستيطان التابعة للإدارة المدنية، المسؤولة عن مراقبة سياسات الحكومة في الضفة الغربية صادقت على خطة البناء الجديدة، استنادا لأوامر مباشرة أصدرها قبل فترة وزير الدفاع موشيه يعلون.

ومن المفترض أن ينشر المخطط للاعتراض عليه، وتعتبر هذه الخطوة الأخيرة التي تسبق الشروع الفعلي بالبناء. وتقضي الخطة الجديدة بإخلاء معسكر «حرس الحدود» قرب بيت إيل ومنح المكان للمستوطنين. ووقع قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي الجنرال نيتسان الون الوثائق الخاصة بتسليم أراضي المعسكر للمستوطنين.

ويتضمن المخطط إنشاء 4 مبان يتكون كل واحد منها من عشرة طوابق، ويضم 40 شقة، وكذلك إنشاء 8 بنايات تتكون كل منها من 8 طوابق وتضم 17 شقة وبهذا يصبح مجموع الشقق الاستيطانية 296 شقة. وتظهر وثائق أن جزءا من الأراضي التي ستبنى عليها المباني الجديدة، تعود ملكيتها لمواطن فلسطيني. ومن غير المعروف كيف ستتعامل معها إسرائيل.

وكان يعالون قد التقى زعماء المستوطنين قبل يومين، وطمأنهم، بأن تعاون الحكومة معهم سيتواصل وأنه لا داعي للقلق أبدا، وذلك بعدما أعرب زعماء المستوطنين عن غضب شديد تجاه ما تسرب عن نية تجميد الاستيطان. وأعرب زعماء المستوطنين بعد لقاء يعلون بأن تكون خطوة البناء في بيت إيل، بداية لسلسلة مصادقات أخرى على مخططات استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية والقدس.