مصادر لـ «الشرق الأوسط» : تحركات حوثية لاستعادة السيطرة على صعدة وإقصاء الآخرين

مداهمة مساجد في صعدة.. ورمي قنبلة على حافلة ركاب في عدن

TT

تشهد مناطق شرق وشمال اليمن تطورات أمنية وعسكرية متواترة وصلت إلى حد المواجهات المسلحة، في وقت أقدم فيه الحوثيون في شمال اليمن على السيطرة على مساجد مدينة صعدة عبر عناصر وميليشيات مسلحة، في حين جرح عدد من الأشخاص في هجوم مسلح على حافلة بمدينة عدن.

وقالت مصادر محلية في صعدة لـ«الشرق الأوسط» إن جماعة الحوثي المتمردة في شمال اليمن قامت بتطويق عدد من المساجد في مدينة صعدة، في إطار المساعي للسيطرة على مساجد المدينة ذات التوجه السلفي. وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن «جماعة الحوثي تعد لمرحلة جديدة في صعدة التي باتت تحت سيطرتها أمنيا وعسكريا وتسعى إلى الحكم المباشر في المحافظة وإعلانها إقليما حوثيا يتبع ما يسمى (أنصار الله)، وهي التسمية التي دخل بها الحوثيون مؤتمر الحوار الوطني». وأشارت المصادر إلى أن «جماعة الحوثي تحاول افتعال المشكلات من أجل إيجاد مبرر للانسحاب من مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بعد أن بدت لهم مؤشرات بفشل مساعيهم لانتزاع قرارات مهمة تضمن لهم إقليما خاصا بهم يشمل محافظات: صعدة، حجة، الجوف وبعض المناطق من محافظة عمران، وبما في ذلك إيجاد منفذ على البحر الأحمر عبر ميناء ميدي قرب الحدود اليمنية - السعودية».

ويبسط الحوثيون سيطرتهم على محافظة صعدة بصورة تامة وعلى أجزاء من محافظة الجوف المجاورة، وحسب مصادر خاصة فإنهم يقومون بصورة يومية بتجنيد عشرات الشباب من المحافظات التي يسيطرون عليها وأيضا من بعض المحافظات الجنوبية، خاصة بعد العلاقات الوثيقة التي ربطتهم بشخصيات من عدد من المحافظات اليمنية الجنوبية وتعز وفي الوقت الراهن يسعون إلى السيطرة على «الحراك التهامي» في غرب البلاد، ويمولون تحركاتهم هذه بأموال باهظة، في حين ترفض المصادر الحوثية التعليق على هذه المعلومات بعد اتصالات كثيرة أجرتها «الشرق الأوسط» مع بعض الشخصيات.

وجاءت هذه التحركات الحوثية في صعدة من قبل الحوثيين مع معلومات عن قرب استقبالهم لجثمان حسين بدر الدين الحوثي الذي سيأتي إلى اليمن قادما من ألمانيا، حيث جرت هناك عملية فحص الحامض النووي للجثة والتأكد من هوية صاحبها. وتشير مصادر محلية إلى أن الحوثيين يعدون لإعداد جنازة كبيرة وضريح لحسين الحوثي وجعله مزارا في المستقبل القريب.

من جانبه، يقول الدكتور العزي شريم، عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل باليمن، عضو فريق قضية صعدة لـ«الشرق الأوسط» حول المحاور التي سيبحثها فريق صعدة إبان النزول الميداني وفي داخل المؤتمر نفسه، إنها «أربعة محاور رئيسة هي: جذور قضية صعدة، المحتوى والمظاهر، الحلول المقترحة والمحور الأخير هو ضمان عدم تكرار ما حدث من أحداث عنف وحروب خلال السنوات الماضية»، وفي ما يتعلق بجذور قضية صعدة «هناك لجنة مصغرة مهمتها تحديد توصيف الجذور للقضية ووفقا لرؤى المكونات التي قدمت والوثائق المطلوبة من المكونات أو الجهات ذات العلاقة». وبشأن التطورات الحالية على الميدان في صعدة والاستيلاء على مساجد قال إنه «إذا صحت هذه المعلومات، فإنه سيكون لها تأثير كبير على مجريات الحوار الوطني عموما، وعلى أداء فريق صعدة بشكل خاص، في محاولته لحل قضية اليمن وقضية صعدة خصوصا، وخاصة أننا مقبلون على مرحلة النزول الميداني التي أقرها رئيس الجمهورية، رئيس مؤتمر الحوار».

من ناحية أخرى، وجهت اللجنة العسكرية الخاصة بإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن برفع اللواء 3 الذي كان يتبع الحرس الجمهوري سابقا، والذي كان يقوده نجل الرئيس السابق العميد أحمد علي عبد الله صالح، وجاءت هذه التوجيهات بعد اشتباكات مسلحة بين قوات اللواء المشار إليه وقوات الشرطة العسكرية لعدة أيام، أسفرت عن سقوط جرحى من الجانبين.

في موضوع آخر، جرح 9 أشخاص في انفجار وقع في حافلة بمدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، وذلك أثناء قيام شخص مجهول بإلقاء القنبلة على الحافلة في مديرية «الشيخ عثمان»، وباشرت السلطات التحقيقات حول الحادث.