لواء «شهداء اليرموك»: إجلاء المراقبين مرهون بوصولهم إلى نقطة حدودية

الفلبين تدرس سحب جنودها العاملين في الجولان

TT

لم تشهد قضية المراقبين الفلبينيين الأربعة الذين تم احتجازهم يوم الثلاثاء الماضي قرب الحدود مع الجولان السوري المحتل، أي تطور باتجاه الإفراج عنهم، وذلك بعد أيام على تبني «كتيبة شهداء اليرموك» احتجاز هؤلاء، مشيرة إلى أنها قامت بذلك لحمايتهم تزامنا مع اشتباكات عنيفة وقصف من القوات النظامية في وادي اليرموك.

وفي هذا الصدد، أكد الناطق الإعلامي باسم لواء شهداء اليرموك ليث حوارن لـ«الشرق الأوسط»، أن مسألة الإفراج عن المراقبين تتعلق بإمكانية تأمين طريق آمن لنقلهم إلى أي نقطة حدودية، وتسليمهم إلى الصليب الأحمر أو أي جهة دولية، مشيرا إلى «وجود تنسيق دائم مع الأمم المتحدة لمتابعة تفاصيل هذه المسألة».

وشدد حوران على أن «المراقبين ليسوا مخطوفين عند لواء (شهداء اليرموك)، وإنما هم ضيوف تم تأمينهم وإنقاذهم من القصف النظامي»، ولفت إلى «أنهم بصحة جيدة وفي مكان آمن». وأظهر شريط فيديو تم بثه أمس على مواقع الإنترنت العناصر الأربعة جالسين إلى كراسي وهم يرتدون زيهم العسكري، من دون أن يقدموا على أي حركة أو يقولوا شيئا. ويظهر في الشريط ومدته 26 ثانية، شخص ملتح يتلو بيانا مكتوبا وسط العناصر الأربعة، جاء فيه: «تعلن قيادة لواء شهداء اليرموك عن تبني عملية إجلاء أربعة من عناصر الأمم المتحدة من منطقة المعركة بين عناصر اللواء ومجرمي عصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد خشية على حياة هؤلاء الجنود أولا». وأضاف: «وثانيا حتى لا يلجأ إليهم مجموعة من العناصر المجرمة التي ما زالت فارة، وبالتالي حدوث إشكال لا تحمد عواقبه بين أهالي الضحايا المدنيين وبين عناصر البعثة الدولية».

وكانت الكتيبة قد ذكرت على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن «عناصر من جيش النظام قاموا بالتمركز بالقرب من أماكن تواجد المراقبين الدوليين.. الأمر الذي هدد سلامتهم وشكل خطرا على حياتهم، ما دفع بنا إلى التدخل والعمل على إخراجهم وتأمينهم من المنطقة المتواجدين فيها، خشية عليهم من الاشتباكات بين الطرفين، أو يقوم عناصر جيش النظام بقصفهم أو إطلاق النار عليهم».

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي، الأربعاء الماضي، أن المنظمة الدولية سحبت مراقبين من موقع في هضبة الجولان، حيث احتجز المراقبون الأربعة. كما أعلن وزير خارجية الفلبين ألبرت دل روزاريو أمس أن «بلاده ترغب في سحب جنودها العاملين ضمن قوة فض الاشتباك في هضبة الجولان بأسرع وقت بعد خطف الأربعة»، وذلك بعد شهرين من خطف 21 جنديا فلبينيا في المنطقة نفسها، أفرج عنهم بعد 3 أيام.

وتنتشر قوة مراقبة فك الاشتباك الدولية في الجولان منذ 1974 وقوامها نحو 1000 عسكري يحملون أسلحة خفيفة. فيما توجد عناصر «لواء اليرموك» التابع للمجلس العسكري لمحافظة درعا في الجيش السوري الحر في منطقة وادي اليرموك الذي يعد من أكبر وديان جنوب الجولان على الحدود مع الأردن، ويقع في امتداد محافظة القنيطرة، حيث هضبة الجولان التي تحتل إسرائيل أجزاء منها.

يذكر أن اختطاف هؤلاء المراقبين جاء بعد شهرين من خطف 21 مراقبا فلبينيا آخرين للأمم المتحدة في المنطقة نفسها، ومن قبل الكتيبة نفسها «شهداء اليرموك»؛ إذ تم الإفراج عنهم بعد 3 أيام عبر تسليمهم إلى السلطات الأردنية عبر الحدود البرية مع سوريا.