أوغلو من عمان: لن نرضى بحكومة سورية جديدة أيديها ملطخة بالدماء

جودة: روسيا طرف أساسي في معادلة تشكيل حكومة انتقالية بدمشق

TT

أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على ضرورة العزل السياسي لأعضاء النظام السوري الحالي دون أن يستخدم المصطلح عينه، لكنه قال: «تركيا لن ترضى بأن يكون أي من أعضاء النظام الحالي جزءا من المرحلة المستقبلية». وبرر الوزير التركي موقف بلاده خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في عمان مساء أمس الجمعة، بالقول: «لن نرضى بسلطة تنفيذية (حكومة) جديدة تلطخت أيديها بالدماء». وشدد أوغلو على ما وصفه «همّا مشتركا» بين تركيا والأردن «يتعلق باللاجئين السوريين، ومن هذا المنطلق، أقول: يجب أن تكون الحكومة الجديدة مقنعة للجميع حتى يطمئن اللاجئون ويعودوا إلى بلادهم». واتهم أوغلو النظام السوري بتخليه عن وعوده وتعهداته، وقال إنه لم يف بها، «حيث كانت هنالك اتصالات في البلدين في بدايات الأزمة السورية بين تركيا والنظام السوري، لكن لم يف النظام بتعهداته»، كما تطرق إلى اللجنة العربية التي دخلت على الخط ولم يثمر عملها مع النظام السوري، ومن ثم الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي لسوريا. وأبدى الوزير التركي مخاوفه من الأسلحة الكيماوية السورية، وقال إن لدى بلاده شكوكا واحتمالات حول استخدام السلاح، لكنه لمح إلى إمكانية إجراء اختبارات قبل حسم هذا الموضوع.

ويعتبر الموقف التركي جديدا وغير مطروح في العلن من قبل الطرفين الأميركي والروسي اللذين تبنيا مبادرة خلال الأسبوع الماضي لعقد مؤتمر دولي، حيث أشارا إلى ضرورة مشاركة أطراف النزاع السوري من نظام ومعارضة من أجل ولادة حكومة انتقالية جديدة.

من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على أنه أجرى مشاورات مع نظيره التركي حول الملف السوري، موضحا أن هدفها التركيز على الحل السياسي هناك، و«الذي طالب به الأردن»، وقال: «المشاورات تركزت على الحل السياسي في سوريا»، مذكرا بأن «هذا الموقف الذي كان يطالب به الأردن».

واعتبر جودة، الذي عاد من روسيا وروما حيث التقى وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، أن ما جرى مؤخرا «تطور إيجابي»، وقال: «موقفنا لم يتغير حيث جرى التطور الإيجابي الذي حدث مؤخرا بعد اجتماع وزيري الخارجية الأميركي والروسي حول حل سياسي منسجم». وأشار جودة إلى أن «روسيا طرف أساسي في معادلة تشكيل حكومة انتقالية ترضي جميع الأطراف في سوريا، وما سينتج عنها من حكومة هناك تنهي مسلسل العنف الذي تعيشه سوريا، والذي راح فيه آلاف الضحايا». وأضاف جودة: «لا توجد تفاصيل عن المكان والزمان، لكن الأردن جزء من المؤتمر الدولي، وهو حاضر في هذه الاجتماعات واللقاءات، ولم يتم الحديث عن مكان اللقاء، ولا يهم المكان كما يهم الخروج بمضمون ينهي إراقة الدماء»، ولفت إلى ما وصفه بـ«تحرك نشط للدبلوماسية الأردنية»، وقال إن هنالك استمرارا للتعاون والتنسيق مع الجانب التركي حول الأزمة السورية وحل سياسي يشمل جميع طبقات الشعب السوري. وبين أن «مؤتمر جنيف يشكل منطلقا للدخول في الحل السياسي الذي ننشده، واللغة كانت واضحة حول بقاء أو زوال النظام السوري، حيث تم اتفاق بين روسيا وأميركا على التحاور والتباحث في تشكيل حكومة انتقالية ترضي النظام والمعارضة». وقال عن وثيقة جنيف أو غيرها: «نحن نتحدث مع العالم بأسره حول العبء المترتب على الأردن نتيجة استضافته اللاجئين السوريين». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول زيارة وزير خارجية إيران علي صالحي للأردن الأسبوع الماضي، قال جودة: «زيارة وزير الخارجية الإيراني للأردن كانت مثمرة وصريحة وواضحة، وأنا من دعاه لزيارة الأردن»، في محاولة من جودة على ما يبدو للرد على منتقديه في التعاطي مع زيارة الوزير الإيراني. ووصف جودة لقاء صالحي مع عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، بـ«الممتاز». وأضاف جودة: «(في) ما يتعلق بزيارة الوزير الإيراني لسوريا التي تلت الأردن؛ (فقد) عرض وجهة نظر الأردن دون أن ندعوه لإيصال أي رسالة من الحكومة الأردنية». ورحب جودة بوزير الخارجية التركية داود أوغلو ووصف زيارته بـ«الهامة للتعاون والتشاور بين البلدين في مختلف القضايا»، وقال إن «علاقاتنا بتركيا تاريخية وتشهد تطورا في مختلف الميادين». وأشار الوزير الأردني إلى أنه لا شك في أن القضية الأبرز هي القضية الفلسطينية و«تباحثنا حول الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في القضية الفلسطينية»، وأوضح: «تحدثنا حول التطور الأخير في القدس وما جرى نتيجة ذلك من تصعيد ومنع المصلين من الدخول إلى الأماكن المقدسة»، وتابع: «أطلعت أوغلو على ما يجري في القدس وما تقوم به الأردن تجاه القدس».

وشدد جودة على أنه في نهاية المطاف، فإن «هدفنا إحقاق الحق وإقامة دولة فلسطين مستقلة»، مبينا للصحافيين أنه أطلع أوغلو على زيارة ملك الأردن لواشنطن، واستقبال وزير خارجية إيران في الأردن، وكذلك زيارته لروسيا، ولقاء وزير الخارجية الأميركي في روما.